بعد ترجمته للفرنسية والهولندية .. مهرجان أسوان يناقش تقريره الرابع لصورة المرأة في السينما العربية
أسوان ـ «سينماتوغراف»
عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة “صورة المرأة في السينما العربية”، وقام بإدارة الندوة السيناريست محمد عبد الخالق، بحضور الدكتورة عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان، والناقدة والكاتبة الصحفية انتصار دردير، وعبد اللطيف العصادي مؤسس ومدير المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، والناقد روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي.
وقال السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان: الكتاب بدأت فكرته منذ 4 أعوام، وهناك أمور نختلف ونعترض عليها، فهل تم تقديم المرأة بصورة حقيقية أم مزيفة في السينما، واليوم نعرض تقرير صورة المرأة في السينما العربية بمشاركة أكثر من 15 ناقداً وناقدة من مصر والوطن العربي، وحرصنا علي أن يكون من يكتب التقرير من نفس الدولة حتي تكون الصورة موضوعية وبعيدة عن أي أغراض.
وقالت الدكتورة عزة كامل: الفكرة ولدت منذ أربع أعوام لأننا نهتم بصورة المرأة في السينما، وبدأ الأمر بالسينما المصرية وامتد بعد ذلك للسينما العربية، وفي البداية وجدنا صعوبة في الحصول علي مصادر للمعلومات تعكس الصراع الذي تتعرض له المرأة في السينما ونجحنا في ذلك وخرجت التقارير بأفضل صورة، وللعام الرابع نهتم بإصدار التقرير، فقضايا المرأة واحدة ومازالت صورة المرأة في السينما ليست بأفضل حال .
وقالت الكاتبة الصحفية والناقدة انتصار دردير المسؤوله عن تقرير صورة المرأة في السينما العربية : يجب أن أشكر مهرجان أسوان وإدارته علي تقرير صورة المرأة في السينما العربية، وقد خاض المهرجان رحله مدتها 4 سنوات عبر 17 دولة عربية لتوثيق صورة المرأة في السينما، خاصة أن هناك بعض الدول ظروفها السياسية والاقتصادية أثرت علي السينما مثل اليمن، وأدخلنا افلام المنصات التي لم تعرض سينمائياً وأفلام قصيرة من كل دولة، وكل ناقد يكتب عن بلاده لذلك هناك عنصر الموضوعية والمصداقية في ما يقدم، وأشارت إلى أن هذا هو الإصدار الرابع لصورة المرأة في السينما العربية، ولكن هناك أحداثاً جديدة وقضايا جديدة، وهناك رصد لأفلام جديدة وقضايا مهمة تناولتها تلك الأفلام .
وأضافت: أحياناً تكون التقارير بها قصور، ولذلك نتواصل مع نقاد كل دولة لمعالجة هذا القصور في كل دولة علي حدة، وبشكل عام يجمع التقرير علي أن هناك تجاهل للمرأة وقضاياها والتعامل مع همومها بشكل هامشي أو تجاري، ونجحنا في إلقاء حجر في الماء الراكد لنبرز صورة المرأة في السينما كل عام، وهذا هو العام الرابع الذي نقدم فيه تقرير صورة المرأة.
وقدم عبد اللطيف العصادي مدير مهرجان سلا لأفلام المرأة بالمغرب، الشكر لأهل أسوان قائلًا: أوجه شكر وتحية مدينة سلا خاصة واننا نشبههم في الطباع فهم أهل كرم واحترام وأشكر إدارة المهرجان علي استقبالها لنا وحرص علي الحضور معنا عمدة مدينة سلا .
وأشار إلى أن التقرير يبرز صورة المرأة في السينما العربية رغم قلة الأعمال التي تناقش قضايا المرأة وهمومها، فمن بين كل 20 فيلماً تجد واحد أو اثنين فقط يهتم بها، وتقرير صورة المرأة له فائدة كبيرة لأنه يوضح الخلل، فالمرأة يجب أن تعبر عن ذاتها وهمومها من خلال الافلام، وأكد أن الثقافة والفن من الجسور الأساسية لتقريب وجهات النظر بين الشعوب وزرع بذور التواصل والنقاش، فالدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع ينعكس على صورتها في السينما، وهذه الصورة انعكست داخل الفنون
وقال العصادي : يجب أن ناخذ في الاعتبار وجود منافس قوي هم الأفارقة، لديهم تطور كبير في صناعة السينما، الأفريقيات أصبحن يكتسحن الوثائقي بصفة خاصة، ويجب النظر للمرأة في الوطن العربي لأنها قيمة كبيرة يجب دعمها ومساندتها، وقدم التحية للقائمين على المهرجان لدعم الشابات في أسوان، وأوجه رسالة لهؤلاء الشابات: عليكن الاهتمام بالسينما والانتاج السينمائي والتعبير عن الافكار بداخلكن من خلال صورة يمكن أن تعبر عما بداخلكن .
وقال محمد عبد الخالق، من الأفلام القصيرة التي أنتجتها ورش المهرجان فيلم عن قبيلة العبابدة أخرجته فتاة من أسوان، وجدت فيه معلومات جديدة، ولقى نجاحاً كبيراً، وفيلم عن أهلها قدمته ونجحت في أن تنقل وطنها الصغير الى وطنها الكبير. فمعرفتنا محدودة عن الجنوب، فقد استطاعت الشابات المشاركات في الورش أن يقدمن أفلاما قصيرة ينقلن بها عوالم كبيرة .
وأشار إلى المبادرة التي قدمها مهرجان سلا لأفلام المرأة المبادرة وحركت المياه الراكدة، وتتمثل هذه المبادرة في ترجمة التقرير لأكثر من لغة، فقد قام مهرجان سلا بترجمته إلى الفرنسية، ما لفت انتباهنا الى اهمية نقل التقرير لمساحة اوسع من العربية الى العالمية، وحين سمع الصديق العزيز روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي بالتقرير، قال إنه يمكن أن يفعل ذلك أيضاً وبالفعل استطاع ترجمته الى الهولندية .
وقال روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي، إن نظرة الغرب للعالم العربي وكيف يتم التعامل مع العالم الثالث بالنظرة الاستعمارية التي تم تشكيلها خلال آخر 100 سنة، فأغلبية الصورة تكون عن اضطهاد المرأة أو التشدد الديني او الفقر، فهذه مواضيع يريدون التركيز عليها، وللأسف كثير من الأفلام انتاج مشترك أو التي تحصل علي دعم أوربي تضع المواضيع التي يريدون انتاجها كأولوية، لأنهم يريدون من خلالها تثبيت صورة ذهنية معينة، الصورة الموجودة عن المرأة العربية او المرأة في العالم الاسلامي، ومن يقدم صورة مختلفة يرفضونه، هذا ما أتمنى أن يتغير في المستقبل، نتمنى ان تكون الافلام بدون تدخل خارجي، تأتي كمشاركة في الانتاج او دعم من جهة، الدعم المادي يجلب معه تغييرات أثناء تصوير الفيلم، ويمكننا أن نتساءل : ما هي الافلام العربية التي تعرض في كان، كفر ناحوم مثلاً فيلم رائع لكن الصورة التي يقدمها عن المجتمع اللبناني هي الصورة التي يريدون تصديرها، الفقر الاضطهاد، الصورة النمطية الموجودة عن الدول العربية سلبية سواء عن لبنان أو مصر أو المغرب أو غيرها، المرأة بلا حقوق ومضطهدة ومقهورة، فصورة المرأة العربية فيها شئ خاطئ، ونريد تغيير هذه الصورة .
وقال محمد عبد الخالق : من ضمن عوامل اختيارنا لأسوان لتكون مقراً لمهرجان أفلام المرأة قوة شخصية المرأة في أسوان، لا تتشابه بالنمط المجتمعي لباقي محافظات الصعيد وكذلك في المدن لا توجد تلك الشخصية القوية الموجودة لدى المراة في أسوان إلا فيما ندر والكتاب الذي صدر في أسوان ثم في سلا وروتردام، هدفنا ان نعمل بكل قوتنا وطاقتنا لتقديم الصورة الكاملة لشكل المرأة في السينما العربية، وأشكر الجهة التي أنقذت هذا التقرير العامين الماضيين، لأننا كنا نصنعه بإمكانيات محدودة زاد على ذلك الأزمة الاقتصادية. لذلك أشكر هيئة بلان انترناشيونال ايجبت على دعمهم لخروج هذا التقرير إلى النور ليصبح في المكتبات.
وقالت د. عزة كامل : ليست المشكلة في تقديم كل مشاكل المرأة لكن المشكلة ان نقدمها دائما كضحية، يوجد تحدي ومقاومة ونماذج كثيرة تظهر مدعاة للفخر، لكن قبل سنوات لم يكن هناك هذا الحشد من النساء من أهالي اسوان في ندوة عن السينما .
وقالت انتصار دردير إنه كانت هناك اتهامات ليوسف شاهين انه يقدم الصورة التي يريدها الغرب عن المرأة، يجب أن يكون هناك انتاج عربي مشترك يدعم أفلام المرأة، هل هي مسألة حكومات، السينما قائمة على الانتاج الخاص بشكل كبير، هذا يرصده التقرير وترصده مشاركات الأفلام المصرية في المهرجانات المختلفة.
وقدمت سيدات أسوان اللاتي حضرن الندوة مداخلات تطالب بتقديم صورة المراة في السينما بالشكل الصحيح، فلم تعد المراة الصعيدية أو الأسوانية هي التي ترتدي ملابس بكار أو ترتدي الجرجار، نعم هناك من يرتدي الجرجار فهو زي تراثي نعتز به لكن يكون هذا نادرا وفي الاحتفالات فقط ، كما أشارت إحدى السيدات إلى ضرورة إلقاء الضوء على المرأة في المجتمع الأسواني في القبائل المختلفة ، مثل قبيلة العبابدة .
وأشار حسن أبو العلا مدير المهرجان إلى مبادرة مهمة أطلقها مهرجان سلا يتعلق بتقرير صورة المرأة في السينما العربية، حيث سيتم استضافة أحد النقاد المشاركين في التقرير في مهرجان سلا ليقدم رؤيته عن صورة المرأة في السينما العربية .