«حقّ مستحق» .. شعار مهرجان كرامة اليمن الرابع لأفلام حقوق الإنسان
عدن (اليمن) ـ «سينماتوغراف»
أعلن مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان، عن دورته الرابعة تحت عنوان “حقّ مستحق”، وتأتي هذه الدورة، التي ستجري بين 8 و21 يونيو 2023، لتعيد وتؤكّد على الحقوق غير القابلة للمساومة المتعلقة بالحرّية والكرامة والمساواة.
وصرح المدير العام للمهرجان ناصر المنج “نعيش اليوم في زمن تتعاظم فيه قوة القصة لتصبح الأداة الأكثر تأثيرًا في تسيير الشعوب وصنع التغيير، فكان الفيلم هو الوسيلة الأولى لعرضها وإيصالها مُشبعة بالعاطفة وحاملةً بين طياتها قيمة ورسالة، ولذلك ولثلاث سنوات قام مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان”.
يعرض المهرجان، مع برنامج متنوع يمتد على 14 يوماً، أفلامًا تدافع عن القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان وتعيد تسليط الضوء على قيم العدالة والديمقراطية والمساواة.
وتتخلل المهرجان عروض بالحضور الشخصي في ثلاث صالات سينما: خمسة أيام في حضرموت (بين 8 و12 يونيو)، ويومان في تعز (14 و15 يونيو)، وثلاثة أيام في عدن (من 17 إلى 19 يونيو)، بالإضافة إلى ذلك، ستتوفر عروض افتراضية لمدّة تسعة أيام (من 13 إلى 21 يونيو) لإتاحة إمكانية مشاهدة الجماهير من مختلف أقطار العالم.
على ضوء الأوضاع الصعبة التي تشهدها البلاد حاليًا، تم اختيار 28 فيلمًا قصيراً روائياً ووثائقياً يهدف كلّ منها إلى إعادة إحياء جوهر حقوق الإنسان، وترسخ هذه الأفلام المعتقد بأن الحرية والكرامة والمساواة تشكل حقوقا أساسية لا يجدر المساومة عليها أو انتهاكها أو ضياعها.. من خلال المهرجان، يوحّد المخرجون قوة إرادتهم ويستندون إلى أدواتهم الفنية للتذكير وإعادة التأكيد على الحقوق المتأصلة التي يستحقّ الجميع أن يتمتع بها.
يعرض البرنامج مجموعةً ملفتة من الأفلام الدولية القادمة من بلدان مثل الأردن، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، والسودان، وتونس، وباكستان، وغانا، وكرواتيا، والكاميرون، والصومال، وفنلندا، وكولومبيا، وإسبانيا، والبرازيل، وتايوان، وفرنسا. ويركّز هذا التمثيل على الطبيعة العالمية للنضال من أجل حقوق الإنسان ويشجّع على التفاهم العابر للثقافات.
من بين الأفلام المُلفتة المعروضة في إطار المهرجان، يبرز الفيلم الغاني TsuTsue “تسوتسوي”للمخرج “أمارتي أرمار”، الذي اختير عرضه ضمن الفئة الرسمية في مهرجان “كان”السينمائي في العام 2022. بالإضافة إلى ذلك، حظيت أفلام أخرى في مجموعة العرض تقديرًا كبيرًا في مختلف المهرجانات من حول العالم، مثل فيلم التحريك الطويل التايواني .
Hello to Me in 100 Years (مرحبًا بي بعد 100 سنة من اليوم) للمخرج وو- تشينغ تشانغ والفيلم الباكستاني Murder Tongue (اللغة القاتلة) الذي نال إعجاب الجماهير وهو من إخراج “علي سهيل جورا”. بالإضافة إلى الأفلام من العالم، يتم تسليط الضوء على الأفلام المحلّية اليمنية التي تعالج المسائل المجتمعية الهامة وتشجع على إنشاء مجتمع مترابط وأكثر أمانًا، وتركز هذه الأفلام على أهمية حل النزاعات، وإتاحة مستقبل آمن، وإبراز مدى أهمية مساعدة الآخرين على عيش حياة أفضل. وتصور هذه الأفلام جوهر القدر والإيمان والمسؤولية الجماعية في دعم الأفراد لبعضهم البعض.
سيُعرض مثلًا فيلم “عبْر الأزقة” للمخرج يوسف الصباحي الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في العام 2022. ويتمحور الفيلم حول قصة بسيطة لكن آسرة يزور الجمهور في خلالها أغوار مخيلة الصبي ويرافقه في فضوله ويغوص معه في استطلاعه التعجّبي. بالإضافة إلى عروض الأفلام، يقدّم المهرجان سلسلة من الندوات المتخصصة التي يمكن حضورها عبر الإنترنت وخارج نطاق الشبكة في مدن العروض، وتغوص هذه الندوات المتخصصة في مواضيع مثل دور مهرجانات الأفلام المعنية بحقوق الإنسان ودور التمويل والإنتاج في الصناعة اليمنية والدولية، مع تقديم دراسة حالة معمّقة عن إنتاج فيلم “المرهقون”، بالإضافة إلى جلسة خاصة تعنى بكتابة النصوص السينمائية، وستدور أيضًا جلسات نقاش في خلال العروض في حضرموت وتعز وعدن، مما يتيح منصةً للحوار والمحادثات المفيدة.
علاوة على ذلك، ستوفر مجموعة من ورش العمل والندوات منصةً للمشتركين لينضمّوا إلى النقاشات البناءة ويتبادلوا الأفكار ويتعلموا من الخبراء والفنانين الرفيعي المستوى القادمين من اليمن والعالم، وتهدف هذه الجلسات إلى تمكين الحاضرين وإلهامهم من خلال الرؤى والتجارب القيّمة التي يشاركها المحتروفون في المجال.
ويسعى أيضًا المهرجان إلى الاحتفال بالإبداع السينمائي من خلال جائزة “بران”لتكريم أفضل فيلم روائي قصير وأفضل فيلم وثائقي وأفضل فيلم يمني قصير.
وأعربت مبرمجة المهرجان شيماء التميمي عن شعورها بالفخر والتفاني لهذا المشروع، قائلة: “بفضل التفاني الثابت والراسخ، يسرّ لمهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان أن يعرض برنامجًا معدًا بعناية ليحاكي مشاعر الجمهور في اليمن. لقد اختيرت هذه الأفلام الاستثنائية بشكلٍ مدروس ليتخطى هدفُها حدود الترفيه، فهي تسعى أيضًا إلى التعليم والتثقيف وملامسة جوهرَ الاتصال البشري. ويفيد كلّ فيلم في تحفيز المحادثات التي تردم الهوة بين الاختلافات الثقافية. من خلال لغة الأفلام الموحَّدة العالمية، ندعوكم إلى الانطلاق في رحلة مُثرية وتغييرية تأخذكم عبر قصص موضوعها الشجاعة والصمود والعدالة، قصصٍ تحكي عن القِيَم المشتركة التي تربطنا كمجتمع عالمي واحد”.