شخصيات سينمائية

تفاصيل «ماستر كلاس» المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي في «القاهرة السينمائي»

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : شادي جمال

قالت المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي، رئيس لجنة التحكيم الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته 44، إنها لم تكن تتوقع أن تدخل مجال صناعة الأفلام، حيث كانت تمارس رياضة كرة السلة، ولم تكن تفكر في الأفلام خلال فترة طفولها.

وأضافت ناعومي، خلال جلسة الـ«ماستر كلاس» التي أقيمت اليوم على هامش فعاليات «القاهرة السينمائي»، أنها نشأت في مدينة نارا اليابانية، لكنها ليست من المدن المشهورة، وعندما جاءت لها الفرصة لصناعة الأفلام قررت أن تتحدث عن موطنها ليعرفه كل العالم، من أجل نشر ثقافة مدينتها للعالم ليعرفها الجميع.

وأكدت  ناعومي كاواسي، أنها استغرقت عشر سنوات حتى تستطيع أن تقدم فيلماً يصل للجمهور بشكل موضوعي ويخلو من وجهة نظرها الخاصة وذلك لكونها تشعر بأن الكاتب يُدخل رأيه الشخصي في الكتابة. 

وأضافت كاواسي في الجلسة التي أدارها المنتج والمخرج أيمن الأمير، أنها تقوم بعمل معايشة للممثلين قبل التصوير بعشرة أيام حتى أنهم من الممكن أن يأخذوا عائلتهم التصوير وذلك من أجل خلق ألفة بينهم وبين المكان الذي سيقومون بالتصوير فيه. 

وأوضحت: أنا كمخرجة أتابع عملي وأراقب من الخارج ومن يتواجد في لوكيشن التصوير فقط هو المصور في حين أنه لا يمكن أن يتواجد أي شخص آخر في هذا المكان ليس له دور. 

وواصلت: أحب التعامل مع ممثل مبتدئ فهذا أفضل لي لأنه يخرج المشاهد بشكل طبيعي أكثر، على عكس احترافية الممثل الذي يكون لديه فكرة عن طبيعة العمل فيركز على السيناريو ويعطي أحياناً الشخصية أكثر مما هو مطلوب،  لكن المبتدئ يستجيب أسرع، وهو ما يجعلني أكثر حماسة للعمل مع الممثلين غير المحترفين”. 

وتحدثت كاواسي عن فترة الكورونا، والتي أشارت إلى أنه توقف لها فيها فيلمين، واسترسلت: فترة كورونا كانت صعبة على العالم كله وواجهناه عامين أو ثلاثة، وأستغرب لأنني عندما حضرت القاهرة لم أجد أي شخص مرتديا للقناع عكس ما لدينا في اليابان والتي لا يتم نزع الماسك فيها إلا في حالة التصوير لأننا نكون حريصين بعدم إصابة أحد بالعدوى من فريق العمل، هذا بالإضافة لتغيير طريقة التواصل مع الآخر قبل وبعد كورونا، حيث أصبح التواصل عن طريق الإنترنت في حين أن التواصل الحقيقي  في وجود الناس معاً لأن الإنترنت لا يوصل المشاعر.

كما تحدثت عن فكرة وجود نفق في جزيرة نارا والذي كان يمر منه خطوط السكة الحديد، لكنه توقف بعد الحرب العالمية الثانية ولم يكن هناك أحد يعرف عنه شيئا منوهة إلى أنها عندما زارته وجدت به دفئاً مثل الذي وجدته في مصر حيث أخذت عهداً على ذاتها بعودة الحياة له بتقديم عمل يحتفي به وبالأشخاص الذين وقفوا وراءه.

وأضافت أن الطبيعة بالنسبة لها هي بطل آخر داخل أفلامها، واستكملت:  الطبيعة في اليابان تمثل شىء مهم في حياتنا لأنها تحمل قيمة كبيرة فمن الممكن مدينة تختفي بالكامل بسبب البراكين والزلزال وتسونامي وغيرها. 

وواصلت: لا استطيع  تقديم فيلم يركز فقط على الاشخاص، كما أن أفلامي تقدم شكر للطبيعة ولا أستطيع تقديم فيلم بدونها.

وأشارت كاواسي أنها اقتنصت أفلامها من حياتها الواقعية وليست من افكار متداولة من على الإنترنت منوهة أن فيلم “سوزاكا” وهو أولى أعمالها ظهرت فيه والدتها الحقيقية التي قامت بتربيتها، كما قدمت فيلما آخر ناقشت فيه ما تعرضت له والدتها من فكرة فقدان الذاكرة.

وأضافت: في أفلامي أركز على نقاط ليست مرئية كثيرًا وانطلق منها لعمل فيلم، واركز فقط على أمور جيدة غير معروفة للعالم حتى أستطيع أن أقدم فيلماً يحمل قيمة.

وأجابت نعومي، على سؤال من جمهور الندوة حول ما الذي يقدمه صانع الافلام للدول التي تعاني من الحروب، قائلة: أنها تتمنى من قلبها أن تنتهي الحروب من العالم، وهناك دول مازالت تعاني من هذه الحروب، لكنها مقتنعة أن الحروب لن تنتهي بصناعة الأفلام، لكنها تؤمن بأن الثقافة هي التي ستقضي على الحروب، لكنها ستأخذ وقت كبير.

وتابعت المخرجة اليابانية، أن التعليم هو الشئ الوحيد الذي سيساعد الأجيال الجديدة في المستقبل، مشيرة إلى أنها تعلم أن الكبار أصبحوا يعانوا من الضغوط حالياً وغير قادرين على تعليم الأجيال الحديدة ومنحهم الخبرات، لكن لابد من زرع الأمل بداخلهم، قائلة: «كنت أتكلم مع كاهن عن الحروب، وقالي لي شيئاً مهماً، أنه كل يوم يستيقظ في الصباح يصلي ويدعي للعالم بالسلام لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله، وأصبحت حالياً أفعل مثلما يفعل».

كاواسي، مخرجة يابانية بارزة وكاتبة مشهورة عالميًا، حصلت على جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي 97، عن فيلمها الأول “Suzaku no Moe”، ثم حصلت لاحقا على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فيلم “Mori no Mogari”. وفي عام 2000، حصل فيلمها “هوتارو” على جائزة الفيبريسي من مهرجان لوكارنو بجانب ترشحه لجائزة الفهد الذهبي.

ناعومي كاواسي، انطلقت مسيرتها المهنية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ولدت في مدينة نارا اليابانية، وبدأت مسيرتها الفنية عبر مجموعة أفلام استهدفت تصوير الواقع، وتجاوزت فيها عن الصور النمطية للأعمال الوثائقية- الروائية.

تعمل أيضاً “كاواسي” كمخرجة إعلانات تجارية ومنسقة موسيقية “دي جي” في برامج الراديو، كما أسست مهرجان نارا السينمائي الدولي عام 2010.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى