«الكارهون الثمانية».. عودة سينما الغرب الأميركي بصورة جديدة
خاص ـ «سينماتوغراف»
النقاد علي حق عندما قالوا إن المخرج الأمريكي كوينتين تارانتينو أعاد الحياة إلي أفلام الغرب الأمريكي أو الويسترن بصورة جديدة، بعد أن اعتبرها البعض موضة قديمة بينما هي مازالت تتمتع بجماهيرية كبيرة بدليل نجاح أفلام ترانتينو خاصة آخر فيلمين «الأوغاد» و«الكارهون الثمانية».
يشاهد الجمهور حالياً فيلم «الكارهون الثمانية ـ The Hateful Eight» الذي تعود أحداثه إلي القرن التاسع عشر في أعقاب الحرب الأهلية الأمريكية ويتحدث عن مجموعة من مجرمي تلك الحرب تلق بهم المصادفة أن يجتمعوا جميعاً داخل محل مهجور وتبدأ المواجهات والألعاب الدرامية التي يجيدها تارانتينو لتكشف المزيد من الأحقاد والكراهية بين البيض والسود وسكان الشمال والجنوب وغير ذلك من التناقضات الأمريكية المعروفة.
قدم صموئيل جاكسون واحداً من أجمل أدواره وهو دور الرائد المتقاعد ماركوس كذلك أكد كورتس راسل ف دور صائد المجرمين جون روث وهي مهنة انقرضت في الولايات المتحدة وكانت موجودة في فترة محاولة السلطة الفيدرالية فرض سيطرتها علي كامل الولايات المتحدة الأمريكية وكانت كل ولاية تصدر نشرة دورية بأسماء ومواصفات المجرمين المطلوب إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة ويحصل صائد المجرمين علي مكافأة من سلطة الولاية حسب خطورة المجرم.
الصائد جون روث استطاع القائد القبض علي القاتلة ديزي وقامت بدورها جنيفر جيسون لي المرشحة للأوسكار عن هذا الدور كأحسن ممثلة في دور ثان وهي تستحق الجائزة بلا منافسة تقريباً هي مجرمة بالسليقة تسعي للهروب من روث بكل الوسائل سواء بالتآمر مع باقي المجرمين أو حتي بقتل روث وهي تفعل ذلك محاولة أخيرة للبقاء علي قيد الحياة لأنها محكوم عليها بالإعدام وينفذ فيها الحكم بمجرد الوصول إلي ولايتها وهي مربوطة بسلسلة حديدية بيد الصائد روث.
ويظل كوينتين تارانيتنو علي طبيعة الصراع الظاهري بين شخصيات الفيلم الثمانية حتي بداية النصف الثاني من الفيلم لتدور عجلة العنف والقتل والدماء داخل مكان تصوير واحد وكأن السيناريو يتحول إلي نص مسرحي ورغم ذلك يحافظ ترانتينو علي جاذبية وتشويق الأحداث حتي تدور الدوائر ويقتل كل شخص الآخر الذي يرفضه ويكرهه ويريد التخلص منه منذ الحرب الأهلية ولكن الأحقاد مازالت تعيش في النفوس الخربة.