Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أحداث و تقاريرأهم العناوين

السينما الأردنية تتأرجح بين الدعم المحدود وضعف الاهتمام

دويتشه فيله ـ «سينماتوغراف»

سيناريو الفيلم الأردني «الببغاء» الذي فاز مؤخرا بجائزة روبرت بوش في مهرجان البرليناله أعاد تسليط الأضواء على واقع السينما الأردنية التي تعاني من نقص في التمويل وغياب الوعي السينمائي داخل المملكة.

رغم سطوع العمل السينمائي الأردني ونجاحه بكسب جمهور وجوائز على الصعيدين المحلي والعالمي في السنوات الأخيرة، إلا انه لا يمكن إنكار التحديات التي لا يزال يواجها المخرجون في الأردن. فغياب دعم المؤسسات الوطنية وتراجع الثقافة السينمائية في الشارع الأردني بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف تذاكر العرض واقتصارها على فئة محددة، جعل من تصنيع الأفلام وتسويقها مشكله تؤرق كل مخرج وعامل في هذا المجال. هذه العوامل مجتمعة دفعت بالمخرجين في الأردن إلى البحث عن مصادر تمويل خارجية لإنتاج أفلامهم بحرفية وجودة عالية للمنافسة على جوائز المهرجانات الدولية.

وعلقت المخرجة الأردنية الشابة دارين سلام على ذلك قائلة بأن الدعم المادي هو العائق الأساسي، مؤكدة بالقول: «لدينا قدرات وفنيون موهوبون ونحن قادرون على إنتاج أفضل الأفلام، وقد أثبتنا ذلك من قبل»، وأضافت: «في الوقت الذي ينعم فيه مخرجو الأفلام في بلدان أخرى بكافة التسهيلات المادية… أنا أجزم أن أكثر من 90% من المخرجين الاردنين، هذا إذا لم يكن كلهم، يعتمدون على وظيفة أخرى غير الإخراج السينمائي كمصدر أساسي لسد لقمة العيش». في إشارة منها إلى أن الإخراج السينمائي كمهنة لا يمكن الاعتماد عليها لتأمين حياة كريمة لصاحبها.

الوعي العام والدعم الحكومي

تعتبر «الهيئة الملكية للأفلام» الممثل الأساسي والداعم الرئيسي لتطوير وصناعة الأفلام في الأردن، وتمت المصادقة على إنشائها عام 2008 لتكون مؤسسة أردنية مستقلة ماليا وإداريا ويديرها مجلس المفوّضين برئاسة الأمير علي بن الحسين. وبالرغم من محدودية الدعم المقدم من قبل هذه المؤسسة لصناعة السينما، إلا انه يحسب لها الكثير من الانجازات المتعلقة بتمويل وإنتاج أفلام الأردنية قصيرة وطويلة.

وفي تعليقها على مستوى الدعم المادي الذي تقدمه هذه المؤسسة للأفلام قالت سلام: «الهيئة تقدم أقصى ما في استطاعتها، ولكن بسبب الظروف الاقتصادية الحالية، فهي الآن تحتاج إلى من يدعمها”، وأضافت “دعم الأردن للأفلام القصيرة لايتجاوز 10 آلاف دولار في أحسن حالاته، وفي بعض الأحيان يحتاج المخرج أن يدفع من جيبه الخاص لتغطية نفقات إنتاج الفيلم، بالإضافة إلى أن غالبيه المنتجين الاردنين للأفلام القصيرة لايملكون الحرفية في هذا المجال وغير مستعدين لدفع مبالغ عالية».

من جانبه يرى المخرج الأردني امجد الرشيد أن الحالة الاقتصادية ليست وحدها ما يعوق إنتاج الأفلام الأردنية، فهناك دور أهم، إذ أن «الوعي الكافي بأهمية السينما لا يرتقي فعليا إلى المستوى المطلوب في الأردن، ففي بعض الأحيان تتوفر رؤوس أموال أردنية، لكن أصحابها غير مقتنعين بالمجال السينمائي للاستثمار فيه بمبالغ كبيرة».

الأفكار المميزة تجلب الدعم الخارجي

وفي هذا الصدد ترى سلام أن البحث عن منتجين من الخارج أمر لا بد منه لتغطية تكاليف الإنتاج، وربما يكون نجاح بعض المخرجين في أعمالهم سببا في تحفيز الدولة ومؤسساتها على احتضان هذه المواهب بالدعم الداخلي الكافي.

وكان المخرجان الشابان سلام والرشيد قد استحقا الفوز بتمويل مشروع فلمهما القصير بعد موافقة المنتج السينمائي الألماني رومان رويتمان على السيناريو.

وفي تعليقه عن الدور الألماني ابدى المخرج الأردني أمجد الرشيد ارتياحه وقال: «ألمانيا تحاول التعريف بنفسها ثقافيا في الأردن من خلال الجامعات والمعاهد والبعثات والسينما، وهذا الشيء ينعكس ايجابيا على مستوى الوعي الفني والسينمائي لدى الجمهور الأردني».

وقد نال المخرجان الشابان جائزة روبرت بوش لأفضل نص سينمائي للأفلام القصيرة عن فيلمهما «الببغاء» ويحكي النص السينمائي قصة عائلة فلسطينية تركت بيتها أثناء حرب 1948. وكان من ضمن ما تركوا ببغاء. تدور القصة على لسان العائله اليهودية التي سكنت هذا البيت بعد مغادرة أصحابه له، وهنا تبدأ مضايقات الببغاء للعائلة. وعلق الرشيد وسلام أن «فكرة التأقلم والتقبل للآخر هي من أهم الرسائل المبطنة التي يطرحها هذا الفيلم».

لكن الأموال والخبرات ليست كفيلة وحدها بإنتاج أفلام سينمائية قادرة على المنافسة دوليا، بل إن الحرية في طرح الأفكار الجريئة والمميزة هي التي تعبد الطريق لأي عمل سينمائي للظفر بالشهرة العالمية. فبالرغم من وجود خطوط حمراء لا يمكن تخطيها في الأردن إلا أن مساحة حرية التعبير في المجال السينمائي جيدة نسبيا مقارنة ببعض الدول العربية الاخرى. وفي ذلك قالت سلام: «يوجد حدود، ولكن اعتقد أن المخرج الناجح قادر على إيصال فكرته بعدة طرق وبشكل غير مباشر. واشعر، نوعا ما، أن لدي حرية في التعبير عن فكرتي بدون أي مضايقة.” وشاركها الرأي الرشيد: “لي في هذا المجال أكثر من 10 سنوات لم أواجه خلالها أية مشكلة مع الرقابة على الرغم من تطرقي أنا ومخرجين زملائي إلى مواضيع تعتبر حساسة نوعا ما في مجتمعنا العربي كموضوع الشواذ».

يذكر أن أعمال سابقة للمخرجين الأردنيين سلام ورشيد قد حصدت جوائز عربية وعالمية في عدة مهرجانات سينمائية. كان من أشهر هذه الأعمال «الظلام في الخارج» للمخرجة دارين سلام، و فيلم «يوم مر ويوم أمر» للمخرج امجد الرشيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى