«الممر» فيلم جزائري قصير يعرض في أكثر من مهرجان
الجزائر ـ «سينماتوغراف»: وردة ربيع
يشارك الفيلم الروائي القصير والذي يحمل عنوان «الممر» للمخرج الجزائري أنيس جعاد في اكثر من مهرجان خلال الفترة المقبلة، حيث يتواجد حاليا في «مهرجان السينما الإفريقية Cordoue» والذي يختتم فعالياته يوم 28 مارس من نفس الشهر الجاري، بعدها سيكون حاضرا بـ«مهرجان الفيلم المتوسطي بتطوان بالمغرب» في الفترة من 28 مارس إلى 4 أبريل، ويطير بعدها للمشاركة بفعاليات «المهرجان المغاربي للفيلم القصير بوجدة» في دورته الرابعة من 7 إلى 11 أبريل القادم، كما يشارك بدوره «مهرجان الفيلم العربي ببرلين» الذي ينعقد خلال الفترة من 8 إلى 15 أبريل، كما سيكون حاضرا بـ«مهرجان الفيلم العربي بأمستردام» يوم 21 أبريل في إطار «سينما ريالتو». ويحط الرحال أخيرا في «مهرجان السينما الإفريقية بميلان» خلال الفترة من 4 إلى 10 مايو المقبل.
وقد حاز فيلم «الممر» لأنيس جعاد على تنويه خاص في مسابقة الفيلم القصير في «مهرجان الجزائر للسينما المغاربية» سنة 2014. كما شارك في ركن الفيلم القصير في «مهرجان كان السينمائي الدولي».
يتناول الفيلم الروائي القصير «الممر» في 25 دقيقة، قصة حارس مسن رسمت التجاعيد خرائطها على سمات وجهه يعمل في مقصورة لسكة القطار، رجل أمضى ثلاثة عقود من عمره يسهر على أمن مفترق السكك الحديدية، يعيش يوميات روتينية تزيد من غرقة في الكآبة. ينحصر بين الجدران الأربعة لغرفة قديمة تكاد تكون خاوية إلا من سرير وطاولة، الهاتف القديم المعلق على الحائط يرن من لحظة لأخرى لينبه العامل لوجوب قيامه والإشراف على سلامة الطريق للقطار القادم. يقتل الفراغ بالسجائر المشتعلة، وبألحان موسيقى الشعبي –نوع موسيقي جزائري يعتمد على القصائد -المنبعثة من جهاز الراديو الذي يؤانس وحشته.
يتلقى العامل المسن رسالة تقلب حياته رأسا على عقب، حين يكتشف قرار تسريحه من عمله، المحنة التي يمر بها تقربه من متشرد جعل من محطة القطار مقرا له، يتقاسمان السجائر والخمر ويمضيان وقتهما في صمت رهيب يقطعه بين الحين والآخر السؤال نفسه «كاش ما بانلك؟» بمعنى (هل من جديد) ليجيب الآخر «واش حبيت يبان؟ الظلمة».(لا جديد فقط الظلام الحالك).
وقد تألقا الممثلين «رشيد بن علال» و«سمير الحكيم»، في إقناع المشاهد بحجم المعاناة دون كلام كثير.إذ أجاد المخرج الجزائري«أنيس جعاد» في إختزال الكلام واختار الصمت ليكون أبلغ لغة لإيصال الرسالة المطلوبة للمشاهد، تاركا له حرية تركيب السيناريو في مخيلته، حيث ركز على تقنيات الصورة وجودة المشاهد التي عمل عليها مدير التصوير«فريدريك ديريان»، ليلعب على المشاهد التعبيرية، وتقاسيم الوجه، وتجاعيده، ولعل أفضل اللوحات المقدمة وأكثرها وضوحا كان المشهد الأخير الذي صور الشيخ والشاب جالسان على حافتي السكة الحديدية متقابلين، شاهدان على جيلين يعيشان الفراغ الدائم، ينتظران مستقبلا مجهولا خاصة أن طريق القطار امتد على الشاشة إلى النهاية، بدون اكتراث يدخنان سيجارتين ليعيد أحدهما للمرة الأخيرة طرح السؤال نفسه «كاش ما بانلك؟» (هل من جديد) ويجيب الآخر بنفس الخيبة والملل «واش حبيت يبان؟ الظلمة».(لا جديد فقط الظلام الحالك).
جدير بالذكر أن أنيس جعاد من مواليد عام 1974، بدأ حياته المهنية بالصحافة قبل التحاقه بمجال السينما ليعمل في مجال الإخراج، وفي عام 2003 تم اختيار السيناريو الذي كتبه تحت عنوان «رائحة الكمان» في إطار تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا وتم تحويله إلى رواية نشرت سنة 2009. وفي 2005 اختارت شركة «Media Films Production» سيناريو أنيس جعاد تحت عنوان «عند نهاية النفق» لتقدمه في عمل روائي طويل، وحصل فيلمه «النافذة» خلال مسابقة الأيام السينمائية بالجزائر 2011 على جائزة أحسن سيناريو. كما فاز الفيلم نفسه بعدة جوائز دولية منها جائزة لجنة التحكيم خلال مهرجان «رؤى إفريقيا» بموريال.