إضاءات

«حد الطار».. يكشف خبايا الطبقة الكادحة السعودية في حقبة التسعينيات

الرياض ـ «سينماتوغراف»

قصة حبٍّ بين ابن منفذ أحكام الإعدام (السياف) وابنة مغنية الأفراح (الطقاقة) في حي شعبي وسط الرياض تملؤه التناقضات والخبايا، تدور حولها أحداث الفيلم السعودي “حد الطار” الذي رشحته المملكة مؤخراَ لمسابقة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

تعكس قصة الفيلم خبايا مجتمع الطبقة الكادحة في حقبة التسعينيات من القرن المنصرم، حيث يناقش الفيلم فكرة الطبقية والاختلافات المجتمعية من خلال الشخصيتين الرئيسيتين دايل وشامة اللذين لا تقتصر الاختلافات على أصولهما العائلية فحسب، بل تشمل الاختلافات الواقعة بينهما وبين المجتمع المحيط بهما.

واستطاع الفيلم خلق بيئة حميمة وتفاعلية في الحارة التي تسكنها هذه الشخصيات، والطبقية في هذه الحارة تتمثل في تقلص فرص ارتقاء السلم المجتمعي، وحتمية البقاء في نفس المكان، فمهما كان حجم مدينة الرياض، فإن شخصيات القصة عالمهم لا يتخطى حدود حارتهم وما يمكن إنجازه عن طريقها.

وعن ترشيح فيلمه لتمثيل المملكة في مسابقة الأوسكار، قال عبد العزيز الشلاحي مخرج الفيلم “سعيد وفخور لتمثيل المملكة العربية السعودية في سباق الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي، سبقتنا أفلام رائعة وستتبعنا أفلام أكثر، وستصل السينما السعودية بطموح صناعها إلى أكبر المحافل“.

وأضاف الشلاحي أن اسم العمل “حد الطار” ينقسم إلى جزأين: حد وهو تنفيذ الأحكام، والطار يعني الدف، فالاسم يعكس التناقض بين تنفيذ الأحكام وروح الفرح المتمثل في الدف.

ويشير إلى أنه استلهم قصة العمل من محور مهم، وهو التناقضات التي تمارس في كثير من المجتمعات بكل دول العالم، من دون التفكير في نتائجها وتوابعها.

فبطل الفيلم يكره عالمه، ولا ينتمي إليه، ويقع في حب فتاة تنتمي إلى مجتمع آخر يميل إليه أكثر، يمثل الحرية والروح المثالية المنطلقة، لكن أمام ضغوط المجتمع وصراع التقاليد، ماذا سيختار وإلى أي عالم سترجح كفته؟

شارك في الفيلم، الممثل: فيصل الدوخي بدور دايل، والممثلة أضوى فهد بدور شامة، ومهند الصالح بدور عتيق، وسامر الخال بدور مبارك، وإبراهيم ميسيسبي بدور خليل، وراوية أحمد بدور بدرية، وعجيبة الدوسري بدور منوة.

وسبق للفيلم المشاركة في العديد من المهرجانات العربية والغربية، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان القاهرة السينمائي الذي عُرض فيه للمرة الأولى، كما حاز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان مالمو السويدي للسينما العربية، ونال جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الأفلام السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى