أحداث و تقارير

«الكتابة على الثلج».. يحرك سكون الإنتاج السينمائى العربى المشترك

بقلم : انتصار دردير

فى الوقت الذى تتجه فيه الدول الغربية للإنتاج السينمائى المشترك فنجد فيلماً واحداً تشارك فى تمويله عدة دول مجتمعة بل وتسعى لاستقطاب السينما العربية إليها أيضاً، تغيب فكرة الإنتاج العربى المشترك رغم كل النوايا الطيبة التى نسمعها من سينمائيين يعربون عن رغبتهم بذلك، ويؤمنون أنه سيكون له مردوداً إيجابياً كبيراً على صناعة السينما العربية إلا أن الأمر يظل قابعاً فى مجال الأمنيات ولا تحققه تجارب صغيرة هنا أو هناك.

من هذا المنطلق يأخذ المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى على عاتقه تأكيد هذه المبادرة فى أحدث أفلامه «الكتابة على الثلج» الذى افتتح الليلة «أيام قرطاج السينمائية» بتونس، حيث يعد هذا العمل تجربة عربية خالصة فهو إنتاج مصرى فلسطينى تونسى إماراتي مشترك، ويضم ممثلين من مصر (عمرو واكد)، ومن سوريا (غسان مسعود، وعرين عمرى)، ولبنان (دياموند عبود، ويمنى مروان) ومن فلسطين (رمزى مقدسى)، واستطاع مشهراوي كذلك أن يدمج طواقم تقنية وفنية من دول عربية مختلفة.

ويشكل الفيلم حالة منفردة فى السينما العربية تسعى لتطوير الإنتاج العربى المشترك إذ يأمل مخرجه من خلاله أن يصبح فيلمه نموذجاً فى هذا المجال، ورغم أن أحداثه تدور فى غزة إلا أنه تم تصويره كاملاً فى تونس.

ويراهن مشهراوي أيضاً على القضية التى يطرحها الفيلم، والتي تتمحور حول خمس شخصيات فلسطينية حوصروا داخل شقة أحدهم خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ورغم أنها تبدو مشكلة فلسطينية للوهلة الأولى، إلا أنها تعكس من زاوية أكبر صورة الصراع الحادث فى العالم العربى الذى يعانى من حالة الانقسام، تماماً مثل أبطال الفيلم فتكشف الكثير من التخوين وتكريس الخلافات وفقاً للدين والأيدولوجيات السياسية، فى وقت تتربص به قوى الإحتلال وجهات خارجية أخرى، لكن ليس لدى الجميع الوقت لاستيعاب ذلك لأنهم مشغولون بتناحر داخلى يؤجج الخلافات التى يقدمونها على طبق من فضة لقوى الشر المتربصة بمجتمعاتهم.

وفى لقطة تنم عن وفاء يهدى مشهراوى فيلمه إلى روح الناقد الراحل سمير فريد مؤكداً أنه كيان سينمائى نفخر ونعتز بما قدمه للسينما العربية والعالمية.

فهل يلقي فيلم «الكتابة على الثلج» حجراً في بركة الإنتاج السينمائى العربى المشترك، ليحركها من سكونها الذي طال؟.  

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى