أميتاب باتشان.. سينما الهند على ضفاف النيل
انتصار دردير تكتب لـ«سينماتوغراف»:
يصل الممثل الهندي أميتاب باتشان إلى القاهرة اليوم الأحد ضمن فرقة «بوليوود» الهندية في إطار خطة تنشيط السياحة تحت عنوان «الهند على ضفاف النيل».. فهل سنكتفي بالاستعراضات الراقصة التي تم تجهيزها لتبدأ في إستقبال النجم الهندي العالمي من المطار، وتواكب فترة وجوده في مصر للدعاية فقط لاغير عن السياحة، ومن دون أن يكون للسينما أي دور رغم جماهيرية باتشان الكبيرة في مصر خصوصا منذ أكثر من 30 عاما عندما حل ضيفا على مهرجان القاهرة السينمائي في إحدى دوراته، وعاد إلي بلاده حاملا ذكريات رائعه لاتزال مخزونه في ذاكرته، وبعد أن ساهمت فضائيات متخصصة في بث الأفلام الهندية في رواجها وصنع جمهور عريض لها أصبح متشوقا لمشاهدتها عبر صالات السينما.
كنت أتوقع أن يكون هناك تواجد قوي ومثمر لوزارة الثقافة وغرفة صناعة السينما، وجهات أخرى تهتم فعلا بفتح الباب أمام تصوير الأفلام الهندية في مصر وتدعوا له، أكثر من فكرة الترويج السياحي لأن الهنود لا يهوون السياحة الخارجية ولكنهم يأتون للبلاد العربية للعمل فقط، ولا يمثلون أي دخل تماما للسياحة ليس في مصر فقط ولكن في مختلف البلدان العربية.
وأعتقد انه لو حدث بالفعل وجاءت السينما الهندية للتصوير في مصر سنجد أفلاما مصرية هندية مشتركة وهناك بالفعل بعض المنتجين الهنود يسعون منذ سنوات للمشاركه المصرية، وأعلم أن السفير الهندي في القاهرة قد قام بعقد مؤتمر صحفي وتحدث عن تصوير أفلامهم هنا وهو شئ جيد، ولكن ما مدي استعدادتنا لذلك وكيف يمكن الإستفادة سينمائيا من تواجد أهم نجم هندي لدينا خلال الفترة المقبلة؟.
لقد تحولت بالفعل منطقة الشرق الأوسط إلى واحدة من أكثر الأماكن الجاذبة لصناعة السينما الهندية، فقد شهد مثلا عام 2013 وحده تصوير ما يزيد على 12 فيلما، من بين أشهر أفلام بوليوود، في الكثير من الأماكن وفي بعض الدول العربية، ونجحت دبي وأبوظبي ومسقط والمغرب واسطنبول في استقطاب أهمها، ويكفي معرفة أن فيلم مثل «Welcome Back» تم تصويره في الإمارات بمشاركة طاقم عمل كبير يزيد على 100 شخص لمدة 45 يوما على أقل تقدير، وجرى تصوير فيلم «جونداي»، وهو فيلم آخر من قائمة أشهر الأفلام التي أنتجتها بوليوود، في سلطنة عمان، وأن التكلفة التقديرية لتصوير فيلم «هابي نيو يير»، الذي قام ببطولته شاروخان، في دبي وصلت إلى 5 ملايين دولار أميركي، وأن أجزاء كثيرة من الفيلمين السابقين لسلمان خان، اللذين حققا نجاحا مدويا، وهما «تايجر» و«دابانغ» تم تصويرها في إسطنبول والمغرب ودبي.
وفي ضوء الوجود الهندي الكبير ومتابعة ذلك من قبل المعجبين بأفلامهم في المجتمعات العربية، تعد منطقة الشرق الأوسط سوقا حيوية لبوليوود، حتى من وجهة النظر الخاصة بالمشاهدين، وأن منتجي الأفلام يفضلون اختيار الأماكن ذات التكلفة الأقل، ولأننا نتميز بالإمكانيات الطبيعية التى تحتاج إليها أفلام السينما وهناك مناخ جغرافي في مصر يجذب أي سينما في العالم، فهناك الأثار والصحراء والأجواء غير العادية التى ربما لم تتوفر في دولة غير مصر، تبقى علامات الأستفهام مبهمة الإجابات حول عجزنا عن جلب أفلام للتصوير، وما تشكله من أرقام في اقتصادنا، وأيضا خير دعاية عن السياحة، تجعلنا نطالب بتغيير قوانينا واستراتيجيتنا ليكون بالفعل شعارنا هو «سينما الهند على ضفاف النيل».