«أي. آر. رحمان» في «القاهرة السينمائي»: تأثرت بالصوفية وأجمع بين الموسيقى العربية والغربية
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: نهى منسي
تطرق الموسيقار الهندي أي.آر. رحمان إلى الجانب الديني في حياته، وذلك خلال ندوة تكريمه ضمن فعاليات الدورة الـ 43 بمهرجان القاهرة السينمائي، المقامة الآن في دار الأوبرا المصرية، ويشارك فيها الموسيقار المصري هشام نزيه ويديرها المنتج علاء كاركوتي، بحضور عدد كبير من السينمائيين والموسيقيين بالإضافة إلى المنتج محمد حفظي رئيس المهرجان، وقد استقبلته إدارة الندوة بفيلم قصير يتحدث عن أعماله وأشهر مؤلفاته الموسيقية.
وقال الموسيقار الهندي في كلمته، «دائما ما أدعي واستعين بالله لكي يلهمني بالموسيقى المناسبة، أبي كان صوفي وأنا كنت أتبع ديانة أخرى، وأنا بدأت استكشاف الحقيقة فهناك منطقة بداخلك تحمل الخير والشر وانظر للناس كإنسان، فنحن اليوم يقودنا الكراهية هناك نصوص دينية تقسمنا».
أوقف الموسيقار الهندي، ندوة تكريمه المقامة على مسرح النافورة، احتراما لآذان صلاة العصر، حيث طلب التوقف عن الحديث لحين انتهاء الآذان.
واستأنف الندوة بعد ذلك وتحدث عن الطريقة التي يختار بها الموسيقى لأعماله، قال الموسيقار الهندي: «في السينما تود دائماً رؤية المشاعر والبصمة الإنسانية وإعطاء زاوية جديدة بالموسيقى التى تقدمها وتقول سوف استخدام الآلات الوترية أو الآلات النفخ يجب التأكد من الآلة المناسبة لي»، مضيفًا: «بين عامي 2009 و2010 كان يعمل على أحد الأعمال الفنية والأمر لم يستغرق اكثر من 3 أيام لكي اختار الموسيقى المناسبة».
وعبر الموسيقار الحاصل على جائزة أوسكار عن سعادته بالتواجد في مصر وتكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي، وتحدث خلال الندوة عن كواليس مراحل هامة ومختلفة في حياته المهنية والشخصية منها اعتناق الإسلام ووصوله إلى العالمية خلال فترة عمله في هوليود بالإضافة إلى حصوله على عدد من الجوائز العالمية الهامة في مجال الموسيقى.
وقال أي.آر. رحمان خلال الندوة إنه بدأ التأليف الموسيقى في سن صغيرة بتشجيع من والده، وأشار إلى أنه لم يكن يعرف في صغره أهمية التأليف الموسيقي وأنها ستكون مهنته في المستقبل.
وأعرب الموسيقار الهندي أنه يشعر بالفخر لوجوده وتكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، مؤكداً أنها الزيارة الأولى له إلى مصر ولكنه انبهر بها جدا. كما تحدث خلال الندوة عن نجم مصر العالمي محمد صلاح، واشاد بإنجازاته الرياضية، مؤكداً أن صلاح أصبح رمز لمصر في العالم بأكمله.
وقال الموسيقار الهندي أي. آر. رحمان: إن جائزة الأوسكار مجرد نوع من التكريم، ولكن بالطبع كان لها أهميتها، مضيفًا أنه حصل على جوائز مالية بقيمة مليون دولار، وكل الجوائز تشعره بالفخر لأنها تفتح أفق لبلدي وشعبها، كما وصف عودته إلى الهند بعد حصوله على جائزة الأوسكار بأنها بمثابة تشجيع جميع الموهوبين على التطوير والنجاح على مستوى عالمي.
وبسؤاله عن فيلم “المليونير المتشرد” الذي كان بوابة دخوله إلى هوليوود، أوضح “كنت في مومباي لحضور مؤتمر صحفي وحصلت على النص، والفيلم على أسطوانة، كنت قد وضعت موسيقى تصويرية لعدد كبير من الأفلام وعندما أعدت مشاهدته هزني، وكان ذات صبغة دولية والفيلم مفعم بالعواطف ومليء بالمشاعر، وكان ذلك قبل شهرين من الموعد النهائي لتسليم الموسيقى“.
وتابع “عقدنا عشرة اجتماعات وبمجرد أنني أدركت أنه ليس فيلم هندي عرفت أنه يحتاج صبغة من الأسلوب الذي يمكن أن يسود في المستقبل، وارسلت فكرتي وبعد ذلك انتهينا من وضع الموسيقى“.
وعن طبيعة العمل في هوليودد، قال “تستقبل 12 شخص لمنحك تعليمات عن العمل بطريقة أو بأخرى، ينتهي الأمر للتشويش لكن لو مع مخرج مدرك تماماً وملم بالفيلم يسهل ذلك عليك الأمر ويدعم موقف مؤلف الموسيقى”، مؤكداً أن العالم تسيطر عليه هوليوود لديهم التوزيع والجودة والأموال، مضيفًا “وأنا حاصل على جرامي وأوسكار أعتقد أن هذا عنوان لي إذا أردت أن أصف لكم الوضع عبارة عن شهادة لكثيرين من غير المجنسين ممن حصلوا على أوسكار لكن هذه الجوائز بالنسبة لي مجرد نوع من التكريم، أحاول الجمع بين كل أنواع الموسيقى العربية أو الغربية وما غير ذلك“.
وقال الموسيقار الهندي «أي. أر رحمان» أن أهم آلة بالنسبة له هي الصوت، حيث أنه إذا لا يمكن غناء اللحن لا يكون لحن مناسب بالنسبة له، كما قال أن التعامل مع مخرج ملم فيلمه ولا يجعل أحد يتدخل في عمله يسهل كثيرا على المنتج الموسيقي للفيلم، أما إذا كان غير ملم يتدخل أي أحد في العمل وهذا يصعب المهمة.
وأوضح «أي. أر رحمان» أن المخرج لا يمكنه تغيير رؤيته كمنتج لموسيقى الفيلم، فهو ليس كالممثل إذا لم يعجب أو يقنع المخرج يمكن تغييره، كما أوضح أن الموسيقى التصويرية للأفلام الهندية على الرغم من صعوبتها إلا أنها أسهل من صناعة الموسيقى التصويرية للأفلام الأمريكية، وتشعر بنجاحها عندما تجد الجمهور في الشوارع يحفظها.
وأشار «أي. أر رحمان» إلى أنه أقدم على تجربة تأليف الأفلام ليضيف بعد جديد لموسيقاه التصويرية من خلال الحصول على رؤية مختلفة وهي الرؤية الخاصة بالمؤلف وتصوره للفيلم.
وأكد «أي. أر رحمان» على أن الموسيقار يجب أن يتمتع بالمرونة والتعلم من مختلف الأشياء، ليقدم الجديد دائما بطريقته وشكله الخاص، معلقاً: “القلة من توقفوا عن التطور انتهوا، والكثيريين الذين طوروا من نفسهم ونوعوا مصادرهم أصبحوا الأشهر الآن”، كما أكد أنه يحب أن يمزج بين الموسيقى التقليدية والمعاصرة، فأنا موسيقاي تنتمي لجنوب الهند.
وشدد على أن لحظة الفوز بالأوسكار لها أهميتها، متابعا “أقوم بما أحبه منذ عام 2008 وانضممت للكونسرفتوار وحصلت على جوائز ذهبية وبلاتينية من أمريكا وكندا وحصلت على جائزة مالية قيمتها مليون دولار، وهذا ما يحدث لي ولغيري، الفخر الحقيقي لي أن أقدم لشعبي الفئة التي تجاهلها الجميع وأعطيهم تفسير للحياة التي يعيشونها وأنه لا يجب أن يرتبطوا بكل ما سيحدث في الهند، ويفتحون الآفاق“.
واعتبر أن الموسيقى إحياء للبشر مرتبطة بمنحهم الأمل، مستكملاً “إذا نجحت في فعل ذلك تتحول من موسيقار لطبيب وأحاول أن أقوم بهذا الأمر“.
وأشار الموسيقار أي. آر. رحمان، إن لديه تأثراً بالموسيقى الصوفية، وقال: كنت اعتنق ديانة اخرى لكن ابي كان صوفياً، وعندما كنت أود أن أفهم الدين الإسلامي درست ذلك على عدة أعوام والموسيقى انعكاس لذلك.
واستكمل رحمان «بدأت استكشف ما بداخلي حينما تعلمت الصوفية، وهناك منطقة بداخلك تحمل الخير والشر، واعتبر أن الناس متساويين وأنظر إلى الناس كأنسان وكصديق وهذا غير من طريقتي في التعامل، وهناك نصوص تفصلنا عن بعضنا البعض، وأحد الأسباب التي دعتني للمقابلة أن الهند تتقبل الناس على ما هي عليه لكن هناك وجهات نظر مختلفة بالموسيقى».
وقال المؤلف الموسيقي هشام نزيه إن العلاقة بينه وبين مخرجي الأفلام التي قدم موسيقاها مهمة، والثقة التي تكون متبادلة بينهما تؤثرعلى النتائج بشكل كبير.
وأوضح نزيه، خلال ندوة تكريم الموسيقار إي آر رحمان بمهرجان القاهرة السينمائي، والتي حاوره بها، أن الثقة بالنفس وبفريق العمل من أهم عوامل النجاح في صناعة السينما.
ووصف تأليف الموسيقي بأنه المهنة الوحيدة التي تطلب عملاً فردياً للشخص ليتوحد مع العمل الذي يقدم ألحانه، لكن ثقة فريق الفيلم خاصة المخرج أمر قيم يدفعك لتقديم الأفضل.
وقال الموسيقار هشام نزيه، أن الموسيقى التصويرة للفيلم هي سرد لأحداث الفيلم بطريقة مختلفة، حيث أن وتيرتها ترتفع تارة وتنخفض تارة بما يتناسب مع أحداث الفيلم، وأنه يتبع خطوات في تأليف الموسيقى التصويرية أولها الاحتفال بالحصول على عقد الفيلم لمدة 15 دقيقة، ثم بعد ذلك يدخل في حالة سكون للوصول إلى المقطوعة المناسبة.
يذكر أن الموسيقار أي. آر. رحمان، مؤلف موسيقي هندي، حاصل على جائزتي أوسكار، وتم ترشيحه 5 مرات لجائزة الأوسكار، وفاز بخمسة عشر جائزة filmfare وسبعة عشر جائزة filmfare south، وهو معروف بأنه الرجل الذي أعاد تعريف الموسيقى الهندية المعاصرة.