أحداث و تقارير

«الزيارة».. فيلم وثائقي يفتش عن حراس الأضرحة في المغرب

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

تعشق المخرجة المغربية الفرنسية سيمون بيتون صناعة السينما، خاصة الأفلام الوثائقية التي تمس الواقع، وآخرها فيلمها “الزيارة”، الذي شارك في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ضمن باقة ضمت أكثر من 100 فيلم طويل وقصير ووثائقي وحظي بآراء نقدية إيجابية.

وتعتز بيتون، البالغة من العمر 66 عاما، بالفيلم كثيرا وهي سعيدة لعرضه بالمهرجان، وتصفه بأنه “متميز، والأقرب إلى شخصيتي من باقي الأفلام التي قمت بإخراجها بالرغم من أنه لا يتحدث عن حياتي الخاصة أو عن عائلتي”.

يتناول الفيلم حراسا مغاربة مسلمين لمقابر وأضرحة يهودية وأخرى يعتقد “ببركتها” مسلمون ويهود على حد سواء.

وقالت في مقابلة مع رويترز على هامش المهرجان: “هناك شيء شخصي في الرحلة إلى المغرب البلد الذي ولدت فيه وقضيت فيه جزءا من طفولتي”.

وأضافت: “عندما قرأت أن لدى المسلمين واليهود في المغرب عددا من الأولياء الصالحين المشتركين، أعجبتني الفكرة حتى سياسيا”.

وأوضحت أن الأماكن والأضرحة لم تكن الحافز الوحيد لديها لتصوير الفيلم، بل لقاءها مع الحراس، مضيفة: “هم من أعطوني فكرة الفيلم، لقد رأيت فيهم واقعا جميلا لأناس بسطاء مؤمنين بديانتهم وفي نفس الوقت يحرسون قبور وأضرحة ديانة أخرى”.

وقالت: “هم في حد ذاتهم صور جميلة للفيلم.. مهمة صانع الوثائقي أيضا أن يبرز الناس الذين لا يلتفت أحد إليهم”.

وتابعت بيتون التي ولدت عام 1955 في الرباط لعائلة يهودية مغربية ثم في سن العشرين انتقلت إلى فرنسا لتستقر هناك: “في باريس أصبحت ملتزمة سياسيا ومدافعة عن قضايا إنسانية”.

وتملك بيتون سجلا مميزا في المجال الحقوقي حيث أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية منها “محمود درويش”، وفيلم عن المناضل المغربي المهدي بنبركة الذي اختطف واغتيل في باريس عام 1965، وفيلم “الجدار” الذي يتحدث عن جدار الفصل بين الفلسطينيين وإسرائيل.

ورغم أفلامها العديدة عن قضايا مهمة، تعتقد بيتون أن الأفلام الوثائقية قد تعكس الواقع وتعريه لكنها للأسف لا تغيره.

وقالت: “السينما الوثائقية هي لمسة فنية وهذا لا يغير الأشياء بل يعبر عنها، فإذا استطاع الفيلم أن يدخل على الأقل في وقت مشاهدته لدى المتفرج لحظات من المشاعر المختلفة، فلا يجب أن ننتظر أكثر من هذا”.

وأضافت: “الدليل على أن الأفلام لا تغير الواقع هي أن جميع القضايا التي دافعت عنها لا زالت عالقة وفي محنة، سواء فلسطين أو قضية اختفاء المهدي بنبركة”.

وتابعت قائلة: “ما تعلمته هو أن الأفلام لا تغير العالم، كان لدي بعض الأمل عندما كنت شابة، ومن يعتقد أنها ممكن أن تغير شيئا فمن الأفضل أن يغير المهنة”.

لكن رغم ذلك تظل رحلة بيتون متواصلة مع الأفلام إذ قالت إنها تعكف حاليا على الإعداد لفيلم جديد عن الكاتب الراحل والمثقف المغربي من أصل يهودي إدمون عمران المالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى