ثنائيات محمد خان.. رفاق مسيرته السينمائية الطويلة
ـ محمد جابر
ضمن المسيرة الطويلة للمخرج الراحل محمد خان، هناك عدد من الفنانين الذين ارتبط بهم وارتبطوا به، وكانوا عنصراً دائماً في حياته وأفلامه، على المستوى الشخصي والعملي.
العين والنبض
في بداية مسيرته، كانت المونتيرة نادية شكري من أقنعته بالعودة إلى مصر، وصناعة الأفلام عوضاً عن البقاء في لندن، والعمل في استثمارات لا علاقة لها بالسينما، وحين عاد كان مدير التصوير سعيد الشيمي، أول من طرق بابه من أجل أن يبدأا الرحلة.
نادية شكري وسعيد الشيمي، هما عين “خان” ونبضه وإيقاعه، قامت نادية شكري بمونتاج كل أفلامه بلا استثناء (منذ ضربة شمس أواخر السبعينيات، حتى أيام السادات وكليفتي أوائل الألفية)، وبحسب تعبيره في أحد حواراته: “هي أكثر من يفهمه في الوجود، ولا يحتاج لأن يقول لها شيئاً حتى تلتقط ما يريده من كل لقطة”، ولم يوقف التعاون بينهما إلا مرضها، ثم وفاتها عام 2012.
أما سعيد الشيمي، فهو جزء أساسي من المغامرة كلها، مغامرة التصوير الخارجي، والنزول إلى الشارع، وحمل الكاميرا للجري وراء الممثلين، وصنع مشاهد ولحظات خالدة شديدة الارتباط بالمدينة، ورغم أن “خان” تعاون بعد ذلك مع مصورين آخرين بجماليات ووجهات نظر مختلفة ، إلا أن “العين” الأهم في مسيرته وأكثر من صور له أفلاماً كان الشيمي.
رفيق الدرب
في نهاية السبعينيات حين عاد خان إلى القاهرة، كان المخرج خيري بشارة من أقرب أصدقائه في الوسط السينمائي، والعلاقة الفريدة بينهما في الحياة اتصلت كذلك بالأفلام، ليظهر خان كممثل في أول أفلام بشارة، “العوامة رقم 70″، بينما ظهر بشارة في 10 أفلام كاملة لخان، أحياناً كضيف شرف في “موعد على العشاء”، “نص أرنب”، و “أحلام هند وكاميليا”. وأحياناً بدور حقيقي مؤثر في الأحداث في “زوجة رجل مهم”. وظلت تلك العلاقة قائمة حتى فيلم خان الأخير، “قبل زحمة الصيف” الذي ظهر فيه بشارة أيضاً.
ورغم كثافة ذلك الحضور في الأفلام وعلى الشاشة، إلا أن ذلك لا يعد إلا جزءاً من قوة العلاقة في الحياة الحقيقة، ومساهمة كل منهما في أفلام الآخر في أحيان كثيرة بشكل غير رسمي، سواء بالمشورة والرأي، أو المساعدة في أمور تقنية وإجرائية.
ممثل مهم
كان خان يحب تغيير ممثليه دائماً، أسماء قليلة للغاية تكررت بين فيلم وآخر، الاستثناء الوحيد الذي تكرر كثيراً وكان مرشحاً لبطولة المزيد هو أحمد زكي فقط، الذي كان بطلاً لستة من أفلام خان، بدءاً من “طائر على الطريق” و”موعد على العشاء”، مروراً بـ”زوجة رجل مهم” و”أحلام هند وكاميليا” و”مستر كارتيه”، ووصولاً إلى “أيام السادات”.
تلك الشراكة الطويلة في الأفلام منبعها الثقة والتفاهم، ثقة زكي” في أن “خان” سيخرجه بأحسن صورة، ولا نبالغ إن قلنا إن عددأً من أفضل أدوار زكي كانت مع خان، سواء من ناحية الصعوبة والخصوصية في فيلم “زوجة رجل مهم”، (الذي قال عنه روبرت دي نيرو أثناء عرضه في مهرجان موسكو سنة 1987، إنه أداء عظيم)، أو من ناحية الشهرة والتجسيد كأيام السادات الذي نجح تماماً. وبالنسبة لخان “كان زكي يستطيع التحول لأي صورة كانت، ولذلك أتخيله في أي فيلم”.
قاص ماهر
كان محمد خان مطور قصة جيداً، ولكنه يحتاج دوماً لكاتب سيناريو إلى جانبه، لذلك فإن الكثير من أفلامه كان هو صاحب فكرتها أو قصتها، ولذلك أيضاً فالشراكة مع الكتاب ضمن أسماء محدودة ولكنهم “رفاق” على الطريق، أولهم وأهمهم بشير الديك، الذي كتب أو شارك في كتابة 6 من أفلامه على رأسها “الحريف” و”موعد على العشاء”.
كذلك عاصم توفيق، الذي أعطى أفلامه بصمة خاصة مرتبطة بالواقع الاجتماعي في “خرج ولم يعد”، “عودة مواطن” و”أحلام هند وكاميليا”. وروؤف توفيق في “مشوار عمر”، “زوجة رجل مهم” و”مستر كارتيه”.
بينما كانت زوجته وكاتبة السيناريو وسام سليمان، رفيقة دربه الأخيرة، حيث كتبت له 3 من آخر 4 أفلام أخرجها، “بنات وسط البلد”، “شقة مصر الجديدة” و”فتاة المصنع”.