أحداث و تقارير

انتشال التميمي مدير«الجونة السينمائى»: نفكر في قصر للمهرجان على غرار «كان»

 

ـ لا أخاف من إطلاق مفاهيم جديدة تختلف عن السائد فى المهرجانات العربية

ـ ليس عيباً الاستعانة بالخبرات الأجنبية وسمير فريد اعتمد عليها في «القاهرة السينمائي»

ـ دفعنا حقوقاً للأفلام لم تتجاوز 3 آلاف دولار للفيلم الواحد لموزعي الشرق الأوسط

ـ لا ننظر لجنسية فيلم الافتتاح وننفتح ثقافياً وليس جغرافياً على السينما

ـ نقدم أهم أفلام «الجونة السينمائي» في البانوراما الأوروبية وسينما زاوية

ـ حاورته: انتصار دردير

قبل أيام اختتم «الجونة السينمائى» دورته الأولى، التى حققت نجاحاً كبيراً وأثارت أيضاً كثيراً من الجدل، فقد استطاع المهرجان على مدى ثمانية ليال أن يقدم وجبة سينمائية غنية بالأفلام المهمة والفعاليات ونجوم وصناع السينما العالمية، الذين أضفوا بريقاً خاصاً على المدينة الساحلية التى تختبر المهرجانات لأول مرة.

«سينماتوغراف» التقت انتشال التميمى مدير المهرجان الذى نجح وفريق عمل من الشباب فى وضع الجونة على خريطة المهرجانات الكبرى، لينافس بقوة مهرجانات عربية وعالمية عريقة، ومعه نتعرف على رؤيته لمستقبل المهرجان الوليد في الحوار التالي.

                    * هناك من يرى أنك مشيت تقريباً على خطى مهرجان  أبوظبى السينمائى، الذى عملت مديراً له لعدة دورات مستعيناً بكثير من برامجه، بل واستعنت أيضاً ببعض من طاقم العمل به في برمجة الأفلام الأجنبية، إلى أى حد تتوافق مع هذه الرؤية؟

– لا أتعلم فقط من أبوظبى أو دبى ولكن من كل المهرجانات الكبرى، وهم تعلموا أيضاً من قرطاج وروتردام والقاهرة، لأننا نتشارك نفس الهم السينمائى، إلا أن «الجونة» مختلف لأنه يشبه المدينة التى يقام بها، ومنذ اجتمعت قبل عام ونصف مع المهندس نجيب ساويرس ومعى أمير رمسيس وبشرى وعمرو منسى، قلت هذا المهرجان طالما يعقد فى مدينة ساحلية مفتوحة فيجب أن يذهب باتجاه أن يكون مؤتمراً علمياً للسينما أكثر مما هو عرض للأفلام، ورأيت أنه يجب أن يكون مهرجاناً عاماً وليس متخصصاً، وأنه ليس من الضرورى أن نلحق بمسماه صفة الدولية، فكثير من المهرجانات الدولية فعلاً لا تنسب لنفسها ذلك، بينما مهرجانات لا ترقى لمستوى اقليمى تصبغ على نفسها صفة الدولية، نحن سعينا الأساسى إقامة مهرجان قوى، أما استعانتى بخبرات أجنبية فليس عيباً، هذا يحدث فى كل المهرجانات بالمنطقة، حتى مهرجان القاهرة فى دورة الراحل سمير فريد                   استعان بـ «ديبورا يانج»، وانعكس هذا على مستوى الدورة فجاءت من أنجح دوراته.

                        *من المؤكد أن ماتعرض له حفل الافتتاح من تقلبات مناخية مع الرياح الشديدة، يدفع لإقامة قصر للمهرجان على غرار مهرجان كان السينمائي ليجمع كل الفعاليات فى مكان واحد، بعيداً عن الجزر المنعزلة التى ظهرت فى تعدد أماكن العروض، فهل فكرت فى ذلك؟

– مهرجان الجونة أقيم فى مدينة توافرت لها ثلاثة من دور العرض تم تجديدها بشكل كامل، وكان لدينا مكاناً استثنائياً تمثل فى الجامعة الألمانية بقاعاتها ومكاتبها وأماكنها المفتوحة، وما تم بالمسرح المفتوح فى مارينا يتجاوز كل شئ وارتبط به مراسم السجادة الحمراء والريسبشن والمسرح كان أيضاً شيئاً مبهراً، وكل هذا كان ملائماً لمهرجان يقام فى منطقة ساحلية، فمهرجان فينيسيا يقام فى جزيرة ويفتقر لموتيلات جيدة ليس بها خدمة الإنترنت، وحتى فى القاعات المغلقة لأى مهرجان لو تساقط المطر سيشعر بصوته الحضور، ومن شاهد العروض الفيلمية بالمارينا لم يجد فيها أى اختلاف عنها فى أى مهرجان دولى بالعالم، بل أننا عرضنا على شاشة عملاقة هى من أكبر الشاشات فى مصر، ونفكر مع الدورات المقبلة وتوسعاتنا في قصر للمهرجان يشمل كافة الفعاليات.

                         * ذكرت فى حفل افتتاح المهرجان، أن هناك توجهاً من قبل إدارته للدخول إلى صناعة السينما، فهل يعنى ذلك إنتاج أفلام بشكل صريح،  وهل يختص ذلك بالسينما العربية ككل أم السينما المصرية فقط؟

– المهرجانات وظيفتها الأساسية عرض الأفلام أو دعمها فى مراحل الإنتاج، ومن خلال منصة الجونة قدمنا مسابقتين لأفلام قيد التطوير وتقدم لها 55 فيلماً تم اختيار 12 فيلماً منها، وقيد التنفيذ أربعة أفلام وقدمنا دعماً للفيلم الفائز قدره عشرين ألف دولار.

                        * هل سنرى مستقبلاً توسعاً فى مسابقات المهرجان مثل تخصيص جائزة للعمل الأول؟، ولماذا غابت السينما الأفريقية والآسيوية عن مشاركات الدورة الأولى؟

– نحن منفتحون على كافة الثقافات، إلا أن برنامجنا صغيراً، هو ثلث برنامج مهرجان القاهرة وتقريباً نصف برنامج دبى، ولو كان لدى برنامجاً كبيراً لأدخلت فيه مسابقة للعمل الأول، علماً بأن الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى «أم مخيفة» هو العمل الأول لمخرجته، لقد عرضنا 70 فيلماً اهتممنا فيها بالقيمة الفنية لا التوزيع الجغرافى، ودائماً أقول أن من يتبارى داخل أو خارج المسابقة ليست دول وإنما أفلام بمعنى أنه لو أن هناك مخرجاً لديه فيلمين على مستوى جيد جداً لن أتوانى عن الاستعانة بهما، وخلال إحدى دورات مهرجان أبوظبى كانت هناك 9 أفلام فى المسابقة من بينها 5 أفلام مغربية، فأنا لا أخاف من إطلاق مفاهيم جديدة تختلف عن السائد فى المهرجانات العربية، ففى كثير منها لابد من مشاركة الدولة المضيفة بفيلمين بغض النظر عن مستواها وتمثيلها بعضوين فى لجنة التحكيم، ولابد من كسر هذه التقاليد لأنها ألقت بظلالها على مستوى المهرجانات.

                          * هل تشعر أنك فى منافسة مع مهرجانى القاهرة ودبى؟

– أترك هذه المقارنة للآخرين، عن نفسى حتى أصل لمستوى القاهرة أو دبى أو مراكش، أحتاج لعمل دؤوب ومستمر لمدة عشر سنوات، فلو قدمت عشر دورات يمكنني قول ذلك، لكن ما تم تحقيقه بالدورة الأولى للجونة السينمائى لم يحققه كثير من المهرجانات فى المنطقة العربية أو العالم خلال انطلاقتها الأولى، دائماً تبدأ المهرجانات ثم تستكمل وتتوسع لكننا أقمنا مهرجاناً متكاملاً له رؤية واضحة وأهداف محددة، والناس أيضاً كانوا رحماء بنا سواء النجوم وصناع الأفلام أو الإعلام، لأنهم تغاضوا عن صغائر الأشياء حينما شعروا أننا نعمل شيئاً جاداً بكل إتقان ورغبة فى التميز، والنجاح الذى تحقق وراءه فريق عمل من الشباب المصرى الواعد رغم أنه يعمل للمرة الأولى فى مهرجان سينمائى إلا أنهم كانوا ملهمين لنا بشكل كبير.

                             * إذا كنت تؤمن بأهمية الإعلام للمهرجان، فلماذا اصطدمت بالصحافة فى حفل الافتتاح؟

– الصحافة ساهمت بشكل جوهرى وكبير فى نجاح المهرجان وقد نوهت عن ذلك خلال كلمتى بالختام، فالتغطية الإعلامية التى حظى بها الجونة السينمائى لم يشهدها أى مهرجان عربى من قبل سواء مكتوبة أو مرئية، بل وكانوا رحماء بنا، أما أزمة الافتتاح فقد كان من الصعب حضور 240 صحفياً واعلامياً للحفل، وعندى قائمة مدعوين من كافة أنحاء العالم والطبيعى أن يفسح أهل البيت لضيوفهم، كما أننا اضطررنا للتضحية ببعض فنانين يسيل لهم لعاب أى مهرجان ولم نوجه لهم الدعوة لحضور حفل الافتتاح لنفس السبب، وقمنا بعرض الحفل على شاشة أخرى وكذلك فيلم الافتتاح، وللعلم فإن قائمة المدعوين من الإعلام ظلت موضع دراسة لشهرين سواء منى ومن أمير رمسيس وبشرى وعمرو منسى، وكان من الممكن أن ندير الأمر بشكل أفضل عن طريق إبلاغ الصحفيين مسبقاً، لكننا تداركنا الأمر فى حفل الختام ولولا انشغالى بكثير من التفاصيل وخاصة الكتالوج لما حدثت هذه الأزمة.

                           * ولماذا كان هناك أيضاً تأخير شديد بين ما يتم من فعاليات ونقلها على صفحات السوشيال ميديا للمهرجان؟

– المشكلة كانت فى بطء خدمة الإنترنت بالجونة عموماً، وهذه مشكلة لم نستطع التغلب عليها رغم وجود جيش من المصورين، إلا أن مشكلة الإنترنت حالت دون سرعة تحميلها.

                           * كنت تعمل بميزانية مفتوحة أتاحت لك شراء الأفلام وإعداد المكان والشاشات المتطورة وغيرها.. فما حقيقة ذلك؟

– وضعت استراتيجية المهرجان التى تمت الموافقة على 99 بالمائة من تصوراتى، ولم نكن نعمل أبداً وفق ميزانية مفتوحة، البعض تصور أنه طالما أن مموليه رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس فانه سيتسم بالبهرجة، وهذا غير صحيح لأن الرجلين يدعمان جوهر الأشياء، فعلى مدى سنوات يدعم سميح مسابقة السيناريو والروايات الأدبية، ويحتفى نجيب بالشعراء الشباب من خلال مسابقة أحمد فؤاد نجم، ونجيب من عشاق السينما وهو من القلائل الذين شاهدوا فيلم الختام رغم انشغاله، وهو أيضاً صاحب فكرة المهرجان التى تعود لعام 2008، وأذكر أن الراحل سمير فريد تحدث معى وكنت أواجه أزمة فى أبوظبى، وقال لى تعالى لأن نجيب ساويرس ينوى إقامة مهرجان سينمائى مع كامل أبو على فى شرم الشيخ، فهؤلاء ناس يفكرون لسنوات قبل الحدث ويستعدون له جيداً، وهذا ماحدث فى الجونة، والحقيقة أنه تم تحديد ميزانية لكن المهندس نجيب وقف فى صفنا لزيادتها قليلاً لأجل الدورة الأولى، والذى يهم الجمهور هو هل أسرف المهرجان فى جانب منه على حساب جانب آخر، لقد دفعنا حقوقاً للأفلام أقل مما يدفعها أفقر مهرجان لأنه حينما يكون لديك وهجاً كبيراً تستطيع إقناع الشركات الكبرى بتخفيض سعر أفلامها أو تقديمها بدون مقابل، وأقصى مادفعناه فى فيلم لم يتجاوز 3 آلاف دولار لموزعى الشرق الأوسط تشمل الترجمة، وكثير من الأفلام حصلنا عليها دون مقابل، وهناك شركات طلبت 800 دولار وصلناها لخمسمائة، وحتى بالنسبة للنشرة وفرنا طباعتها من إحدى الشركات خارج الجونة تقليلاً للنفقات، والكتالوج الفخم غطى تكلفته من ثلاثة إعلانات به، وكنا محظوظين بدعم قنوات أون التى دفعت مبالغ استثنائية إلى جانب الرعاة الكبار من نيوسنشيرى وأروما ومونيتور أرابيان وأمريكان شو التى أحضرت على نفقتها تذاكر وإقامة 25 ضيفاً.

                       * هل تفاجآت بحضور جمهور خصيصا للجونة من أجل المهرجان؟

– كثيرون كانوا يتوقعون أن يكون مصير الجونة مثل بعض المهرجانات التى لا يرتادها جمهور، وهناك من طلبوا منا أموالاً لإحضار جمهور، إلا أنني قلت طالما أننا قمنا بصياغة المهرجان كمؤتمر علمى فيكفى مشروعيته لتقديم خدمة حقيقية للسينما، وأن عدم وجود جمهور هو عذر الفاشلين، لأنك لو وضعت برنامجاً جيداً والتزمت بوقت عرضه دون تأخير سيأتى الجمهور حتماً، وصدق رهانى لقد حقق المهرجان تجاوباً كبيراً وهذه هى مشكلتنا فى الدورات القادمة لأن كل من يطمح للنجاح لابد أن يتخطى ماحققه ويتجاوزه.

                           * هل ستحرص علي افتتاح المهرجان بفيلم مصري  دائماً أم أنه يمكن أن يكون فيلماً عربياً أو أجنبياً؟

– كما أخبرتك الجونة السينمائي منفتح ثقافياً علي كافة الأفلام الجيدة بغض النظر عن جنسيتها، ونحن ضد وضع قواعد صارمة فإذا كان هناك فيلماً مبهراً أكثر ملائمة للافتتاح فلن ننظر لجنسيته.

                          * وهل ينوى المهرجان عرض بعض أفلامه المتميزة بالقاهرة على غرار «كان» الذى يعرض أفلامه فى باريس بعد انتهاء فعالياته؟

– لا نريد أن نزاحم «القاهرة السينمائي» فى مدينته لكننا سنقدم بعض أهم الأفلام التى شاركت فى «الجونة» لتعرض بالقاهرة ضمن بانوراما السينما الأوروبية وسينما زاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى