إيزيس في محراب «أسوان لأفلام المرأة»
بقلم : إنتصار دردير
تحتضن محافظة أسوان في فبراير2017، مهرجاناً سينمائياً جديداً هو «مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة» الذى يأتى مواكبا للعام الذي خصصته مصر للمرأة، وصممت جائزة المهرجان على شكل «إيزيس» رمز القمر والأمومة عند قدماء المصريين.
أخيرا جدا يقام مهرجان سينمائى يهتم بقضايا المرأة فى بلادنا ويدفع بالمبدعات كافة عناصر العمل السينمائى، وهذا المهرجان ليس الأول من نوعه في المنطقة العربية، فهناك مثيله فى فلسطين «سينما المرأة في فلسطين»، و«المهرجان الدولي لفيلم المرأة» في مدينة سلا المغربية، فما الذي يمكن أن يصنعه المهرجان الجديد؟، وهل كما قالت الفنانة والمنتجة إلهام شاهين، التي اختيرت رئيسة شرفية له، يستطيع أن يلعب دورا في تسليط الضوء على قضايا المرأة التي تعرضت للتهميش فعلاً خلال الفترة الأخيرة؟.
أعتقد أن أهمية هذا المهرجان، تكمن في قدرته على تفعيل المساهمة السينمائية والإضافة التي تقدّمها المرأة، خصوصا وأن السينمائيين الرجال يسيطرون على النجومية في الإخراج والإنتاج والتصوير والسيناريو، في حين تُعطى المرأة أهميتها السينمائية كممثلة أكثر من أي دور آخر، فمقابل عشرات المخرجين العالميين يحفظ الجمهور أسماءهم ، وبالكاد يمكنه تذكر اسم مخرجة واحدة أو أكثر.
ومن ثم أصبحت الحاجه إلي هذا المهرجان ومثيله من تظاهرات أخرى، يبررها ضرورة يتم نسيانها أو تجاهلها لأسباب مختلفة، وهي وجود «سينما المرأة» وليس فقط تقديم «المرأة في أفلام» لتكون مجرد سنيدة للبطل الرجل، أو تطرح قضايا فردية لا تشكل رصدا حقيقيا للمرأة ووجودها داخل الأسرة والمجتمع.
وحين نطلق مصطلح «سينما المرأة» ونبني عليه مهرجانات وتظاهرات، فنحن إما أننا نفترض أنه من المعروف حقاً ما المقصود بذلك، أو أننا نضع المصطلح ثم نحاول أكتشافه، ولذلك تأتي أهميه هذا المهرجان الذى يسعى لتأكيد دور المرأة كسينمائية ويدفع لمزيد من الاهتمام بسينما المرأة التى تطرح قضاياها بصدق وتعبر عن واقعها.
وبالطبع فان القائمين على «أسوان الدولي لأفلام المرأة»، يعرفون جيدا كيف يجعلون من مهرجانهم مختلفا، وقد ظهر ذلك واضحا فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فريق العمل المتناغم قبل أيام ويكفي اختيارهم الذى – وقف ورائه الناقد الكبير سمير فريد – لفيلم «ليلى بنت الصحراء»، المنتج عام 1937، وهو اختيار جاء بمناسبة مرور 80 عاماً على إنتاجه، وكون منتجته وبطلته ومخرجته امرأة «بهيجة حافظ».
هذا بخلاف تكريم النجمة الكبيرة نجلاء فتحي التى جاء صوتها عبر مكالمة تليفونية تؤكد حضورها وتروى جانبا من معاناتها المرضية فى الفترة الاخيرة، كما أن كل جائزة في المهرجان ستحمل اسم احدي السينمائيات المصريات الكبار، تقديرا لاسهاماتهن فى السينما، وقد كان حضور محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى للمؤتمر ما يؤكد دعمه وحماسه وايمانه بأهمية أن تحتضن أسوان مهرجانا سينمائيا قادرا على الترويج السياحى لمحافظته بما تملكه من آثار وأماكن ساحرة للتصوير السينمائى، وهو ما يسعى المهرجان لتأكيده، ومن المؤكد أن ملامح الدورة الأولى بدأت تتشكل، لتكون دليلا على قدرة المرأة على الإبداع في مختلف المجالات بما فيها محراب السينما.