ثمانية أفلام قصيرة توثق لتاريخ أيام قرطاج السينمائية
الوكالات ـ «سينماتوغراف»: مليكة كركود
في إطار الاحتفال بخمسينية أيام قرطاج السينمائية المتواصلة حتى 5 نوفمبر الجاري، نظمت تظاهرة «أحكي لي على أيام قرطاج» من خلال عرض ثمانية أفلام قصيرة أنجزها خلال العامين الأخيرين مجموعة من السينمائيين، لتوثيق تاريخ الأيام السينمائية وسرد الأحداث والتغيرات التي شهدتها تونس طيلة خمسين عاما.
حكايات أيام قرطاج السينمائية أو «أحكي لي على أيام قرطاج» مبادرة أطلقها المركز الوطني للسينما والصورة لدعم ثماني أفلام قصيرة لمخرجين تونسيين أنجزت بين 2015 و2016 في إطار الاحتفالية بخمسينية هذا الموعد السينمائي.
وكان تفاعل جمهور قاعة «الكوليزي» حيث قدمت العروض، كبيرا، بحضور نخبة من المخرجين والفنانين يتقدمهم مدير أيام قرطاج السينمائية إبراهيم اللطيف، تذكر فيها الجمهور والسينمائيون على مدار نحو ساعتين أحداثا وتواريخ عاشتها تونس خلال الخمسين سنة الماضية، وحاولت السينما توثيقها عبر أفلام سينمائية.
وتقدم نورس الرويسي التي ساهمت في تنظيم أيام قرطاج السينمائية هذه التظاهرة على أنها «مبادرة أطلقها المركز الوطني للسينما والصورة لدعم ثمانية أفلام تونسية تحاول ترجمة حكاياتنا المضحكة، المليئة بالمغامرات، السريالية أحيانا واللاذعة في النقد أيضا.. حكايات تشبهنا في كل الحالات»، مضيفة «كل منا، سينمائي محترف كان، أوهاو بقلب كبير أو مار بالصدفة أمام قاعة سينما، له مع الأيام قصة يمكن أن ننسج منها حكايات، صور وأفلام لها أن تعيش خمسين سنة أخرى».
فيلم مهدي برصاوي “35 mm” أول الأفلام التي بدأت حكاية أيام قرطاج، جاءت في تسع دقائق تنوعت لقطاتها السينمائية بين الفكاهة والخوف. يدور الموضوع حول التشبث بحضور العروض السينمائية ومشاكل الحياة اليومية، من خلال سيناريو حواري جرت أحداثه داخل سيارة جمع بين زوجين وعجوز تهددهما بسلاح مزيف لإيصالها إلى مكان معين.. ليس إلا قاعة سينما “الكوليزي” لحضور عرض سينمائي لم تكن تريد أن تفوته.
فيلم “Avant première” للمخرج فارس نعناع هو الآخر تدور أحداثه داخل سيارة من خلال حوار بين متقاعد وزوجته، يختلط فيه الواقع بالخيال، إذ ترفض الزوجة تفويت العرض السينمائي بسبب عملية إرهابية بالعاصمة تونس.
المخرج وسام التليلي قدم فيلما قصيرا من 9 دقائق يحمل عنوان ” Inversé” يعيد حكاية أيام قرطاج السينمائية من خلال قصة الشاب باسم الذي يعشق السينما، ويسعد لحضور عرض فيلم باماكو للمخرج المالي عبد الرحمن سيساكو، ليتفاجأ عند بداية العرض بأن الفيلم مقلوب الصورة وبدأ من منتصفه، ولا أحد بالقاعة يأبه لذلك.
الهجمات الإرهابية التي كانت تونس هدفا لها في 2015 حاضرة مرة أخرى في فيلم “La peluche” لشراز بوزيدي، وهو قصة نجم تونسي يدعى لطفي دعي لحضور العرض الأول لفيلمه وسهرة تكريم الفنانين من تنظيم أيام قرطاج السينمائية، ليترك زوجته تخرج لوحدها مع ابنها الرضيع لحضور خطوبة قريبة لها، لتنقلب سهرته إلى جحيم بعد وقوع تفجير في الشارع الذي كان من المفروض أن تمر منه.
“لقاء صحفي” كان عنوان الفيلم القصير المشارك للمخرج ناصر خمير، ويروي قصة مخرج تونسي يفشل في تقديم ندوة صحفية تليق بمقام شريطه السينمائي المشارك في أيام قرطاج السينمائية.
أفلام “Sous-titres” للمخرج كامل العرضي، و”هرمونيكا” لمختار العجيمي، و”Agora” لعبدالله يحي جاءت هي الأخرى لتكمل حكاية أيام قرطاج السينمائية على الجمهور التونسي.