الدوحة ـ «سينماتوغراف»
استضافت مؤسسة الدوحة للأفلام وبالتعاون مع مركز قطر للرسوم المتحركة ورشة عمل مكثفة حول فن التحريك، وذلك من تقديم “مركز تون بوم للتحريك” الفائز بجائزة برايم تايم الهندسية. وتهدف الورشة إلى دعم تطوير وقدرات صناعة فن التحريك والرسوم المتحركة في قطر.
وستوفر الشراكة بين الأطراف الثلاثة دورات تدريبية مكثفة لبرنامج Harmony and Storyboard للمحترفين تستهدف العاملين في قطاع السينما والصناعات الإبداعية الأخرى. ويتضمن البرنامج دورتين تضم كل منها ثلاث ورش عمل تضم كل منها تعريف المشاركين على هذا الفن من مستوى المبتدىء إلى المتقدم ومساعدتهم على إنتاج رسومات وأفلام تحريك عالية الجودة.
وسيحصل المشاركون فور انتهائهم من الدورة على شهادة وعلى رخصة برنامج خاص للتدرب المبكر لمدة شهر، وخدمات استشارات لمشاريع أفلام الرسوم المتحركة القصيرة للمواهب القطرية التي تقودها مؤسسة الدوحة للأفلام.
ويتمتع بمركز “تون بوم للتحريك” بسجل حافل واستثنائي في مجال الرسوم المتحركة وفن التحريك، وتعتبر شراكته مع مؤسسة الدوحة للأفلام ومركز قطر للرسوم المتحركة الأولى من نوعها في العالم العربي. خلال العقدين الماضيين، كان المركز المؤسسة الأساسية المعتمدة لبرمجيات ألواح القصص والتحريك التي اعتمدتها أفضل انتاجات الاستديوهات العالمية الرائدة.
وقالت فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام :”إن التمايز الثقافي بين شباب المنطقة أدى إلى طاقات إبداعية خلاقة تعمل على تلبية متطلبات المحتوى المحلي. وقد برز الاهتمام المتزايد بفن التحريك مؤخراً نتيجة الطلب الكبير على المحتوى العربي الأصلي، والاهتمام أيضاً من قبل المحطات التفزيونية وجمهور الإنترنت. من الأفلام إلى الإعلانات والتواصل الاجتماعي، يوفر فنّ الرسوم المتحركة فرص توظيف مهمة ويمتلك القدرة على التطور لمشاريع أكبر. إن شراكتنا مع مركز قطر للرسوم المتحركة ومركز تون بوم للتحريك الفائز بعدة جوائز، تؤكد على التزامنا بتقديم أفضل المعارف والموارد للمجتمع القطري، وكذلك تعزيز المهارات في هذه الصناعة التي تشهد تحولاً كبيراً”.
وقد أقيمت الورشة الأولى ضمن الاتفاقية الجديدة تجاوباً مع الطلب الكبير للمشاركين، وتحت قيادة ستايسي إيبرشلاغ، الاستشاري ومدرب التحريك في تون بوم للتحريك. تعتبر الورشة الأولى من نوعها في المنطقة وقد عملت على تعزيز فرص المشاركين في المساهمة في صناعة الرسوم المتحركة التي تشهد نمواً سريعاً.
وبدوره قال عبدالله المسلم مدير مركز قطر للرسوم المتحركة :”يسرنا الشراكة مع مؤسسة الدوحة للأفلام لاستضافة ورش العمل التي تساعد صناع الأفلام على استكشاف الفرص العديدة المتوفرة في قطاع التحريك في قطر والمنطقة. وتنظر المؤسسات والشركات في المنطقة إلى فنّ التحريك باعتباره مجال عمل واسع، خصوصاً في ظل وجود شركات التحريك الجديدة والمواهب الإبداعية التي تكتسب شخصياتها الملهمة سمعة وانتباهاً دولياً وتركز على الحياة والثقافة في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من ان صناعة الرسوم المتحركة القطرية لا تزال في مراحلها التأسيسية الأولى، فإن الاهتمام الذي يشهده هذا القطاع من صناع الأفلام المحليين يؤشر إلى نمو قوي في الأعوام المقبلة، ونحن على ثقة بأنهم سيمهدون الطريق لحضور قوي في السوق العالمي”.
وقد تم استخدام تقنيات برنامج Harmony and Storyboard Pro المعتمد في مركز تون بوم للتحريك في العديد من الأفلام منها “فتى الأسرة”، “العالم الداخلي”، “هنيبعل”، “الأميرة والضفدع”، وغيرها. في عامي 2005 و 2012، حصل المركز على جائزة برايم تايم إيمي الهندسية من أكاديمية العلوم والفنون التلفزيونية تقديراً لتأثيرها الساحر في هذه الصناعة.
وبدوره صرّح ستايسي إيبرشلاغ :”يسرني حقاً أن أرى هذا التجاوب الكبير من المجتمع القطري للبرنامج التدريبي بالشراكة مع مؤسسة الدوحة للأفلام ومركز قطر للرسوم المتحركة. هناك الكثير من المواهب الرائعة في صناعة الأفلام في قطر، واهتمامهم بفهم تفاصيل هذا الفن مميز جداً. على مرّ الأعوام، أرسينا سجلاً استثنائياً عالمياً في إعادة تعريف فن التحريك، ويسعدنا بأن نشارك معارفنا ومواردنا مع المواب القطرية للمساعدة في دعم الجيل القادم من المختصين بالرسوم المتحركة”.
ويضم المستوى المتوسط الذي يقدمه “مركز تون بوم للتحريك” برنامج Harmony حيث يقوم المشاركون بالعمل بدون أوراق ليتعرفوا على المقومات المتقدمة لخلق رسومات ورسوم متحركة عالية الجودة والكفاءة. يغطي برنامج الدورة مجالات عديدة منها الاستخدام المتقدم لفن الخط وفن اللون، وتغيير الأشكال وتحريك الشفاه، والعمل على برنامج Storyboard Pro الخاص بألواح القصة، التلوين، وغيرها. ومن المقرر أن تقام الدورة التالية في يناير 2017.
وعبّر المشاركون عن حماستهم للتجربة وحضور ورشة العمل. وفي هذا الإطار قال عبد الرحمن آل ثاني :”إنها تجربة مميزة وإيجابية وكم كنت شغوفاً بتعلم هذا البرنامج وكيفية استخدامه لتعزيز مهاراتي. لقد اكتسبت معلومات مهمة متعلقة بهذا العمل وأشعر الآن بالثقة لابتكار محتوى فريد يناسب الجمهور العربي”.
وبدورها قالت غادة السويدي معبرة عن تقديرها لمؤسسة الدوحة للأفلام ومركز قطر للرسوم المتحركة على إتاحة هذه الفرصة: “لقد منحتني ورشة العمل فهماً أفضل حول كيفية استخدام البرنامج لابتكار محتوى جيد وفق رؤيتي الخاصة. لقد حظيت بفرصة التعلم عن صناعة الرسوم المتحركة المتطورة وكيف أساهم بتعزيزها ونشرها في قطر وكذلك كيف أطور هذا الاهتمام إلى عمل مربح”.
ويتمتع ستايس إيبرشلاغ بخبرة تمتد لأكثر من عقدين في صناعة الرسوم المتحركة وفنون التحريك، وتولى العديد من المناصب في هذا القطاع منها منصب المخرج، المخرج الإبداعي، مشرف التحريك، فنان تحريك، ومختص في بناء الشخصيات. كما عمل على العديد من البرامج المعروفة منها “اختر مغامرتك الخاصة”، “عرض رون وايت التحريكي”، “العالم السرّي لبنجامين بير”، و “توتنشتاين” الفائز بجائزة إيمي. وشارك في أعمال رسوم متحركة عدة منها “جيمي تو شوز”، “ميس تشيف سيتي” و “كيك بوتوسكي” وهي سلسلة من إنتاج والت ديزني.
