بورترية | عبد اللطيف عبد الحميد.. مخرج سوري نظر إلى الريف بعين السينما
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
ما إن ينتهي عبد اللطيف عبد الحميد من إخراج أحد أفلامه حتى يذيع صيت الفيلم قبل بثه ليشهد إقبالاً جماهيرياً منقطع النظير فهو استطاع بفكره الإخراجي وضع بصمة متفردة لكل عمل من أعماله واتسمت أفلامه بالبساطة والقرب من الواقع واستطاع من خلالها أن يزيد من ألق السينما السورية.
عبد الحميد المخرج السينمائي ولد عام 1954 ودرس السينما في المعهد العالي للسينما في موسكو ليتخرج منه عام 1981 وينجز أثناء دراسته في المعهد ثلاثة افلام وهي (تصبحون على خير ودرس قديم ورأساً على عقب) وبعد عودته إلى دمشق أنجز للمؤسسة العامة للسينما فيلمين تسجيليين هما (أمنيات وأيدينا).
فهو صاحب موهبة الدمج بين الكوميديا والتراجيديا في آن معاً حيث كانت بيئة الريف السوري خصوصا سمة للعديد من أفلامه السينمائية وحتى حين ينتقل بكاميرته للمدينة يظل يبحث عن آثار ريفية لتطعيم عمله بالهوية المتفرد بها.
وعمل عبد الحميد في المؤسسة العامة للسينما وأنتج معظم افلامه من خلالها حيث شهد النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين انعطافة حادة في مسيرة السينما السورية بعد فترة من الركود تمثلت بالأفلام الجماهيرية التي أخرجها عبد اللطيف عبد الحميد حيث كانت البداية بفيلم (ليالي ابن آوى) ومن ثم فيلم (رسائل شفهية) في مطلع التسعينيات.
كما عمل عبد الحميد مخرجاً مساعداً في فيلم (أحلام المدينة) عام 1983 وعام 1987 أدى الشخصية الرئيسة في فيلم (نجوم النهار) ليحصد أولى ثمرات تعبه بنيل فيلمه (ليالي ابن آوى) جوائز سيف دمشق الذهبي والزيتونة الذهبية في مهرجان حوض المتوسط في كورسيكا والجائزة الذهبية من مهرجان الفيلم الأول الدولي في انوناي بفرنسا عام 1990 بالإضافة لجائزة أفضل ممثل للفنان (أسعد فضة) تلتها الجائزة البرونزية في مهرجان فالنسيا لدول المتوسط 1992 في إسبانيا وجائزة الجمهور الشاب في مهرجان مونبلييه بفرنسا لفيلمه (رسائل شفهية).
ولعبد الحميد العديد من الأفلام الطويلة الأخرى ذات الطابع الريفي كفيلم (قمران وزيتونة) الحاصل على الجائزة الفضية في مهرجان دمشق السينمائي عام 2001 و فيلم (ما يطلبه المستمعون) عام 2003.
ولم تمنع الحرب عبد الحميد من كتابة وإخراج العديد من الأفلام التي أسقطت الحرب ضمن نطاق السينما بصور متعددة حيث تطرق لعوائدها السلبية على المجتمع السوري عامة ومنها فيلمه (أنا وأبي وأمي وأنت) عام 2016 وفيلم (طريق النحل) عام 2017 وفيلم (عزف منفرد) عام 2018 ليعود من باب فيلمه الروائي الجديد (الطريق) إلى عوالم الريف البسيط.
والجدير ذكره أن عبد اللطيف عبد الحميد كان المؤلف لمعظم سيناريوهات الأفلام التي أخرجها.