بلاتوهات

القصبجي.. «شاويش» السينما الشهير

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

رياض القصبجي، أو «الشاويش عطية»، الشخصية التي تفرّد بها سينمائيا وأصبحت صفة ملاصقة له، وإن تنوعت أدواره، بدأ حياته «كُمساري» بالسكة الحديد، ثم أصبح عضوًا بجماعة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، والتحق بفرقة أحمد الشامي المسرحية، والتي كان غالبية أعضائها من الهواة، ليدخل بعد ذلك إلي عالم السينما وتفتح له أبواب الشهرة، وفي أبريل من عام 1962 بدأ بريق الكاميرا يختفي أمامه بعد اعتذار حسن الامام عن اشراكة في فيلم «الخطايا» لصعوبة حالته المرضية، ليرحل عن دنيانا عام 1963.

ورغم ضخامة جسمه، وتجهم وجهه، كان الممثل رياض القصبجي واحدا من نجوم الكوميديا، استطاع ان يحول أكثر ادوار الشر ثقلا الى ادوار كوميدية. كل ذلك رغم حياته المأساوية لاسيما في أواخرها.

ولد رياض محمود حسن القصبجى يوم 13 سبتمبر من عام 1903 بأحد أحياء الإسكندرية، وعلى الرغم من مشواره الطويل من العمل بالمسرح لكن شهرته جاءت من خلال السينما حيث برع في دور «الشاويش عطية» من خلال أفلامه الشهيرة التي قدمها مع الفنان «اسماعيل ياسين»، ومن أبرزها «اسماعيل ياسين في الأسطول»، و«في البوليس الحربي»، و«في مستشفى المجانين»، وكذلك أفلام «لوكاندة المفاجآت»، و«ابن حميدو»، و«الآنسة حنفي».

وفي نهاية حياته أصيب بالشلل النصفى ولزم الفراش، وكالعادة تخلت عنه السينما والاصدقاء والدولة ولم يستطع توفير نفقات العلاج، واضطر ابنه فتحى الي ان يعمل ليعول اسرته ويوفر نفقات علاج والده وسمع محمود المليجى بالأمر فسارع بالذهاب إلى بيت القصبجى هو والمنتج جمال الليثى الذى لم يكد يرى رياض القصبجى طريح الفراش حتى خرج ثائرا على نقابة الممثلين، وقام بجمع التبرعات لعلاج القصبجى، وشاركه المخرج فطين عبدالوهاب والسيناريست على الزرقانى اما الدولة فلم تحرك ساكنا.

عطية

وتعاطف معه المخرج حسن الامام في أواخر أيامه وطلبه ليؤدي دورا في فيلم «الخطايا» عام 1962 ففرح القصبجي وتحامل علي نفسه فلما رآه حسن الامام اشفق عليه من المجهود فطيب خاطره وطلب منه ان يرتاح ولا يجهد نفسه، لكن القصبجي اصر علي ان يدخل البلاتوه ويمثل، فما ان وقف امام الكاميرا وبدأ في التمثيل سقط الفنان العملاق وسالت دموعه، وكانت هذه المرة الاخيرة التي دخل فيها القصبجي البلاتوه.

وبعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 أبريل من عام 1963 لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى