أحداث و تقارير

المرأة في أفلام «كان السينمائي».. نضال من أجل المستقبل

 «سينماتوغراف» ـ عبد الستار ناجي

احتلت قضايا المرأة وحضورها مساحة بارزة ضمن عروض مهرجان كان السينمائي في دورته التاسعة والستين التي تواصلت في الفترة من 11- 22 مايو الحالي حيث ابداعات أهم صناع الفن السابع الذين استطاعوا وهم يشتغلون حول جملة من القضايا ان يلتفتوا الى محور أساسي الا وهو المرأة التي راحت تناضل وتحقق حضورها وذاتها متجاوزة الكثير من المصاعب التي تنوعت وتعددت لتشكل تحديات كبرى.

عن قضايا المرأة في عروض مهرجان كان السينمائي وفي المسابقة الرسمية على وجه الخصوص نتوقف في هذا المحور الذي يغطي جملة من العروض.

ما لوت

عند الفيلم الفرنسي «مالوت» للمخرج برونو دومون يتم التعرض الى حكايات من واقع المرأة التي تنتمي الى الأسرة البرجوازية بكل تفاصيل حياتها والتي تقرر احدى بناتها لان ترتبط بابن احد الصيادين الفقراء وتداعيات تلك الحكاية وأبعادها وحالة الرفض التي تواجهها .

انا دانييل

وفي الفيلم البريطاني «انا دانييل بلاك» للمخرج كين لوش تحضر المرأة الى جوار الرجل وكل منهما يرزح تحت سطوة الازمات الاقتصادية الضاربة التي تحول الانسان الى خلية مسحوقة تضطر الى ممارسة كل شيء من أجل تأمين لقمة العيش لها ولأبنائها وهذا ما يدعو كاتي في الفيلم الى ان تمتهن الدعارة في نهاية الامر ومن قبلها السرقة وهنا حالة من الانهزامية والرضا بانصاف الحلول ولكنها تظل صرخة لتقديم جوانب من عذابات المرأة في بريطانيا والعالم تحت سطوة الازمات الاقتصادية .

طوني أردمان

اما في فيلم «طوني اردمان» للمخرجة مارين ادي فنحن امام حكاية امرأة انشغلت بنجاحاتها وعلمها وارتباطاتها وطموحاتها عن أسرتها ووالدها على وجه الخصوص الذي حينما يقوم بزيارتها يكتشف بانها مجرد حيوان يعمل دون احاسيس حيث يحاول تغييرها عبر كم من المواجهات التي تجعلها تعود الى حقيقتها كمرأة وكانسانة تقرن عملها بالاحاسيس والانتماء الى الأسرة.

من أرض القمر

فيما يخص فيلم «من أرض القمر» لنيكول غارسيا اختارت المرأة ان تعيش على حب منحها الحياة بعد ان أجبرت على الزواج من شخص لا تعرفه او تحبه حيث ظل ذلك الحب يمنحها الحياة وتربية طفلها والبقاء الى جوار زوجها حتى وان كانت لا تحبه لانها تحمل بداخلها عاطفة كبيرة حمتها من كل شيء حتى بعد رحيل من تحب.

امريكان هاني

في فيلم «امريكان هاني» لاندريا ارنولد المرأة تبدو مسحوقة تعصف بها الازمة الاقتصادية مما يضطرها لمفارقة أطفالها والذهاب وراء حلم يجمع العاطفة والثراء ولتكتشف في نهاية الامر ان الامر مجرد كذب ولكنها عليها ان تبقى لتمضي الحياة.

لاوفنج

المرأة الأهم تأتي هنا في فيلم «لوفينج» لجيف نيكولاس الذي قدم لنا النضال ضد العنصرية من خلال حكاية الزوجين لوفينج الزوج الابيض والزوجة السمراء الذين واجهوا العنصرية التي منعت زواجهما وارتباطهما حتى حصولهما بعد عدة عقود على الموافقة من المحكمة الاتحادية العليا في امريكا.

جولييتا

والتحيز للمرأة يأتي من خلال فيلم «جولييتا» للمخرج الاسباني بدرو المودفار الذي يظل يشتغل على محور ثري الا وهو العلاقة بين الأم وابنتها التي فارقتها لتعيش حياتها ونضال المرأة الأم من أجل استعادة ابنتها حتى لو كان ذلك بعد سنوات طويلة .

اكوريوس

اما المرأة الاكثر مقدرة على المواجهة فجاءت عبر الفيلم البرازيلي «ايكواريوس» الذي تناول حكاية امرأة رفضت بيع شقتها لاحدى كبريات الشركات الاستثمارية في مجال العقارات بوصفها الساكنة الوحيدة المتبقة في عمارة تم شراءها لتحويلها الى مجمع ضخم سيعمل على تغيير هوية احد الشواطئ الرئيسية في البرازيل وقد جسدت الشخصية النجمة البرازيلية سونيا براغا باقتدار عال يضاف الى رصيدها الفني الكبير .

الفتاة المجهوله

وفي فيلم «الفتاة المجهولة» للأخوين جان بيير ولوك داردان نتابع حكاية طبيبة شابة تحاول البحث عن حقيقة اغتيال فتاة سمراء قرعت بابها ولم تقم بالفتح لها بحجة ان الدوام المسائي انتهى لتكون تلك الحكاية مدخلا لتعرية المجتمع الاوروبي بالذات فيما يخص قضايا احتواء اللاجئين.

ماما روزا

 امرأة اخرى مسحوقة تأتي «ماما روزا» في الفيلم الذي يحمل ذات الاسم والتي تضطر ان تعمل ببيع كل ما في بقالتها الصغيرة ومن بينها المخدرات ليتم القبض عليها وعبرها يتم تعرية ممارسات الشرطة في بلادها والتي تتفاوض مقابل اي شيء من اجل الافراج عنها وعن الكثير من المجرمين الفيلم من واقع الفلبيني ماندوزا .

الوجة الاخير

ومن النساء المتورطات الى النساء اللواتي نذرن حياتهن من أجل العمل الخيري التطوعي عبر شخصبة ويلي التي قدمتها النجمة الجنوب افريقية في فيلم «الوجه الاخير» لشون بن حيث تقضي كل حياتها في مساعدة اللاجئين في عدد من الدول الافريقية التي مزقتها الحروب الاهلية الطاحنة في رحلة سينمائية تتحرك بين الحب وحماية الابرياء من أتون الحروب والجوع وضياع الحلم.

هي

وفي فيلم «ايل» هي لبول فيرهوفن نتابع حكاية ميشيل ايزابيل هوبير التي تعرضت للاغتصاب في منزلها من قبل أحد اللصوص لتقوم برد الصاع صاعين له في مغامرة سينما على طريقة أفلام فيرهوفن المقرونة بأفلام المغامرات كما في فيلم روب كوب.

بعد هذه الرحلة نكتشف باننا أمام حالة حضور عالية لقضايا المرأة واشكاليتها وهي رغم وجعها ومشاكلها تظل تمتلك المقدرة على المواجهة من أجل الغد والمستقبل والأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى