أحداث و تقارير

توم هانكس: أنا لست مهتماً بالبغض.. هدفي التحفيز

«سينماتوغراف» ـ متابعات

قد تبدو مفارقة رؤية توم هانكس سميناً شاحب الوجه متقدماً في السن يدعي أنه لم يقتل الفيس بريسلي، هذه الشخصية المكروهة والفاسدة، هي لتوم باركر مدير أعمال المغني الأسطوري الفيس بريسلي في فيلم السيرة الذاتية “الفيس” للمخرج باز لورمان، المعروض حالياً في سينمات أميركا وبريطانيا، الذي جسد فيه توم هانكس شخصية غير مرغوبة من المشاهدين،

 وبحسب ما كتبه جيفري مانكاب في مقال نشره موقع “الإندبندنت”، فإن النجم الحائز على جائزة الأوسكار، الذي لعب دور البريء إلى حد القداسة في فيلم غامب(1954)، والمحامي البطل وضحية التحيز بسبب إصابته بمرض الإيدز، ويقاضي المنظومة الحاكمة في فيلم “فيلادلفيا” (1993)، نراه هنا في صورة مختلفة تماماً. فنحن معتادون على هانكس في أدوار الأبطال المؤثرين كما في شخصية الطيار المدني الذي يواجه كارثة بعد عملية هبوط اضطراري في فيلم “سولي”  (2016) للمخرج كلينت إيستوود، أو الرجل المحبوب بكل أشكاله، حتى أننا نذهل عندما لا نراه مثالاً للأخلاق على الشاشة.

 ويعتقد كاناب أن مشاهدة هانكس في دور مدير اعمال الفيس الكولونيل توم باركر المهلهل والفاسد، الذي يوقع عقوداً غير نظامية نيابة عن الفيس مع مالكي كازينوهات العصابات في فيغاس، تكاد تكون مفاجئة تماماً لنا كمشاهدين، السبب في هذا هو لأن هانكس محترم ومحبوب حتى لو شوهد وهو يتلفظ بالشتائم في مكان عام – كما حدث قبل اسبوعين عندما صادف أحد المعجبين المتحمسين زوجته أمام أحد المطاعم – فإن وسائل الإعلام تتفاعل مع الحدث بتردد.

لماذا إذن، سيكون المخرج لورمان شريراً لدرجة أن يطلب من هانكس لعب دور باركر، رجل الاستعراض والمحتال الذي كان يدير أعمال الفيس؟.

 من وجهة نظر جيفري كاناب، فان باركر عندما شاهدناه أول مرة في الفيلم، كان مروجاً مشبوهاً للعروض ومديراً موسيقياً يتصيد الفرص المهمة على كل حال.

 يشير لورمان-عرفناه في “الطاحونة الحمراء”، و “غاتسبي العظيم”- إلى أن هذا لن يكون أداء نموذجياً لـهانكس منذ البداية من خلال جعله يبدو متقدماً في السن وزائد الوزن. فبدانة باركر تجعله يبدو أكثر بشاعة من الناحية الأخلاقية.

في مقابلة ترويجية لافتتاح “الفيس” أجراها هانكس مع صحيفة نيويورك تايمز أخيراً، قال النجم: “أنا لست مهتماً بالبغض، أنا مهتم بالتحفيز”، وأضاف أن باركر شخص يثير السخرية وانتهازي، ومعظم قراراته التجارية تجعل الفيس ثرياً وتزيده ثراء، لكنها تؤدي إلى تدمير المغني بلا رحمة. إنه يفسح المجال لإلفيس كي يصبح مدمناً على أدوية لا تعطى، إلا بوصفة طبية ويجعله يستكشف كل فرصة تجارية حمقاء متاحة، سواء أ كان ذلك بيع الألعاب التي تحمل علامة إلفيس، أو الأدوات الكهربائية، أو حتى بلوزات عيد الميلاد. لا يستطيع إلفيس القيام بجولة موسيقية خارج البلاد لأن باركر هولندي في الواقع ووجوده في الولايات المتحدة غير قانوني. إنه يخشى ألا يسمح له بالعودة إذا غادر البلاد.

في حالة فيلم “الفيس” للمخرج لورمان، هناك مخزون كبير من حسن النية تجاه هانكس بحيث يمكنه تجسيد وغد مثل باركر من دون المساس بسمعته. يمكن القول، أن مشكلة أدائه هي أنه ليس شريراً بما يكفي. عندما يرتدي قبعته وسترة السفاري الخاصة به، يمتلك سحراً شعبياً طريفاً. غالباً ما تنسج النكات حوله، وهو شخصية مثيرة للازعاج أكثر من كونه شخصية شريرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى