استطلاع يرصد حقائق: لماذا أسواق السينما في العالم تتجه حالياً إلى السعودية؟
«سينماتوغراف» ـ متابعات
في استطلاع موسع عن إمكانيات ومستقبل السينما في السعودية أجراه معهد “نورديستي” Nordicity البريطاني تظهر عدة حقائق، منها أن معظم السعوديين يحبون السينما، وثلثا السكان الذين لديهم إنترنت يشاهدون على الأقل فيلما كل أسبوع على أجهزتهم.
وحسب الاستطلاع الذي أجري مع عدد كبير من المواطنين، تبين أن 67% من مشاهدي الأفلام في المملكة يفضلون أن يشاهدوا أفلاما سعودية تتناول ثقافتهم وحياتهم، كما بين أن 88% منهم يشاهدون أفلاما عربية، بينما 35% فقط يشاهدون الأفلام الناطقة بالإنجليزية.
وفيما يتعلق بالأنواع الفنية المفضلة، أظهر الاستطلاع أن جمهور الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يفضل “الأكشن والمغامرات” بنسبة 35%، يليه الكوميدي ثم الأفلام المصرية القديمة ثم الدراما والأفلام العاطفية ثم الأطفال، فإن الأمر يختلف قليلاً في السعودية حيث يفضل معظم الجمهور يفضل الدراما بنسبة 33% يليه “الأكشن والمغامرات” بنسبة 25% ثم الأفلام المصرية القديمة بنسبة 6% ثم الرعب والتشويق بنسبة 5% ثم العائلي والأطفال بنسبة 3%.
وفيما يتعلق بوسائط مشاهدة الأفلام، تبين أن السوق السعودي يعتمد على اسطوانات “الدي في دي” بشكل رئيسي ثم المشاهدة على المنصات الرقمية، كما يبين الاستطلاع أن السعوديين من أكثر الشعوب مشاهدة للأفلام على الإنترنت، حيث 64% من السعوديين يشاهدون مقاطع فيديو على الإنترنت يوميا، منهم 49% يشاهدون الأفلام.
ومع الزيادة التي تشهدها دور العرض السينمائي في المملكة حاليا، فإن نسبة كبيرة من هذا الجمهور تتوجه لمشاهدة الأفلام في دور العرض.
وفي مجال صناعة السينما بين الاستطلاع وجود إمكانية كبيرة جدا لوجود صناعة سينما، لأسباب عدة منها ارتفاع GDP (إجمالي الناتج المحلي)، الذي يصل لنحو 300 مليار دولار سنويا، ومنها ارتفاع حجم الطلب على الأفلام ووجود سوق محتمل كبير أمام هذه الصناعة.
كشف الاستطلاع أيضا أن هناك سوق محتمل للأفلام الوثائقية والتحريك، وكذلك الأعمال التي تعتمد على المؤثرات الخاصة والتقنيات المتقدمة، وذلك بفضل توفر هذه التقنيات في الاستديوهات الموجودة بالسعودية، رغم أن هذا النوع يحتاج إلى مزيد من الاستثمارات بسبب تكلفته العالية.
وحسب موقع Dodona المتخصص في رصد حالة أسواق السينما في العالم فإن قطاع كبير من الاستثمارات في المنطقة تتجه حاليا نحو السعودية، سواء لإنتاج أفلام سعودية أو عربية أو أجنبية.
وفي استطلاع “نورديستي” فإن أهم المزايا التي تتمتع بها صناعة السينما في السعودية هي توفر المواهب والفنيين الشباب، وأظهر الاستطلاع أن 422 من صناع السينما وطلابها معظمهم من الشباب تحت الثلاثين (ما يتناسب مع تعداد السكان بشكل عام)، معظمهم شركات صغيرة وأفراد.
وتتركز صناعة السينما في 3 مدن رئيسية: الرياض في المركز وجدة غرباً وما حولها، والدمام في الشرق، مع قليل من المدن الأخرى، وهو ما يعني وجود توزيع جغرافي متنوع.
وبالنسبة للدولة فهي تشجع وتشرف على صناعة السينما عبر عدة مؤسسات هي: مشروع رؤية 2020، ووزارة الثقافة، والهيئة العامة لوسائل الاعلام المرئية والسمعية، ووزارة التعليم، وهيئة الأفلام.
تعمل هذه الهيئات التي خصصت لها الدولة ملايين الدولارات على أكثر من محور، أولها دعم بناء دور العرض السينمائي باعتبارها ركيزة أي صناعة سينمائية، ومن العجيب أن السينما السعودية، على عكس معظم بلاد العالم، كانت حتى 2018 لديها صناع أفلام وأفلام وجمهور ولكن ليس لديها دور عرض سينمائي.