المهرجانات

«الجونة السينمائي»: بول هاجيس يقدم محاضرة عن السيناريو ويكشف كواليس فوزه بالأوسكار مرتين

الجونة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

قدم المخرج والكاتب العالمي بول هاجيس محاضرة رئيسية حول كتابة السيناريو وصناعة الأفلام خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي اليوم، والتي حضرها عدد كبير من صناع الأفلام والمهتمين من الكتاب والمخرجين.

ومن المعروف أن “هاجيس” أول كاتب يتمكن من حصد جائزة أوسكار أفضل سيناريو مرتين متتاليتين، عن “طفلة المليون دولار” عام 2004 للمخرج كلينت إيستوود، وفيلم “اصطدام” عام 2005 الذي أخرجه بنفسه.

قال بول هاجيس خلال المحاضرة: “قد يبدو أن صناعة الأفلام وكتابة السيناريو شيئين مختلفين للوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة فإنهما يتشاركان في العديد من الخصائص حيث يتطلب كلاهما القدرة على خلق عوالم وشخصيات، بالإضافة إلى الخيال اللازم لخلق تلك الشخصيات، ومهارات التواصل اللازمة لنقل الرؤية الشخصية لفريق عمل من المتخصصين”.

كما ناقش هاجيس ما يطلبه دور كل من الكاتب والمخرج لإظهار أفضل ما في كل شخصية في الفيلم، حيث وجه تساؤل للجمهور حول إذا كان من اللازم أن يفكر المخرج ككاتب أثناء كتابة السيناريو، أو أن يعتمد على مدى معرفته بالنص أثناء عملية الإخراج.

وأضاف هاجيس: “من الضروري أن تتمكن من رؤية عملك من وجهة نظر شخص آخر من دون إصدار أحكام مسبقة”.

ولدى حديثه عن فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار، اصطدام، والذي قام بكتابته وإخراجه، قال هاجيس أن الفيلم كان يحكي قصة عن عدم التسامح.

وتابع قائلا: “تتملكنا جميعا مشاعر خوف نحو الآخر، وهو ما يسمح لنا بتحديد صورة عنهم بشكل أو بآخر. فنحن لا نبحث عن أنفسنا في الآخر، ونركز على اختلافاتنا”.

وأضاف هاجيس: “لقد كتبت الفيلم في أعقاب حادثة سرقة سيارتي بالتهديد من قبل شابين، حيث تساءلت على مدار عشر سنوات عن شخصيتهما وما دفعهما لارتكاب هذه الجريمة وأذيتي. لذا فقد قررت كتابة هذا الفيلم عنهما، ومن خلال عرض وجهة نظرهما، وفي غضون ذلك راودتني العديد من الخواطر حول كيفية عزلنا لأنفسنا في فقاعات مغلقة، سواء كانت تلك الفقاعات ممثلة في سياراتنا أو بيوتنا، بهدف حماية أنفسنا ممن يختلفون عنا. وتساءلت على مستوى أعمق أننا نشتاق للمسة من شخص غريب، وهو ما شجعني على اختيار اسم الفيلم “اصطدام”، والذي يرمز لمدى اشتياقنا لتلك اللمسة، والى احتياجنا للتصادم والارتطام مع أشخاص آخرين، وإلا سنستمر في العيش في تلك الفقاعات”.

كما تحدث هاجيس عن الشخصية التي قدمها الممثل مات ديلون في الفيلم، والتي تظهر في جزء من الفيلم كشخص شرير ثم تتطور الأحداث لتتحول الى شخصية بطولية. حيث يرى هاجيس أهمية التساؤل عن ماهية النفس، ومن نحن؟ فليس من المهم معرفة الإجابة، ولكن الحقيقة أننا نمتلك صفات الخير والشر في نفوسنا.

ووضح هاجيس للجمهور أن الحرب الأمريكية الثانية على العراق كانت أيضا سببا في كتابة وإخراج الفيلم، حيث قال: “إن الوطن بأكمله كان قد التف حول الرئيس في ذلك الوقت، وهو ما دفعني لسؤال العديد من الأمريكيين عن سبب احتلالنا للعراق، وهو السؤال الذي لم يتمكنوا من الإجابة عنه بشكل واضح، غير القول إنه رجل غير صالح يؤذي شعبه. حيث دفعني ذلك للتساؤل مجددا عن باقي الأشرار حول العالم الذين يؤذون شعوبهم أيضا. حيث ظهر لي أن السبب الحقيقي لرؤية الأمريكيين أن صدام حسين هو شخص شرير، هو مجرد شكله الذي يوحي بذلك وكونه مختلف عنا. حيث أردت من خلال فيلم اصطدام أن أوضح للجمهور أنه من الممكن أن يتحول الشخص الشرير إلى بطل والعكس، حيث أردت أن أصطدم بالصور النمطية وهو ما يظهر كون فالفيلم تجربة اجتماعية لي بشكل شخصي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى