بعد صفعة الأوسكار الشهيرة.. ويل سميث يعود بفيلم عن العبودية
«سينماتوغراف» ـ متابعات
عقدت شركة “آبل” (Apple) العرض الخاص بفيلم ويل سميث وأنطوان فوكوا القادم بعنوان “تحرير” (Emancipation) في العاصمة الأميركية واشنطن.
ورغم أن مصير المشروع مبهم نتيجة صفعة ويل سميث الشهيرة لزميله مقدم حفل “الأوسكار” (Oscar)، كريس روك، فيبدو من العرض أن آبل تتطلع إلى إطلاق العمل عبر منصاتها.
وجاء العرض الخاص ليكون أول ظهور رسمي كبير لويل سميث بعد فوزه بجائزة الأوسكار هذا العام، فهل يكون بداية عودة مرتقبة للنجم، أم مجرد طلقة اختبار؟
بعد فوز الممثل أو الممثلة بجائزة الأوسكار، تكون الأيام التي تلي ذلك الأكثر ازدهارًا في مسيرته، حيث تتوالى عليه عروض الأفلام المهمة، ويزيد أجره بالطبع، وتسلط عليه المزيد من الأضواء، لكن ويل سميث الفائز بأوسكار أفضل ممثل في دور رئيسي عن فيلم “الملك ريتشارد” (King Richard) العام الماضي حدث له العكس تمامًا. بطريقة في منتهى الدرامية، فاز بكل شيء وخسر كل شيء في ليلة واحدة.
في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2022، اعتلى سميث خشبة المسرح وفاجأ العالم عندما صفع المقدم كريس روك، الذي سخر من زوجة سميث، جادا بينكيت سميث. منذ ذلك الحين، استقال سميث من الأكاديمية، وتم تعليق بعض مشاريعه، واعتذر لروك، وعائلة روك، وزملائه الحائزين على جائزة الأوسكار وغيرهم.
وفي ما يبدو، يأتي عنوان فيلمه الجديد “تحرير” تعبيراً عن أمنية النجم وشركة الإنتاج أن يجلب له تحررًا من السمعة السيئة التي يبدو أنها لن تفارقه قريبًا.
وتبع العرض الخاص مناقشة حول الفيلم مع المخرج فوكوا والنجم ويل سميث، أدارتها المعلقة السياسية والثقافية أنجيلا راي، وخلالها قال سميث، “طوال مسيرتي المهنية، رفضت العديد من الأفلام التي كانت تدور حول العبودية”، وأضاف “لم أرغب أبدًا في إظهارنا (ذوي الأصول الأفريقية) بهذه الهيئة، ثم جاء هذا الفيلم، وهو ليس فيلما عن العبودية، هذا فيلم عن الحرية، والمرونة، والإيمان”.
وأوضح سميث رؤيته للفيلم قائلاً، هذا فيلم عن قلب رجل، وما يمكن تسميته “التريند” الأول، فقد كانت الكاميرا وقت أحداث الفيلم ما زالت اختراعًا حديثًا، وانتشرت صورة “بيتر” المجلود حول العالم، وأصبحت صرخة ضد العبودية، هذه القصة ازدهرت في قلبي، وأردت أن أكون قادرًا على إيصالها بطريقة لا يستطيع أن يقدمها إلا أنطوان فوكوا.
يستند فيلم “تحرير” إلى قصة حقيقية، وتدور أحداثه حول “بيتر” الذي يهرب من المزرعة المستعبد بها بحثًا عن عائلته، ويتفوق على الصيادين الذين يتبعونه، وينجو من مستنقعات ولاية لويزيانا بالولايات المتحدة، وينضم في النهاية لجيش الاتحاد.
في أثناء الفحص الطبي، يتم تصوير ظهره العاري الممتلئ بالندوب من الجَلد المميت نتيجة التعذيب على يد مشرف مزرعته. ثم تنشر إحدى الصحف الصورة، فتنتشر بشكل واسع وتثبت قسوة ووحشية العبودية في الولايات المتحدة.
وأقامت شركة آبل العرض، ودعت مجموعة من أعضاء المجتمع الذين يمثلون المجموعات الحقوقية التي تضمنت “تجمع السود في الكونغرس وجامعات السود، والأخويات والجمعيات النسائية من السود، والتحالف الوطني حول المشاركة المدنية للسود وغيرهم من قادة التأثير الاجتماعي”.
قام فوكوا بإخراج فيلم “تحرير” والمشاركة في إنتاجه، والفيلم من سيناريو وتأليف ويليام إن كولاج. وشارك في الإنتاج كذلك كل من ويل سميث وجون مون، وحاز العمل على اهتمام كبير منذ أن فازت شركة آبل بحقوقه في مزاد، ويعد أحد الأفلام المرشحة للمنافسة في موسم الجوائز القادم.
كانت الخطة هي إطلاق العمل هذا الخريف، لكن بعد أن تأثرت سمعة سميث بصفعه لكريس روك على خشبة المسرح، تم تأجيل العرض السينمائي إلى الثاني من ديسمبر المقبل، يليه إصداره في التاسع من ديسمبر المقبل على موقع بث “آبل تي في بلس” (+Apple TV).
وجاء قرار العرض العام للفيلم بعد القبول الذي حظي به من مشاهديه، ورأي فريق الإنتاج أن الاستجابة “إيجابية للغاية”، إذ حظي أداء سميث على وجه الخصوص بثناء كبير. وقال المشاهدون -الذين سئلوا بعد العرض عن رأيهم- إنهم لم يسمحوا لتصرفات سميث في حفل توزيع جوائز الأوسكار بالتأثير على تجربتهم في مشاهدة الفيلم.
واختفى ويل سميث إلى حد كبير عن الأنظار بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار، لكن يوليو الماضي، نشر مقطع فيديو على قناته على “يوتيوب” (YouTube) قال فيه إنه “يشعر بالندم الشديد” على سلوكه واعتذر مباشرة للسيد روك وعائلته، وتمت مشاهدة هذا الفيديو أكثر من 3.8 ملايين مرة منذ نشره يوم 29 يوليو الماضي.
ومع تحديد موعد عرض الفيلم وتأهله للأوسكار، فإن ويل سميث يخوض مخاطرة كبيرة، قد تنقذ مسيرته التمثيلية، أو تنهيها تمامًا.