سينما أمريكيةسينمانامراجعات فيلميةنقد

جون ويك.. من الخطأ العبث مع قاتل

دخل قائمة الـ«توب تن» في شباك التذاكر الأميركي
«جون ويك»… من الخطأ العبث مع قاتل
خاص ـ “سينماتوغراف”
27 مليون دولار كانت كافية، لأن تقود فيلم «جون ويك» الذي يعرض حاليا في منطقة الخليج وبعض دول الشرق الأوسط نحو قائمة الـ«توب تن» في شباك التذاكر الأميركي، ليظل الفيلم منذ بداية عرضه في أميركا وحتى الآن متقلباً بين مراتبه صعوداً وهبوطاً، بعد أن حاز على إعجاب النقاد الذين منحوه درجة عالية في تصنيفاتهم، رغم أن قصته لا تعتبر جديدة على شاشة السينما.
 
فقد سبق وأن كررت مرات عدة، إلا أن سر نجاح هذا الفيلم الذي كتبه ديريك كولستاد وأخرجه تشاد ستاهلسكي بالتعاون مع دايفيد ليتش، في أول تجربة إخراجية لهما، يكمن في غرابة العالم الذي تدور فيه أحداث الفيلم الذي يبحث فيه القاتل «جون ويك» عن الثأر، ممن تجاوز حدود بيته ليسرق سيارته ويقتل كلبته.
 
يظهر شرطي واحد يرتدي بزته الرسمية في فيلم التشويق «جون ويك». فيرى الدم على وجه جون ويك ويديه.
يقول بكل لطافة: مساء الخير يا جون، رغم أنه تلقى شكاوى في شأن بعض الضجيج. ومن ثم ينحني لينظر داخل منزل هذا الرجل الفاخر، فيرى جثة. هل تعمل مجدداً؟. نحصل على إنكار لا يشبه الإنكار. سأتركك لتتابع إذاً.
 

يبدو أن كل مَن يرى جون ويك يود أن «يتركه يتابع».

يدفع القتلة والقاتلة (أندريان باليكي) كلفة كل شيء بنقود ذهبية: العقود، خدمات جراح عصابات، وفريق التنظيف الذي يتخلص من الجثث ويزيل الدم.
 
ولا شك في أننا نرى في هذا العمل الكثير من الدم لأن جون ويك أحد هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون «بمهارات خاصة»، والذين تحفل بهم الأفلام على ما يبدو هذه الأيام. يؤدي كيانو ريفز دور ويك، الذي نلتقيه وهو مغطى بالدم فيما تصطدم سيارته الرياضية برصيف تحميل. وتُظهر لنا صور من الماضي مدتها خمس دقائق وتخلو تقريباً من الحوار حب حياته (بريجيت مويناهان) وموتها. ولم يتلقَ التعازي إلا من الزميل الوحيد (ويلم دافو) الذي يحضر مراسم دفنها.
يعرف الجميع جون ويك. وكما لو أننا في أحد أفلام الغرب الأميركي، يعبث شاب مجرم وغد (ألفي آلن) مع هذا القاتل المتقاعد. ويتخطى الوغد الحدود عندما يقتل كلب ويك. يدرك كل مَن شاهد فيلماً لجون واين ما يحدث عندما تعبث مع كلب رجل.
 

تنفتح أبواب جهنم، وهذا ملائم لأن أحد الممثلين المساندين هو دين وينتر، رجل يُدعى «مستر مايهام» يعمل في شركة تأمين. يؤدي في الفيلم دور مساعد شرير جيد على نحو مفاجئ ومعبر جداً.
 
حصل مايكل نيكفيست من فيلم «الفتاة ذات الوشم التنين»، على أحد أفضل أدواره في هوليوود. فيؤدي شخصية فيغو، رجل عصابات روسي خدع ابنه رب عمله السابق الذي لا يرحم. رأيته مرة يقتل ثمانية رجال في حانة… بواسطة قلم رصاص فحسب. وداعاً. يتصل فيغو بويك، الذي لا يُعتبر البعبع، إنما الرجل الذي يقتل البعبع.
 
يُصنَّف ما يلي ذلك مجزرة دموية عنيفة تقدَّم على طريقة أفلام الحركة للوك بيسون «الناقل»، إلا أنها تحمل بعض لمسات جون وو «القاتل». صحيح أن ريفز يقصّر في بعض المشاهد التي يضطر فيها إلى الكلام، إلا أنه يبرع في أخرى. ومن المؤكد أن معد مشاهد القتال جوناثان أوسيبيو يستفيد من كل مهاراته في أداء مشاهد الحركة. تأملوا كيف يحمل ريفز المسدس: بكلتا يديه، رأسه مرفوع، ومرفقاه منحنيان. لاحظوا كيف يتحرك مع تبديل أمشاط المسدس وكيف يقتل رجل عصابات بطلقة سريعة في الرأس. يزداد القتال دموية ويتخذ طابعاً شخصياً فيما يسعى البطل للثأر.
 
بين أفلام الخيال المتقنة، يبدو هذا الفيلم هابطاً، غير أن ريفز ينعش الحركة ويحيطه معدو الفيلم بممثلين مميزين: ماكشين الهادئ المخيف، مدير مشغل التقطيع (جون لوغيزانو)، المنظف الأنيق (ديفيد باتريك كيلي من ووريورز) وميكفيست بصوته الذي يشبه الفحيح. أصغوا إلى الطريقة التي يتذمر بها السويدي متلعثماً من تخريب كنزه القيم: لا يُقدر بثمن.
يشكل السويديون الذين يؤدون أدوار الروس أفضل الأشرار. يعلم الجميع ذلك، تماماً كما يعرفون في هذا العالم جون ويك والمجزرة القادمة لأنهم يعون جيدا أنه من الخطأ العبث مع قاتل. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى