بلاتوهات

بتقنية الصور المتحركة.. تعرف على نجمة العمل الأميركي المأخوذ عنه فيلم «يوم من عمري»

 «سينماتوغراف» ـ  محمود درويش

إذا كان فيلم «يوم من عمرى» الذى لعب بطولته عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت وأخرجه عاطف سالم قد حقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً ولا يزال يكتسب جمهوراً جديداً مع كل عرض له، فإنه قد استمد نجاحه من نجاح الفيلم الأمريكى المأخوذ عنه «أجازة فى روما» الذى منح بطلته الجميلة أودرى هيبورن جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في ثاني فيلم تقدمه للسينما عام 1953، والتي حلت في المرتبة الثالثة لأفضل ممثلات السينما الأمريكية على الإطلاق عبر 100 عام بعد كاثرين هيبورن وبيتي ديفيس وذلك ضمن استطلاع  معهد الفيلم الأمريكي.

ولدت أودري كاثرين هيبّورن راستن في 4 مايو 1929 في بروكسل عاصمة بلجيكا، وكانت وحيدة أبويها المصرفي الإيرلندي «جوزيف فيكتور»، والهولندية الأرستقراطية، البارونة السابقة «إيلا فان هيميسترا»، وفارق الأب الذي كانت تربطه بأودري علاقة وطيدة، وهي لا تزال شابة في مقتبل العمر، فاختارت الحياة مع أمها في هولندا.

كانت قد التحقت في سن السادسة بمدرسة داخلية في بريطانيا ولظروف الحرب العالمية الثانية تم نقلها لهولندا لإكمال دراستها، وبعد النجاة من ظروف الحرب القاسية عادت مرة أخرى إلى بريطانيا وبالتحديد إلى لندن في عام 1948 لإكمال دروس الباليه التي ابتدأتها في هولندا. وقضت أودري هيبّورن، العقود الثلاثة الأخيرة من حياتها في قرية بضواحي لوزان بسويسرا.

أول أدوارها كان دوراً صغيراً في فيلم هولندي حمل عنوان «تعلم الهولندية في سبعة دروس» عام 1948. سافرت بعد ذلك الي أمريكا لأداء دور مسرحي في برودواي الأمر الذي لفت إليها الانظار.

ولكن كيف وصلت أودرى هيبورن الى بطولة فيلم «أجازة فى روما» هذا الدور الذي قدمها للعالم، وقد كان الفضل فيه للمصور الذي لم يوقف الكاميرا عندما طلب منه المخرج ويليام وايلدروقف التصوير أثناء اختبار الأداء، فتصرف هيبورن دون تصوير رسمي هو ما جعل المخرج يختارها للقيام بهذا الدور.

ويعد «أجازة في روما ـ Roman Holiday» فيلم رومانسي كوميدي، وقد تم وضع اسم جون دايتون كمؤلف للقصة، ليتمكن أصحاب الفيلم من إنتاجه، خصوصا وأن الكاتبين الأصليين للفيلم دالتون ترمبو وأيان ماك ليلان هانتر كانا قد وضعا على «قائمة هوليوود السوداء»، والتي ظهرت في خمسينيات القرن الماضي بأمريكا مع المكارثية لكل من يشك بتوجهاته الشيوعية.

 أما اسم ترمبو الذي ظهر على شرائط الدي في دي فيما بعد، فتمت إضافته رقميا في سبعينيات القرن الماضي، ويتناول الفيلم فى اطار رومانسى قصة الأميرة آن «أودري هيبورن»، التي تقوم بجولة في العواصم الأوربية. تصل الأميرة إلى روما، كما هو مخطط لها، وبينما تستمع لجدول نشاطاتها في الغد، تنهار وتصاب بنوبة هيستيرية جراء الإرهاق الذي أصابها في هذه الجولة، ولأن الأميرة يجب أن تكون على يرام في الغد، فقد اضطر معاونوها لحقنها بحقنة مهدئة. الأميرة التي تهدأ مدعية أنها تستسلم للنوم، هربت من غرفتها لتجد نفسها تدور في شوارع روما ليلا، لكن المخدر الذي بدأ يأخذ مفعوله هو ما جعلها تلتقي بالصحفي الأمريكي جو «غريغوري بيك»، وتدعى أنها فتاة عادية «آنيا سميث» ويقلها الصحفى معه في سيارة أجرة، لأنه ليس معها مال، وتقضي الأميرة ليلتها بشقة الصحفي الذي لايعلم أن الأميرة هي تلك الفتاة الثملة المزعجة.

 وفي صباح اليوم التالي طلب منه رئيس المكتب بأن يحضر المؤتمر الصحفي الذي ستقيمه الأميرة، ويتعرف على صورتها لأول مرة ليكتشف أن من تقيم معه هى الأميرة، يعود جو لشقته، وتكون فرصته ليكتب تقرير العمر بشأن الأميرة الهاربة. لذا يتخلى عن أسلوبه غير المهذب، والذي استخدمه الليلة السابقة. ويمنحها بعض المال رغم شح موارده، ثم يتصل بصديقه المصور أرفينج رودوفيتش «إيدي»، ليحضر كل أنواع الكاميرات، ليتمكنا من تصوير الأميرة بكل وضعية ممكنة دون أن تشعر.

يعود جو ليقابل الأميرة على الدرج الإسباني، بطريقة مفتعلة، ليتمكن من مرافقتها في تجوالها حول المدينة، تستعرض الكاميرا فى تفوق مثير معالم روما الجميلة حين يذهبا للكولوسيوم، ويدورا سوية حول المدينة، وحتى يضطرا للكذب على المرور، بعد أن أرادت الأميرة آن أن تجرب قيادة الفيسبا التي اشتهرت بها العاصمة الإيطالية، كما ألقت بالعملة المعدنية لجلب الحظ في نافورة تريفي الشهيرة، أداء أودرى، وبراءة وجهها كانا أحد أهم عناصر نجاح الفيلم الذى كتب شهادة ميلادها كبطلة سينمائية.

أعتقد كثيرون أن هذا الفيلم يرمى الى العائلة البريطانية المالكة خاصة أنه في تلك الفترة كانت تجمع الأميرة مارجريت شقيقة الملكة إليزبيث علاقة بصحفي أمريكي، وقد تم تصوير الفيلم في مدينة روما وإستديوهات شينشيتا الشهيرة في العاصمة الإيطالية، ويعتبر هذا الفيلم من أوائل الأفلام الأمريكية التي تم تصويرها خارج أمريكا وتم تصويره بتقنية الأبيض والأسود رغم أن الألوان كانت قد ظهرت، إلا أن المخرج وايلر فضل الأسود والأبيض.

قدم غريغوري بيك دور الصحفي «جو برادلي» بكفاءة كبيرة، وقد عرض الدور على كاري غرانت إلا أنه رفض متعذرا بأنه أكبر من أن يكون حبيبا لهيبورن، لكن البعض رأى أن رفضه كان بسبب أن دور هيبورن هو الدور الرئيسى.

الاجماع الكبير الذى حققه الفيلم، جعل كل من أودري هيبورن وغريغوري بيك، يوافقان على القيام بجزء ثان للفيلم، وخططا لأن يجتمعا فيه مرة أخرى، لكن المشروع لم يتم.

وقد فاز الفيلم بجوائز عديدة الى جانب جوائز البطلة وهى جائزة الأوسكار لأفضل أزياء أسود- أبيض «لإديث هيد»، جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو، وجائزة دليل الكتاب الأمريكيين لأفضل كوميديا أمريكية، كما رشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو وديكور ومونتاج، وفي عام 1999 أختارته مكتبة الكونغرس ضمن التراث الوطني للبلاد، لكنه يظل من أفضل وأجمل الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية.

ومع المخرج نفسه قدمت أودري هيبورن فيلمها الثاني «سابرينا» أمام النجمين ويليام هولدن وهمفري بوغارت وترشحت للمرة الثانية لأوسكار أفضل ممثلة، ثم توالت أفلامها بعد ذلك لتقدم عام 1956 فيلم «الحرب والسلام»، وعام 1957 فيلم «الوجه المرح» مع فريد أستير وفيلم «قصة راهبة» عام 1959، وفي عام 1961 ترشحت أودري هيبورن مرة أخرى لأوسكار أفضل ممثلة وقد عزز هذا الفيلم من مكانتها السينمائية. وفي نفس العام، أيضا تقدم وللمرة الثالثة مع المخرج ويليام وايلدر فيلما حمل عنوان «ساعة الأطفال» وفيلم مهم آخر عام 1963 حمل عنوان «الأحجية» مع النجم كاري غرانت، وفيلمها الغنائي «سيدتي الجميلة» 1964 مع ريكس هاريسون و«كيف تسرق مليونا» عام 1965 مع بيتر أوتول، و«اثنان على الطريق» مع ألبرت فيني  1967 والفيلم الشهير «انتظر حتي الظلام» 1967 والذي ترشحت من خلاله وللمرة الخامسة لأوسكار أفضل ممثة.

وقد رحلت أودري هيبورن في 20 يناير 1993، وبقيت أفلامها الجميلة وفى مقدمتها «أجازة فى روما».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى