«الانحدار».. موضوع نفسي مركب للمخرج أليخاندرو امينبار
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
بذكاء شديد وحرفية سينمائية عالية المستوى يقودنا المخرج الإسباني الأصل أليخاندرو امينبار إلى موضوع نفسي مركب من خلال فيلمه الجديد “الانحدار” الذي يتناول حكاية رجل متهم باغتصاب ابنته ذات الـ17 ربيعا ولكنه لا يمتلك الذاكرة لإحداثيات جريمته وهذا ما يجعل المحقق المسؤول عن الجريمة يعتمد على أطباء نفسيين يكتشفون خلال عملهم على هذا الملف جرائم أكثر بشاعة.
هذا هو المحور الأساسي الذي اشتغل عليه المخرج الذي قدم للسينما من ذي قبل العديد من الأعمال السينمائية المثيرة للجدل، أبرزها أفلام “الآخرون” و”ايغورا” و”البحر بالداخل” و”سماء الفانيلا”. وفي كل هذه الأفلام عمل امينبار على الجوانب النفسية للشخصيات والغموض الشديد في القصة مما يجعل المشاهد يلتصق بكرسيه.
حكاية “الانحدار” تبدأ مع تكليف المحقق بروس كينير (الذي يؤدي دوره الممثل ايثان هوك) بالتحقيق في ملابسات جريمة تعرضت لها الفتاة انجيلا (التي تؤدي دورها الممثلة ايما واتسون) حينما كانت مراهقة على يد والدها دايفيد (الذي يؤدي دوره الممثل جون غراي) والذي لا يمتلك أي ذاكرة عن ذلك الحادث الذي هز مدينة مينيسوتا. عندها يبدأ المحقق بالاستعانة بالطبيب النفسي كينيث (الذي يؤدي دوره الممثل دايفيد ذوليس) والذي يجري كما من الاختبارات تجعل القضية تذهب إلى متاهات وجرائم أكثر بشاعة وتعقيداً.
من شاهد فيلم “الآخرون” (بطولة نيكول كيدمان) يعلم جيدا منهجية العمل التي يشتغل بها المخرج اليخاندرو امينبار في الذهاب إلى موضوعات تبدو للوهلة الأولى سهلة ولكن حينما تمضي الأحداث يجد المشاهد أنه أمام ورطة نفسية معقدة.
وكعادته يستعين الإسباني امينبار بعدد من الفنيين الإسبان في جميع الأعمال السينمائية التي يقدمها والتي تشكل إضافات تدهش هوليوود والعالم. من بين تلك الكوادر نشير إلى مدير التصوير دانييل ارانو والموسيقار روكو بانوس وكلاهما له بصمته في توليفة الغموض التي اشتغل عليها المخرج.
سينما من نوع مختلف تلك التي يقدمها الاسباني اليخاندرو امينبار وهو يسير على ذات النهج في أحدث نتاجاته “الانحدار” الذي سيجد طريقه إلى صالات العرض خلال الأيام القليلة المقبلة.