استقالة رئيس «القاهرة السينمائي» ليست لأسباب صحية
الهجوم المتواصل على المهرجان أصابه باحباط وقرار الوزير كان مفاجئا
خاص ـ « سينماتوغراف»
لم تكن استقالته لأسباب صحية، فكل الذين يعرفون الناقد الكبير سمير فريد يدركون أن استقالته التى تقدم بها صباح اليوم لوزير الثقافة د.جابر عصفور لم تكن لأسباب صحية كما ذكر فريد فى خطاب انسحابه من رئاسة دورة العام المقبل التي تم تكليفه بها في الأيام الأخيرة من فعاليات الدورة الـ36 التي انتهت منذ أيام، فسمير الذى حظى بموافقة الوزير على التجديد له قبل حفل ختام المهرجان كان متحمسا للاستمرار خاصة بعد أن عرف قواعد اللعبة جيدا، وصار أكثر استيعابا لكل تفاصيل المهرجان مع اسدال الستار على الدورة الأولى له والسادسة والثلاثين من عمر المهرجان. لكن الهجوم المتواصل الذى تعرض له خلال رئاسته للمهرجان نال كثيرا منه سواء من بعض السينمائيين الذين اختلف معهم أو بعض الصحف التى شنت هجوما على اختياراته وأسلوبه فى ادارة المهرجان، ثم الحملة التى شنتها صحيفة أخبار اليوم على اختيار فريد لجاك لانج وزير الثقافة الفرنسى الأسبق ورئيس معهد العالم العربى بباريس حاليا، لتكريمه ومنحه جائزة نجيب محفوظ والذى هاجمته الصحيفة وأدانت تكريمه وطالبت بالتراجع عنه ونشرت عن اتهامات عديدة لاحقت الوزير الفرنسى الأسبق ومنها اتهامه فى قضايا اعتداء على أطفال وانحيازه للفكر اليهودى ، ثم اضطرار لانج للاعتذار عن الحضور الى مصر.
لكن كل ذلك لم يوهن عزيمة فريد الذى نجح فى اقامة دورة متميزة من المهرجان بشهادة كثير من السينمائيين عرض خلالها عددا كبيرا من أهم الأفلام العالمية واستطاع أن يعيد الجمهور إلى المهرجان فقد اصطف الحضور من الشباب فى طوابير طويلة داخل دار الأوبرا كما شهد المهرجان إقامة عدة ندوات مهمة وأصدر لاول مرة 12 كتابا تمثل إضافة مهمة للمكتبة السينمائية .
لكن قرار وزير الثقافة المفاجئ أمس الأحد بتشكيل لجنة لمراجعة أعمال مهرجان القاهرة السينمائى جاء مفاجئا وصادما لسمير فريد خاصة وأن القرار الذى تضمن إشادة بنجاح الدورة تضمن أيضا إدانة وجاء فيه “رغم النجاح الكبير الذى حققه مهرجان القاهرة فى دورته الثالثة والثلاثين وبعد الجهود الكبيرة التى قام بها سمير فريد وفريق عمله الذى ساهم فى نجاح هذه الدورة التى اتسمت برؤى جديدة وشفافية مهنية وموضوعية سادت كل اللجان إلا أن ما أثير من لغط حول المبالغة فى ميزانية هذه الدورة وبناء على مانشر فى بعض وسائل الاعلام وما يتردد على شبكات التواصل الاجتماعى قرر د. جابر عصفور – من أجل مزيد من الشفافية تشكيل لجنة متخصصة لمراجعة كل ما أثير حول أوجه الصرف على أن تقدم هذه اللجنة تقريرا وافيا للوزير لاتخاذ ما يراه من قرارات على ضوء ما ستتوصل اليه مع التقدير التام لسمير فريد وفريق عمله.
وفور علم سمير بذلك كان قراره بالاستقالة الذى أوصى فيه بضرورة تعيين رئيس جديد للمهرجان خلال هذا الشهر وأن يبدأ العمل من الآن استعدادا لدورة العام المقبل التى تقام من 10 الى 20 نوفمبر 2015، وقدم فريد فى خطاب الاستقالة شكره للوزير على دوره الداعم للمهرجان وأضاف: أسلم مهرجانا دوليا ناجحا بكل المقاييس والأصول المهنية وبشهادة ملف صحفى من ألف صفحة ويزيد عما نشر عن الدورة 36 فى الصحافة المصرية والعربية والدولية والمطبوعات الاليكترونية ولائحة معتمدة من الاتحاد الدولى للمنتجين، واختتم رسالته بأن حدد 10 توصيات لمواصلة نجاح المهرجان فى دورته القادمة.
وبهذا يكون فريد الوحيد من بين رؤساءالمهرجان الذى بقى رئيسا لدورة واحدة.