«الزمكان».. مشروع تخرج طالبة وثق أماكن تصوير الأفلام المصرية
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
قد نقع في حب الأماكن إلى درجة الارتباط بها، إذ تذكّرنا بلحظات جميلة وممتعة، وهو ما تفعله بنا الأفلام القديمة أو ما يُطلق عليها أفلام الزمن الجميل، التي حوت مشاهدها العديد من الأماكن الرائعة التي تجسدت في ذاكرتنا وارتبطت بنا وارتبطنا بها، لكننا مع مرور الوقت والزمن وتغيُّر الظروف والأوضاع، لم نفكّر يوماً في أرشفة هذه الأماكن من جديد، حتى نستعيد ذكرياتنا معها، أو نستحضرها عندما نرغب.
الطالبة شروق مجدي في قسم الصحافة بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، قررت أن تفكًر خارج الصندوق، من خلال تسجيل وأرشفة عدد من أشهر الأماكن التي ظهرت في الأفلام المصرية القديمة، أو ما يُطلق عليها أفلام زمن الفن الجميل، وذلك من خلال مشروع تخرجها الذي أطلقت عليه هي وزملاؤها اسم “الزمكان”.
و”الزمكان”… عبارة عن مجلة تتناول الصناعة السينمائية بعنوان “شباك 7”.
تقول الطالبة شروق مجدي: “قرّرتُ مع فريق عمل مشروع التخرج أن نُعدَّ مجلة مختلفة غير موجودة في السوق المصرية. وبعد إجراء مسح لسوق الجرائد المصرية التي لها علاقة بالفن، اخترنا أن نتوجّه إلى تناول صناعة السينما، لأن الاهتمام مُنصبٌّ على الفنانين والنقد.
و”الزمكان” الذي أعددته كان أحد أبواب المجلة الستة، التي جاءت تحمل أسماء أفلام مصرية، هي: “البوسطجي”، ويتناول الأخبار. و”بحب السيما”، ويتضمن ترشيحات الأفلام وحوارات مع فنانين، ورأي الناس في الأفلام، و”سكوت هنصور”، ويهتم بالصور السينمائية سواء تصويراً سينمائياً او فوتوغرافياً، وهذا الباب الذي نشر فيه موضوع “الزمكان”، اشتباك ويتناول الصراع في السينما سواء بين أفلام أو شركات الأفلام أو مع الرقابة. و”رجل مهم جداً”، وهو باب يهتم بما وراء الكاميرا من مونتاج وديكور. وأخيراً باب “العالمي” وهو مهتم بالأفلام العالمية. وانصبّ اهتمامنا على السينما الإفريقية والآسيوية والأوروبية في رسالة تفيد أن السينما ليست هوليوود فقط.
أما الملف الخاص بالمجلة فجاء بعنوان “قاع المدينة”، وتناول السينما التي تُظهِر الواقع كما هو بما يحمله من سوء.
وتابعت شروق، التي تبلغ من العمر 21 عاماً: “الزمكان كان فكرتي وإعدادي وتصوير زميلي طارق زكي من قسم الإذاعة والتلفزيون في الكلية. وجاءتني الفكرة من متابعتي الأفلام الأميركية والأوروبية، إذ إن القائمين على صناعة هذه الأفلام يهتمون بشكل كبير بتوثيق أماكن تصوير الأفلام، فيقومون بعمل كولاج وماكيت لهذه الأماكن مثل أفلام هاري بوتر. فقد تم عمل ماكيت لمدرسة هوجوارتس حتي يذهب الجمهور إلى زيارتها. وسألت نفسي لماذا لا نذهب إلى الأماكن التي صُوِّرت الأفلام فيها. وبالفعل، رحتُ أبحث عن الأماكن مثل جامعة القاهرة، وبدأت بالبحث عن الفيلم وتحديد المكان الذي جرى التصوير فيه. وتمكّنتُ من الوصول إلى خمسة أماكن خاصة بأفلام الزمن الجميل، وهي فيلم “الباب المفتوح”، بكلية الآداب في جامعة القاهرة. وفيلم “الناظر” في قاعة الاحتفالات، في متحف جاير أندرسون. وفيلم “لصوص لكن ظرفاء”، في الأهرام بمصر الجديدة. وفيلم “زُقاق المِدقّ” في شارع المُعِزّ. وفيلم “الوسادة الخالية” في شارع غرناطة بمصر الجديدة.
وأوضحت شروق أن العديد من الصعوبات واجهتها في التوصل إلى هذه الأماكن، لا سيما العمارة التي كانت تسكن فيها الفنانة لبنى عبد العزيز في فيلم “الوسادة الخالية”. وكانت هناك أماكن في متاحف، والتصوير داخلها فيه صعوبة.
وأضافت شروق: “هناك صورة سادسة، لكنها لم تُنشر في متحف جاير اندرسون ببيت الكريتلية لفيلم العميل 707، وكان الكادر غير مكتمل لوجود حواجز حول المكان، فجرى تأجيل الصورة. ولكنني وزملائي في مشروع التخرج مهتمون بالموضوع ككل، وننوي استكمال إصدار المجلة، ولكننا نبحث عن راعٍ، وننوي إنشاء منصة على “فايسبوك” للنشر من خلالها.