بسبب مصاعب التمويل موجة جديدة على سينما هونغ كونغ
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
يواجه السينمائيون في هونغ كونغ معضلة تخيرهم بين تصوير الأفلام التي يخرجونها محليا بموارد محدودة أو التعاون مع الشركات الصينية التي تفتح لهم أبوابها لكن بشروطها الخاصة.
ويخشى عدد متزايد من سكان هونغ هونغ من ان الصين تعزز سطوتها على المستعمرة البريطانية السابقة. لكن رغم الضغوط التجارية والسياسية، تختار مجموعة من المخرجين انجاز اعمال معدة محليا مخلفين موجة جديدة على السينما في هونغ كونغ.
وكانت هونغ كونغ تنتج في ما مضى ما لا يقل عن 200 فيلم في السنة من “انتر ذي دراغون” لبروس لي العام 1973 الى “إن ذي مود فور لوف” لوونغ كار-واي العام الفين مرورا بمجموعة كبيرة من الافلام البوليسية والتشويق.
الا انه في العقد الاخير تراجع الانتاج المحلي وبات حوالى 12 فيلما ينجز في هونغ كونغ سنويا.
واحد عوامل هذا التراجع هو الازدهار الكبير للقطاع السينمائي الصيني بمشاركة مخرجين ذي خبرة واخرين مبتدئين فضلا عن اموال طائلة وفرص كبيرة.
الا ان البعض يعتبر ان ثمة ميلا معاكسا الان اذ ان الرغبة في المحافظة على حرية التعبير باتت اكبر من اغراءات الاموال من بر الصين الرئيسي.
ويوضح المخرج ديريك شيو من هونغ كونغ البالغ 54 عاما الذي انجز افلاما عدة وعمل في الصين ايضا “مع الافلام الجديدة بات الجميع يسأل: (هل يمكن للفيلم ان يعرض في الصين؟ هل يمكن الحصول على تمويل مشترك في الصين؟)”.
ويقول انه يواجه صعوبة في الحصول على تمويل لفيلمه المقبل “تشونغ ينغ ستريت” الذي يتناول اعمال الشغب ضد الحكم الاستعماري البريطاني ويهتم للحركة المؤيدة للديموقراطية راهنا.
ويروي ان الهيئات العامة في هونغ كونغ والصين رفضت طلباته للحصول على مساعدة. وانسحب مستثمر خاص من المشروع ايضا خشية على اعماله في الصين.
ويتابع المخرج قائلا “في حال انجزت (تشونغ يينغ ستريت) ربما لن اتمكن من العمل في الصين بعد ذلك. الا انني لن اتراجع. احتاج ان اتحكم بالجانب الابداعي والى الحرية ولا يمكن للصين ان تمنحني ذلك”.
ويتجه البعض الى التمويل التشاركي للمحافظة على استقلاليتهم.
وجمع كريستوفر دويل مدير التصوير الاسترالي الشهير المقيم منذ فترة طويلة في هونغ كونغ اكثر من مئة الف يورو بفضل منصة “كيكستارتر” لتمويل مشروعه الاخير الحساس.
ويستند عمله الاخير وهو بعنوان “هونغ كونغ تريلودجي: بريسكولد، بريوكيبايد، بريبوستيروس” الذي صدر العام 2015 الى لقاءات اجراها مع ثلاثة اجيال من سكان هونغ كونغ. وكرس جزء من الفيلم للحركة المؤيدة للديموقراطية التي شلت احياء كاملة في خريف العام 2014.
ويقول لوكالة فرانس برس ان “هامش حرية التعبير ضيق في الصين لذا نصور الافلام التاريخية وافلام الحركة فيها وليس الافلام ذات الطابع الاجتماعي”.
ويضيف قائلا “اما في هونغ كونغ فعلينا ان نعمل ضمن ميزانيات صغيرة وعلينا الاهتمام بالحريات القليلة التي لا تزال متاحة لنا”.
هذا التيار الذي يختار الحرية على التمويل الصيني “برز سريعا جدا” وهو التغيير الرئيسي في اوساط السينما في هونغ كونغ على ما يؤكد.
والدليل على ذلك نجاح فيلم “تن ييرز” في اوساط الجمهور والنقاد وهو فيلم تشويق يضع تصورا لهونغ كونغ في العام 2025.
ويعتبر اندرو شوي احد منتجي الفيلم “بسبب الوضعين الاجتماعي والسياسي في هونغ كونغ بات المخرجون يهتمون اكثر للمواضيع المحلية”. وهو يرى ان الجيل الجديد من السينمائيين الثلاثينيين بدأ يجمع خبرة ويحقق شهرة.
ويرى بعض مخرجي هذا الجيل الجديد ان التركيز على هونغ كونغ طريقة افضل للتأثير بالجمهور.
ويقول كروسبي ييب (24 عاما) خلال تصوير فيلمه الاول “اديري اوف فيرست لوف” وهو من النوع الكوميدي الرومنسي “افضل العمل بموارد محدودة حول ما اعرفه جيدا. فالنتيجة ستكون افضل واكثر واقعية ان انجزت افلاما حول المدينة التي ترعرت فيها”.
ورغم وجود هذه الطاقات الجديدة ستواجه هونغ كونغ صعوبات في استعادة مجدها السينمائي الفائت مع تعاظم قوة الصين والمنافسة العالمية.