القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
افتتحت مساء اليوم الدورة الـ 22 لمهرجان القاهرة الدولي لسينما وفنون الطفل، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والتي تستمر فعالياتها من 20 إلى 27 من شهر مارس الجاري، حيث يضم المهرجان هذا العام 213 فيلمًا لـ46 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وبدأت فعاليات افتتاح المهرجان بحفل غنائى ضخم، على نغمات عدد كبير من الأغنيات الوطنية وغيرها، إضافة إلى عدد من الرقصات الصعيدية والنوبية، التى قدمها مجموعات الأطفال، بجانب عروض السيرك والألعاب البهلوانية، وعرض لفرقة الفلوجا الفلسطينية، ولاقى الحفل إعجاب الحضور، وقاموا بتشجيع الأطفال بالصياح والتصفيق الحار لهم.
ثم ألقي د. محمد عفيفي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس المهرجان، كلمه قال فيها: «إن افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للسينما وفنون الطفل جاء متزامنًا مع المسرح العالمي لعيد الطفل ومناسبة عيد الأم».
وأوضح عفيفي معقبا، «أنه على الرغم من الضائقة المالية التي تمر بها مصر، إلا أن الشعوب لا تحيا بالخبز فقط وإنما بالثقافة والفن».
وأضاف قائلا: «كنا في مجلس الثقافة نفخر بأننا بنك العقول، والآن نستطيع أن نقول إننا أكبر بيت خبرة في تنظيم المؤتمرات الدولية والفعاليات الثقافية».
وفي افتتاحه لفعاليات المهرجان قال الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة المصري، إن أسعد لحظات حياته أن يرى كل هذه الوجوه الباسمة في افتتاح القاهرة الدولي لسينما وفنون الطفل، قائلا: «ما أحلاه من مساء! ».
وأضاف أنه يراهن على أفضل مستقبل لمصر بهؤلاء الأطفال، قائلا: «نحن دولة محبة للسلام، وأهنئكم بهذا المهرجان متمنيا لكم نجاحه، فمستقبلنا لن يتحقق إلا بكم، ونحن نسعى للاطلاع على تجارب الأطفال المشاركة من دول الخارج، وهذه الدورة تؤكد على قيم الحب والسلام والإبداع ليصبح المستقبل باقة أمل ونور لنبذ العنف والإرهاب والتطرف، ورسالة أطفال مصر، هي رسالة أطفال العالم وهي أننا نريد أن نعيش جميعا على كوكب الأرض في سلام وأمان وطمأنينة».
وشهد حفل الافتتاح تكريم باقة كبيرة من الشخصيات التي أثرت الساحة الفنية وهم: الفنان محمد صبحي، المخرج إسماعيل عثمان، ماجدة موسى، سارة العصفور، الأديب محمد المنسي قنديل، عبد التواب يوسف. وذلك إضافة إلى عفاف طباله، والموسيقار هاني شنودة، والمايسترو سليم سحاب، والشاعر والمخرج شوقى حجاب، والمخرج الجنوب إفريقي فيس اسياكبير، وشيري عادل، هاني شنودة، سليم سحاب، ياسمين عبد العزيز، وهاني شاكر.
وطلب النجم الكبير محمد صبحي الكلمة تعقيبا على تكريمه، ضمن مجموعة المكرمين، حيث بدأ كلمته قائلا: «أبنائي..أعزائي.. فلذات أكبادي»، ثم أضاف صبحي، معربًا عن سعادته بحفل الافتتاح، واصفًا إياه بعدم وجود غبار عليه، وقال: «عندما تختفي ابتسامة الطفل وبراءته فاعلموا أن هناك من يسرق أحلامهم».
واستكمل صبحي: «إذا كنا نخشي الاستنساخ الحقيقي فهو قادم، فالفنان المنحل يستطيع أن يستنسخ آلاف الأطفال على شاكلته، وكذلك المعلم غير الصالح، فهؤلاء الأطفال يحتاجون القدوة في كل شىء».
ومن الجدير بالذكر أن الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة الدولي لسينما وفنون الطفل تعود بعد غياب ثلاث سنوات، وتشهد تغيرا كبيرا على مستويات مختلفة في الفنون المقدمة للأطفال أو التطور التكنولوجي الذي أصبح سمة العصر الحالي، وأيضا في اختيار قضايا جادة يبدو تناولها بعيدا عن عموم الأطفال.
ولأول مرة يخاطب المهرجان الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يشاركون في عروض حفل الافتتاح، وفي عدد من الفعاليات، وهي خطوة غير مسبوقة في عمر المهرجان خصوصا مع اختياره الفيلم الفرنسي «بكل قوتنا»، الذي يحكي عن واحدة من القصص المؤثرة لهؤلاء، حيث الطفل «جوليان» الذي يعيش على كرسي متحرك ويدخل في سباق الرجل الحديدي مع والده الذي ينبذه، ليبدأ هذا الأخير في تغيير وجهة نظره نحو ابنه.
ومن بين التطور التكنولوجي الذي أدخله المهرجان في دورته الجديدة، نزول برنامج «أبليكشن» خاص بالموبايلات محمّلا عليه جميع البرامج والنداوات بأكثر من لغة، في خطوة تؤكد مواكبة الحدث لتطوّر الأجيال الحالية من الأطفال، وتزيد من فرص التسويق والترويج للمهرجان ونسب المشاركة، وتعريف الشعوب الأخرى به.
