أحداث و تقارير

تعرف على «الساموراي السبعة» مصدر الإلهام للعديد من الأفلام

 

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

في تاريخ السينما، كان ولا يزال الفيلم الياباني الشهير «The Seven Samurai» أو «الساموراي السبعة» أو «七人の侍» باليابانية، وتنطق هكذا «شيتشينين نو ساموراي» والمنتج عام 1954، مصدر إلهام للعديد من السينمائيين حول العالم لإنتاج نسخ محلية اقتباسا من هذا الفيلم المليء بالشجاعة وعلاقات الصداقة الحقيقة وإعلاء قيم العدل في وجه الظلم والطغيان.

وقد ظهرت عدة أفلام بلغات مختلفة، حتى العربية، تحمل اسم «The Magnificent Seven» أي «الرائعون السبعة» أو «العظماء السبعة». ففي السينما الأمريكية ظهر الفيلم المقتبس من الفيلم الياباني تحت إسم «The Magnificent Seven» عام 1960.

وها هي السينما الأمريكية تقدم النسخة الثانية من نفس الفيلم وبنفس الاسم، لكن بممثلين جدد، بالطبع. فقد كشفت شركة «سوني» أنها ستطرح في صالات السينما الأميريكية يوم 23  سبتمبر المقبل هذه النسخة الجديدة من بطولة دينزل واشنطون وكريس برات وهالاي بينيت ومات بومار وفينى جونس، ومن إخراج أنطوني فوكوا. وقد ظهر «واشنطن» خلال التريلير والصور التي وزعتها شركة “سوني بملابسس الشخصية وبشارب كثيف، حيث يجسد شخصية الصياد «سام» الذي يستعين به أهالي قرية مكسيكية ومعه ستة رجال لحمايتها من اللصوص، وفيما يلي رصد واستعراض لهذه التجارب السينمائية.

Seven

«الساموراي السبعة»

العمل الأصلي «الساموراي السبعة»، هو فيلم ياباني بالأبيض والأسود أخرجه أكيرا كوروساوا عام 1954، وفاز بجائزة الاسد الفضي في مهرجان «فينيسيا» في نفس العام. ورشح لعدة جوائز عالمية ايضا منها ترشيحان لجائزة الاوسكار عام 1955.

وأنتجت الفيلم استوديوهات «توهو» اليابانية، وبلغت تكاليفه حوالي 300 مليون ين، وهي قيمة ضخمة آنذاك، وقد طالت مدة تصويره أكثر من اللازم وتوقفت عدة مرات بسبب تجاوز الميزانية الأصلية، إلا أن الفيلم خرج في النهاية. وبلغت مدة الفيلم في نسخته الأصلية حوالي الثلاث ساعات ونصف الساعة، فقامت استوديوهات »توهو» المنتجة باستقطاع حوالي ساعة كاملة منه، وحقق الفيلم نجاحا تجاريا كبيرا في اليابان والعالم.

ويصنف الفيلم ضمن الأفلام التاريخية الحربية اليابانية، وهو نوع كان شائعا في السينما اليابانية، إلا أن كوروساوا أعطى روحا جديدة لهذا النوع من الأفلام، فقد كان أول من صور المعارك بطريقة واقعية عنيفة، حيث كانت الأفلام السابقة تتميز بحركة مشاهدها البطيئة. كما اختلف الفيلم عن الأفلام اليابانية السابقة من حيث الأسلوب المتكلف الخارج عن المألوف في معالجة المشاهد الدرامية، وقد جاءت نهاية رجال الساموراي عن طريق طلقة نارية وليس بضربة سيف كما جرت العادة، وهو أمر لم يتعود عليه جمهور المشاهدين.

ويصور الفيلم مجموعة من قطاع الطرق الصعاليك اعتادت الهجوم على القرى النائية وسلب أهلها، وفي إحدى المرات قرر القرويون وضع حد لهذه الهجمات، فأرسلوا بعضا منهم للبحث عن رجال ساموراي يمكنهم القبول بتولي مهمة الدفاع عن القرية. بعد أخذ ورد استطاعوا اقناع كامبيي ويقوم بدوره  «تاكاشي شيمورا»  وهو ساموراي مخضرم، فقام بتجنيد خمسة رجال آخرين ثم انضم إلى الفرقة «كيكتشييو»  «توشيرو ميفوني» وهو شخص خفيف الروح وذو شخصية عفوية مندفعة. ومعا قام رجال الساموراي بتدريب القرويين على قواعد القتال والدفاع عن النفس، لتبدأ بعدها المعركة مع الصعاليك لتنتهي أحداث الفيلم بالقضاء على العصابة فيما قتل بعض الساموراي والقرويين أثناء المعركة.

kinopoisk.ru

«النسخة الأمريكية»

أما النسخة الأمريكية الأولى من فيلم «الرائعون السبعة»، فقد ضمت كلا من إيلي والاش في دور «كالفيرا» زعيم اللصوص، ويول براينر في دور «كريس» قائد العظماء السبعة، وستيف ماكوين «فين»، تشارلز برونسون «بيرناردو»، وروبرت فون «لي»، وجيمس كوبرن «بريت»، وبراد دكستر «هاري»، وهورست بوكهولز «شيكو».وقد توفي جميع الممثلين المشاركين في الفيلم، وكان آخرهم إيلي والاش عام 2014 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين.

وقد دارت قصة الفيلم حول نفس الفكرة التي قدمت في الفيلم الأصلي، حيث يغير مسلحون على إحدى القرى المكسيكية عدة مرات لينهبوا محصولها وخيراتها دون أن يجدوا مقاومة تذكر من أهل القرية.

وحين ضاق أهل القرية بهذا الوضع خرجوا للبحث عن أسلحة تساعدهم في التصدي للمسلحين، ليعجبوا بشخصية «كريس» ويطلبون منه مساعدتهم في المهمة التي ينهون إتمامها، يقبل هو ويبدأ في تكوين فريق مساعد ضم ستة بعضهم من أصدقائه وبعضهم غير ذلك، وكل منهم كان لديه سبب للإنضمام إلى «كريس» رغم قلة المردود المادي الذي وعدوا به.

https://www.youtube.com/watch?v=-4SfX7lfYxY

«شمس الزناتي»

وقد اقتبست السينما المصرية من فيلم «الرائعون السبعة» نسخة حملت اسم «شمس الزناتي» عام 1991 وكتب لها السيناريو والحوار مجدي هداية وإخرجها سمير سيف.

وضمن تمصير الفيلم، دارت أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية حيث تتعرض واحة بالصحراء لهجوم مجموعة من اللصوص بقيادة من يطلق على نفسه اسم «المارشال برعي» محمودحميدة، فيسافر عثمان شيخ القبيلة «رشدي المهدي» للقاهرة لشراء الأسلحة اللازمة لمواجهة اللصوص، ويقابل سوسن بدر «حنة»،  من أهل الواحة وتعيش بالقاهرة، والتي ترشح له شخصا يدعي شمس الزناتى «عادل إمام» فيطلب منه مساعدته في المهمة التي يقبلها ويستعين بدوره بمجموعة من أصدقائه، وهم مصطفى متولي «سبرتو»، واحمد ماهر «عبده قرانص»، وابراهيم نصر«جعيدي»، ومحمود الجندي «سلامة الطفشان»، وعلي عبد الكريم «سامبو»، وعبد الله محمود «عوض الكلاف» لتتصاعد الأحداث ويدخلون معركة ضد اللصوص. ونتيجة لخيانة أحد البدو يتمكن المارشال برعي من تجريدهم من السلاح. وفي أثناء العودة يستولون على سيارة ذخيرة ويعودون إلى الواحة ليواصلوا المعركة وينتصروا ولكن بعد مقتل خمسة منهم.

ورغم أن فيلم «الرائعون السبعة» أو «العظماء السبعة» كما عرض في مصر خلا من الممثلات باستثناء فتاة واحدة في دور صغير، فإنه في فيلم «شمس الزناتي» تم استحداث شخصية «حنة» إلى جانب «نهى العمروسي» التي أدت نفس دور الفتاة في الفيلم الأمريكي، لأنه لم يسبق أن خلا فيلم مصري من النساء.

https://www.youtube.com/watch?v=P8DlkVrcZsE

«حياة حشرة»

وضمن الاقتباس من فيلم «الرائعون السبعة» تم إنتاج فيلم الرسوم المتحركة «حياة حشرة A Bug’s Life»» عام 1998، إنتاج شركة والت ديزني وشركة بيكسار بنظام الجرافيكس من بطولة كيفين سبيسي وجوليا لويدريفوس وهايدن بانتير وريتشارد كيند ودينيس ليري.

وتدور  أحداث الفيلم حول نفس التفاصيل عن إحدى مستعمرات النمل التي تسيطر عليها عصابة من الجراد الشرير والتي تفرض على المستعمرة جمع الحبوب لصالحها مما يفرض على النمل عبئا إضافيا لجمع الحبوب للجراد ثم لنفسه قبل حلول موسم المطر الذي يلزمون فيه المستعمرة. إلا أن «فليك» النملة الذكية وبطل الفيلم يقرر الرحيل عن المستعمرة والذهاب إلى مدينة مجاورة من أجل الاستعانة بحشرات مقاتلين لمعاونة قومه على نبذ سيطرة الجراد عليهم. ويوافق حكماء النمل على رحيل «فليك» من أجل التخلص من متاعبه التي يسببها دائما بواسطة إختراعاته.

وتتوالى الأحداث في إطار كوميدي حيث ينجح «فليك» في الحصول على مساعدة من مجموعة من الحشرات ظانا أنهم مقاتلون إلا أنه يكتشف بعد عودته معهم إلى المستعمرة أنهم حشرات سيرك تم طردهم ولكنه يخفي هذا الأمر على قومه حتي ينكشف بواسطة مدير السيرك الذي جاء إلى المستعمرة بحثا عن موظفيه السابقين.

وفي النهاية ينجح «فليك» بمساعدة حشرات السيرك التي قررت مساعدته في مهمته وبتضافر جهود النمل القضاء على «هبار» زعيم عصابة الجراد الشرير وبذلك تنتهي سيطرة الجراد على مستعمرة النمل إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى