«الواحة» محور «السدر للأفلام البيئية» في دورته الثانية
أبوظبي ـ «سينماتوغراف»
يقام مهرجان السدر للأفلام البيئية 2022 في دورته الثانية في منارة السعديات بين 24 و27 فبراير، بتنظيم مشترك بين جامعة زايد وهيئة البيئة – أبوظبي، وبدعم من شركة «أدنوك» والمجلس الثقافي البريطاني في الإمارات.
يقدم المهرجان مجموعة منتقاة من الأفلام الإماراتية والعالمية الحائزة على جوائز، وتتناول أزمة المناخ وتأثير التلوث الحضري ومشكلة نقص المياه العالمية، والعديد من القضايا البيئية والاجتماعية. وتتاح جميع العروض والفعاليات للجمهور مجاناً في دورة تركز على موضوع «المفارقة في الواحة»، وتطرح العديد من القضايا البيئية المتعلقة بالواحات التي تعد عنصراً أسياسياً في تاريخ وجغرافيا الإمارات.
ويتضمن المهرجان عروضاً حضورية مجانية لمجموعة متنوعة ومتميزة من الأفلام القصيرة والطويلة، ويفتتح فعالياته بعرض فيلم المخرجة الإماراتية نجوم الغانم «عسل ومطر وغبار» (2017) الحائز على جوائز عدة، وتعرض فيه نخبة منتقاة كفيلم «أنا جريتا» (2020)، وهو وثائقي أنتج دولياً بالاشتراك مع فريدريك هاينينج وسيسيليا نيسين، ويستعرض الصعود اللافت للناشطة في مجال تغير المناخ جريتا ثونبرج، وفيلم «كوياناقاتسي» (1982)، من إخراج جودفري ريجيو، ويعد أحد أشهر الأفلام البيئية في التاريخ، إذ يركز على الطبيعة والإنسان والعلاقة بينهما.
كذلك يتضمن المهرجان فيلمين روائيين، هما اللبناني «كوستا برافا» (2021)، للمخرجة مونيا عقيل، و«ابن الملوك» لألكسيس جامبيس، الأستاذ بجامعة نيويورك أبوظبي. ويعرض في المهرجان كذلك فيلم «الشياطين غير المرئية»، للمؤلف الهندي راهول جاين، وعُرض في مهرجان «كان» للمرة الأولى (2021). ويختتم المهرجان أعماله بعرض فيلم من جورجيا بعنوان «ترويض الحديقة» الذي أخرجه سالومي جاشي (2021).
وقالت د.شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «يعتبر الإعلام والفنون المرئية من أكثر الأدوات عمقاً وفاعلية في تحريك الناس وإحداث التغييرات السلوكية الضرورية. لذا أصبح إنتاج الأفلام الوثائقية والروائية أمراً أساسياً لتسليط الضوء على الموضوعات البيئية وتحقيق تقدم إيجابي ومؤثر،إذ تسهم الأفلام في رفع الوعي بالموضوعات المهمة كتغير المناخ، والتلوث، وفقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الطبيعة، على سبيل المثال. وفي الواقع، نواجه قائمة طويلة من التحديات العالمية الخاصة بالبيئة، ويمكن لفعاليات مثل المهرجان أن تدعم هذه القضايا بطريقة ديناميكية وجذابة وذات قيمة تعليمية كبيرة».
وأضافت: «يتفاعل الشباب بشكل أفضل مع الفنون المرئية، وشباب اليوم هم المنوط بهم مستقبل البيئة، ومن خلال الأفلام يمكنهم فهم التهديدات البيئية العالمية بشكل أسهل وأفضل، ويمكنهم تعلّم سبل التخفيف منها من خلال العمل الاستباقي. واختير موضوع المهرجان هذا العام «المفارقة في الواحة»، الذي يعكس التراث الطبيعي للواحات في الإمارات ويتسق مع أولوياتنا، كما يعبر عن ضرورة إيجاد توازن بين الطبيعة والتنمية البشرية، وهذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه جميعاً، فلا يمكننا تحت أي ظرف من الظروف المساومة على الطبيعة أو التخلي عن حمايتها بسبب النشاط البشري الضار. ولكل منا دوره في تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة ومن خلال مهرجان السدر يمكننا تحقيق هذا الهدف».
وقال د.فارس هواري، عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية في جامعة زايد: «مع انطلاق النسخة الثانية، كلنا حماس لجعله تقليداً متكرراً في أبوظبي. وتهدف الكلية من المهرجان إلى مناقشة علوم البيئة وقضايا الاستدامة بين المجتمعات المتنوعة في الدولة، فنحن معنيون بزيادة الوعي بتغير المناخ من خلال تأسيس علاقات جديدة بين العلوم الإنسانية والفنون والعلوم. وفي هذا الإطار نعرب عن امتناننا للجهود الحثيثة التي بذلتها هيئة البيئة – أبوظبي وللدعم الكبير الذي قدمته قيادة جامعة زايد لإنجاح المهرجان. ولا يفوتني شكر طلابنا الذين قدموا الوقت والجهد لإنجاحه ويساهمون بنشاط فيه وعملوا على مشاركة ما تعلموه مع المجتمع».
وقال د.نزار أنداري، أستاذ العلوم الإنسانية والاجتماعية والمدير الفني للمهرجان: «أردنا، هذا العام، تحت قيادة هيئة البيئة- أبوظبي وجامعة زايد، أن تطرح الأفلام على أذهان المشاهدين تساؤلات عميقة وتحرك مشاعرهم في سياق زيادة وعيهم بالبيئة وقضاياها، وإثارة خيال مجتمعنا المحلي للتفاعل مع البيئة، في قالب سينمائي راق، إذ يهتم مهرجان السدر للأفلام البيئية بالتثقيف والترفيه، على حد سواء، ويسعى لتوفير تجربة مؤثرة فريدة لعشاق الأفلام والمتحمسين للبيئة».
يعمل المهرجان على الجمع بين المجتمع المحلي وحشد العمل بشأن القضايا البيئية والاجتماعية المهمة، لذلك تشمل أنشطته الأخرى، إضافة لعروض الأفلام، حلقات نقاشية تتناول هذا العام قضايا مثل: التفكير في الغلاف الجوي، وبناء المستقبل الجغرافي الاجتماعي. ويشارك في الحوارات نخبة من العلماء متعددي التخصصات وخبراء السياسة والفنانين، تحت إشراف د.ألكسندرا كوتوفانا، أستاذ مساعد العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد. ويقدم المهرجان، لأول مرة، أعمال الفنان أدريان شيكلونا، ود.بريجيت هوارث، الأستاذة المساعدة في الجامعة الأمريكية في دبي. وينظم المهرجان أيضاً عروضاً افتراضية لمجموعة مختارة من الأفلام في مختلف مدارس أبوظبي لإشراك الطلاب في الحوار حول تغير المناخ وحفظ البيئة. ويناقش د.جاستن توماس، عالم النفس الشهير والكاتب والأستاذ المساعد في جامعة زايد، العلاقة بين تغير المناخ والشعور بالحزن. كما يقدم طلاب الدراسات البيئية في الجامعة حلقات نقاشية تتسق مع موضوعات الأفلام وموضوعاتها لجمهور المهرجان.