نجوم و أفلام

حسين رياض.. في الذكرى 118 لميلاده

150 فيلماً سينمائياً وأدوار محفورة في تاريخ الفن السابع 

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

الفنان القدير «حسين رياض» هو «حسين محمود شفيق»، المولود في مثل هذا اليوم 13 يناير من عام 1897 في حي السيدة زينب بالقاهرة لأب مصري وأم سورية.

عشق الفن منذ الصغر حيث كان يرافق والده عندما يذهب للسهر في الملاهي الليلية المنتشرة في ذلك الوقت. ثم بدأت مهاراته في التمثيل تظهر عليه خلال دراسته الثانوية فانضم إلى فريق الهواة بالمدرسة وكان مدربه إسماعيل وهبي شقيق الفنان يوسف وهبي، فعمل في أول مسرحية في حياته وهي «خلي بالك من إمياى» وكانت بطلة المسرحية روز اليوسف. وحتى لا تعرفه أسرته غير اسمه من «حسين محمود شفيق» إلى «حسين رياض» وظل يعمل لعدة فرق مسرحية قبل أن يتجه إلي التمثيل في السينما، حيث عاصر الفنان الراحل صناعة السينما منذ بدايتها.

1

وكما يقول الناقد السينمائي كمال رمزي: «بعد أربع سنوات من ظهور أول فيلم روائى مصرى طويل وهو «ليلى» الذى أخرجه استيفان روستى، اشترك حسين رياض فى فيلم «صاحب السعادة كشكش بك» الذى أخرجه توليو كبارينى عام 1931.. ومنذ «كشكش بك» حتى «ليلة الزفاف»، آخر أفلامه عام 1966، أى طوال ثلاثة عقود ونصف العقد، ظل حسين رياض وثيق الصلة بالسينما، فشارك فيما يقرب من المائة والخمسين فيلما».

وتميز حسين رياض، على الشاشة بقوة الروح وعمق الحضور والقدرة على جذب المشاهدين، فعين المشاهد لا تكاد تغيب عنه، وهو لا يلجأ إلى الأداء المتعمد، ولكنه، بعد أن يمتلئ تماما بالدور، يتصرف على نحو طبيعى تماما، وبالتالى يبدو على درجة كبيرة من الواقعية والصدق، ولعل سيطرته الكاملة على ملامح وعضلات وجهه جعلته قادرا على التعبير عن انفعالاته بيسر ونعومة.

واللافت للنظر أنه يحقق نوعا فريدا من التوازن بين الشخصية التى يؤديها وشخصيته الخاصة، فهو لا يذوب تماما فى دوره، وفى المقابل لا يخضع الدور الذى يؤديه لشخصيته، وبينما يستطيع حسين رياض، بامتياز، تلوين نبرات صوته بما يريده من أحاسيس، فإن عينيه هما مركز الثقل والإبداع، على الشاشة، ذلك أنه قبل أن ينطق بكلمة واحدة، تفصح نظرته عن أدق ما يعتمل فى أعماقه من انفعالات

حسين رياض.. في الذكرى 118 لميلاده

ويعتبر الفنان القدير حسين رياض حالة سينمائية فريدة فقد قدم شخصية الأب في السينما المصرية كما هي في الحياة بمنتهى الحنان والأبوة. كما كان يختار أدواره بكل الحرص ويهتم بكل تفاصيل الشخصية التي يؤديها. وقد اتسم أداؤه بالتلقائية والطبيعية لدرجة انه كان يتعامل مع كل الفنانين الذين يشاركونه في أي عمل فني بروح الأب نفسها الذي يخاف عليهم ويوجههم لما هو في صالحهم دائماً.

ويرجع الفضل إلى الفنان «أحمد سالم» في دخول حسين رياض إلى السينما حين أسند له دور الحاكم في فيلم «لاشين».

ولا أحد يستطيع ان ينسى الدور الذي لعبه حسين رياض في فيلم «رد قلبي» 1957 حيث قدم شخصية الأب «عبد الواحد». وقد اختير هذا الفيلم ضمن أشهر كلاسيكيات السينما المصرية، وحين عُرِض فيلم «رد قلبى» بالسينما أكد شهود العيان أن الرئيس عبد الناصر حين شاهد الفيلم دمعت عيناه وانفعل حين أصيب الفلاح البسيط بالشلل، وحين قدم الرئيس جائزة الدولة التقديرية من وزارة الثقافة لنفس الفيلم قال له إنه تأثر بدور الفلاح المكافح الذي جعل من ابنه ضابطًا بالبوليس والآخر ضابطًا في الجيش ويشترك في الثورة.

رد قلبي

وقدم حسين رياض رصيداً فنياً يقرب من 150 فيلماً سينمائياً، واطلق عليه لقب«الممثل ذو الألف وجه»، وبدأ أول أدواره السينمائية في العام 1931 في فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه» ثم «حوادث كشكش بيه» 1934 و«الدفاع» 1935 «وليلى بنت الصحراء» و«سلامة في خير» 1937 و«لاشين» 1939 و«الملاك الابيض» في 1946 و«بابا مين» 1950 و« أسرار الناس» و«ليلة الغرام» و«طيش الشباب» 1952 و«حياة أو موت» و«رسالة غرام» و«الملاك الظالم» و«رقصة الوداع» 1954 و«العاشقة» و«المراهقات» و«لحن السعادة» و«البنات والصيف» و«بهية» 1960 و«في بيتنا رجل» و«رسالة إلى الله» و«السبع بنات» و«لا تذكريني» و«وا إسلاماه» 1961 و«رابعة العدوية» و«الناصر صلاح الدين» و«زقاق المدق» و«شفيقة القبطية» و«أغلى من حياتي» 1963 و«شادية الجبل» و«من أجل حنفي» و«الابن المفقود» 1964 و«الخائنة» و«المماليك» و«ليلة الزفاف» 1965.

ولعل حسين رياض واحد من الممثلين القلائل غير الكوميديين ممن تحولت جملهم في الأفلام الي كليشيهات يرددها الناس، مثل صيحته في «وإاسلاماه» (1961، اخراج أندريا مارتون): «إنتي فين ياجهاد؟» أو «بلطاي ماماتش» وكذلك قوله في فيلم «شارع الحب» (1959، اخراج أحمد بدرخان): إنت اللي هتغني الليلة يامنعم”؟.

زقاق المدق

«عاش حسين رياض حياته كلها للفن وفي الفن. لم ينصرف عن التمثيل عاما واحدا ولم تكن له أي اهتمامات الا بالأدوار التي يؤديها، لذلك منحه الفن ـ برضاء ـ أسراره، وبالتالي أصبح يمثل قمة من قمم فن التمثيل العربي». كانت هذه هي كلمات المبدع يحيي حقي عن حسين رياض، الذي توفى وهو يؤدي دوره في فيلم «ليلة الزفاف» عام 1966، اخراج بركات، ولم يستطع اكمال مشاهده.

اه من حواء

 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى