بلاتوهات

القدس فى «الإسكندرية السينمائى»

%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%b1-7-247x300

بقلم : إنتصار دردير

يحتفى مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ 32 التى انطلقت الأربعاء الماضى بمدينة «القدس» مهد الديانات السماوية الثلاث، وهى ليست مجرد احتفالية على الهامش وانما تأكيد  على دور الفن عموما والسينما بشكل خاص فى المطالبة بالحق العربى، وقدرتها على نقل صورة صادقة والتصدى للتشويه المتعمد الذى تقوم به آلة الدعاية اليهودية من خلال الأفلام، وقدرتها على كسب تعاطف الرأى العام العالمى مع قضيتها وحقها المزعوم فى القدس.

الاحتفالية تنطلق من مصر أرض العروبة ومن «الإسكندرية السينمائى» تزامنا مع مرور نصف قرن العام المقبل على الاحتلال الاسرائيلى لها عام67، وقد نجح المهرجان فى تحريض عشر مهرجانات عربية لجعل 2017 عام القدس سينمائيا، بهدف إثارة القضية أمام الرأى العام وتسليط الضوء على الحق الفلسطينى من خلال عرض الأفلام الوثائقية والروائية التى تناولت القدس فى السينما الفلسطينية والعربية، واستنهاض الحالة الانتاجية لدى كل منهما لتقديم مزيد من الأفلام عن هذه المدينة المقدسة، خاصة وأن مجمل ما أنتجته السينما الفلسطينية عنها لايتجاوز خمسون فيلما، فيما تتفوق اسرائيل كما وكيفا وتأثيرا وقد تجاوز انتاجها أكثر من مائة وخمسين فيلما، نجحت من خلالها فى كسب الرأى العام العالمى الى جانب الدور الذى يقوم به اللوبى الصهيونى الأكثر سيطرة على الانتاج الهوليوودى فى توجيهه لصالح قضيتهم المزعومة، باختلاق الأكاذيب وتشويه الحقائق، واستقطاب كبار صناع السينما لتقديم أفلام عنها مثلما فعل سيسيل دى ميل في «الوصايا العشر» وستيفن سبيلبرج فى «قائمة شندلر» وريدلى سكوت فى «الخروج ،آلهة وملوك» وكلها أفلام صهيونية بامتياز عملت على تزييف التاريخ.

فيما سعت السينما الفلسطينية بامكاناتها المحدودة فى التصدى لهذا العبث من خلال أعمال كشفت عن الجرائم التى ارتكبها اليهود فى حق سكان القدس وسعيهم الدؤوب لتهويد المدينة، فخلال عام 2002 قدمت السينما الفلسطينية ثلاثة أفلام مهمة وهى «يد آلهية» للمخرج ايليا سليمان الذى يرصد قصة حب بين شاب من القدس وفتاة من رام الله وصعوبة لقائهما عبر الحواجز الأمنية، ويستعرض الفيلم مآساة الفلسطينيين فى القدس المحتلة، وهو مارصده أيضا المخرج هانى أبو أسعد فى فيلمه «القدس فى يوم آخر» الذى ينطلق من قصة حب لفتاة تبحث عن خطيبها فى القدس وتكون رحلتها بمثابة اكتشاف للمدينة تحت الاحتلال، والمخرج رشيد مشهراوى فى «تذكرة الى القدس» من خلال بطل فيلمه السينمائى الذى يقرر خوض مغامرة الدخول الى القدس من أجل تنظيم عروض سينمائية فى مدارسها.

من يملك القدس يملك المستقبل كما ذكر السفير الفلسطينى بالقاهرة جمال الشوبكى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده والأمير أباظة رئيس مهرجان الاسكندرية حول احتفالية القدس، مؤكدا أن اسرائيل تقوم بعمل «غسيل دماغ» للرأى العام العالمى لتؤكد أن القدس هى العاصمة الموحدة، واحتفاء الاسكندرية السينمائي بمثابة رسالة مهمة للشعب الفلسطينى تقول له نحن معك ولست وحدك فى ظل البطش الذى يتعرض له المواطن فى كافة المدن الفلسطينية، وهي كذلك خطوة مهمة تحسب للمهرجان وهو يقود الاحتفال مبكرا بمدينة الصلاة، بهية المساكن وزهرة المدائن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى