اكتشاف السينما المصرية فى دبى
بقلم: انتصار دردير
أن تفوز الأفلام المصرية بجائزتين فى مهرجان دبى السينمائى لأفضل ممثل وأفضل مخرج خلال دورته الثالثة عشر التى انقضت أول أمس، فهذا أمر يدعو للفخر ويمثل إضافة مهمة للسينما المصرية التى تنافست على جوائز المهر الطويل وسط 18 فيلما تفوقت إدارة المهرجان فى اختيارها، وأمعنت فى البحث عنها فى كل البلاد العربية، لكن أن تذهب الجائزتين لإسمين جديدين فى عالم السينما، سواء جائزة التمثيل للفنان الشاب على صبحى بطل فيلم «على معزة وابراهيم » الذى يواجه الكاميرات لأول مرة مع المخرج شريف البندارى الذى ظل يعمل على فيلمه خمس سنوات كاملة يبحث عن دعم له حتى شاركت الإمارات وفرنسا وقطر فى انتاجه، أو جائزة أفضل مخرج لمحمد حماد فى أول تجاربه «أخضر يابس»، فهذا مايثير الانتباه والفضول حقا، فعلى مدى المهرجانات السينمائية العديدة التى أقيمت فى مصر وآخرها مهرجان القاهرة السينمائى لا تجد أثرا ولا اشارة ولا محاولة لإشراك هذه الأفلام، وحين تسأل أين الأفلام المصرية المتميزة من المهرجان، ستجد اجابة حاضرة «هو ده اللى موجود» كأنك تجبر على شراء بضاعة فاسدة، فلايهم إذا جرى المهرجان وراء أفلام السبكى أو قدم أفلاما مصرية على سبيل حفظ ماء الوجه للدولة المضيفة بدعوى «التواجد»، فى حين أن «مهرجان مراكش فى دورته الأخيرة رفض مشاركة أفلام مغربية وعربية لضعف مستواها».
لقد شاركت السينما المصرية بنصيب وافر فى مهرجان دبى هذا العام فإلي جانب الفيلمين السابقين كان هناك فيلم «مولانا» لمجدى أحمد على، و«جان دارك مصرية» لإيمان كامل، والفيلمين القصيرين «النسور الصغيرة» لمحمد رشاد، و«البنانوة» لناجي إسماعيل، فأين كان مهرجان القاهرة وغيره من المهرجانات منها، والإجابه المعروفة والجاهزة دائما إن السينمائين المصريين يهرولون وراء المهرجان من أجل الفلوس، وهو حق يراد به باطل، فلا مهرجان دبى يوزع أموالا وعطايا للأفلام، ولاهم يبذلون جهدا فى مهرجاناتنا للبحث عن الانتاج الجيد والدفع بالمواهب الجديدة وتبنيها، لأنهم عاجزون عن متعة الاكتشاف.
نوجه بالفعل التحية والتقدير لمهرجان دبى الذى نجح فى سنوات معدودة اكتشاف أفلامنا والموهوبون الجدد «مثلما اكتشف مهرجان أبوظبى قبل الغائه المخرجة الشابة هالة لطفى بفيلمها «آخر النهار» وفتح امامه الأبواب ليقتنص بعدها عشرات الجوائز»، ودبي السينمائي لايفعل ذلك مع أفلامنا فقط بل أنه قدم أجمل انتاجات السينما العربية هذا العام، مثل الفيلم العراقى «العاصفة السوداء» أفضل فيلم روائي، واللبنانى «المخدومين» الحائز على أفضل فيلم غير روائى، والتونسى «خلينا هكا خير» الذى اقتنص جائزة المهر القصير.
ونجح دبي السينمائي أيضا فى الدفع بالسينما الخليجية الى حد ان تقتنص الأفلام السعودية أهم جوائز مسابقة المهر الخليجى القصير، واستطاع أن يجيب في دورته الأخيرة عن سؤال (كيف تقام مهرجانات في دول لا تصنع سينما؟)، بتقديم 13 فيلما إماراتيا ستة منها أعمال طويلة، وهو مالم يتحقق لمهرجان عريق اسمه القاهرة السينمائى.
صحيح ان المهرجان يمنح جوائز مالية للأفلام وأن ميزانيته كبيرة، لكن ليس فقط بالفلوس وحدها تنجح المهرجانات.