«حياة داليدا» في فيلم يكشف سر إنتحارها
شقيقها تعاقد عليه وناديا المغربية تجسد شخصيتها ويبدأ تصويره منتصف 2015
«سينماتوغراف»ـ مروة أبو عيش
لاتزال أفلام السيرة الذاتية تستقطب كل يوم سينمائيين جدد يفتشون فى حياة فنان أو يزيحون الستار عن أسرار فنانة شهيرة أو موقف سياسي كان فى يوم من الأيام ملء السمع والبصر، ورغم كل الأزمات التى تلاحق هذه النوعية من الأفلام إلا أنها تمثل عنصر شديد الجاذبية للجمهور طالما كشفت عن الجديد والمثير فى حياة بطلها.
وأحدث الأفلام التى سيبدأ تصويرها فى هذا الإطار فيلم جديد عن حياة الفنانة داليدا الايطالية الأصل، المصرية المولد، الفرنسية الجنسية، التى حققت شهرة عالمية واسعة كمطربة وتغنت بكل لغات العالم وقالت عنها المغنية الفرنسية الشهيرة جوسلين جوسيا : “ليس كل شئ يأتى من الشرق الأوسط هو الذهب البراق، ولكن مصر أهدتنا نجمتين هما داليدا وهند رستم.”
الفيلم من إنتاج استوديو “باتيه” الفرنسي الذى قام بتوقيع عقد مع أورلاندو شقيق داليدا ومدير أعمالها فى حياتها، أما الإخراج فستتولاه المخرجة والكاتبة الفرنسية “ليزا ازولو التى عكفت على الإعداد للفيلم منذ عام 2011، حيث خاضت رحلة طويلة لمعرفة كل شئ عن حياة داليدا وملابسات حادث انتحارها، وسوف تصور جانبا من مشاهد الفيلم بالقاهرة، وتعمل ليزا ازولو كسيناريست ومخرجة لأفلام قصيرة وطويلة، وآخر أفلامها “مقابلة” أو UneRencontre وفيلم قصير بعنوان “14 مليون صرخة” أو 14 millions de Cris
وقد رشحت الممثلة الفرنسية “ناديا فاريس” التى تنتمى لأصول مغربية للقيام بتمثيل شخصية داليدا، وقد لعبت فاريس بطولة سلسلة طويلة من الأفلام التليفزيونية والسينمائية ومن أشهر أعمالها “الانهار القرمزية” the Crimson Rivers من إخراج ماثيو كازوفيتس عام 2001، و”حرب” أو WAR من إخراج فيليب جى اتويل، وفيلم “تحذير من العواصف” أو Storm Warning.
يذكر أنه لم يتم الاستقرار بعد على ما إذا كانت ناديا ستؤدى “داليدا” فى سن الثامنة عشر أم سيتم ترشيح ممثلة أخرى ولازال الأمر تحت الدراسة حسب تقرير صحيفة “لوفيجارو” الإلكترونية، ومن المفترض أن يبدأ تصوير الفيلم منتصف 2015.
ويستعرض الفيلم حياة داليدا أو “يولاندا كريستينا جيجيوتى” التى ولدت فى حى شبرا بالقاهرة وعملت فى بداياتها فى أدوار صغيرة فى السينما المصرية ثم انتقلت إلى فرنسا لتصبح من أشهر مطرباتها وحصلت مرتان على جائزة تكريمية هى “أوسكار العالم لإسطوانتها الناجحة” The World Oscar of success of disc وتعد المغنية الأوروبية الوحيدة التى حصلت على مثل هذه الجائزة.
ولدت داليدا عام 1993، لأسرة من أصل إيطالى عاشت فترة طفولتها ومراهقتها فى القاهرة وأنتخبت ملكة جمال مصر عام 1954، وشاركت بالتمثيل لأول مرة فى فيلم “غزل البنات” أمام نجيب الريحانى وليلى مراد، وفى نفس العام اختارها نيازى مصطفى لتؤدى أحد الأدوار الصغيرة “دليلة” فى فيلم “سيجارة وكاس” أمام سامية جمال، ولقد ظل اسم “داليلا” ملاصقا لها.
وكانت تلك البدايات السينمائية الصغيرة السبب وراء هجرتها الى فرنسا بعد أن اكتشفها المخرج الفرنسى مارك دو جاستين وقدمها فى فيلم آخر مع سامية جمال هو “ماسك توت عنخ امون” 1954، وعرض عليها السفر مع أسرتها الى فرنسا لحصول على فرص أكبر فى السينما الفرنسية، وهناك غيرت اسمها من “داليلا ” ليصبح “داليدا”.
لم تحقق داليدا نجاحا سينمائيا يضاهى نجاحها فى المجال الغنائى وقد اعترفت بذلك فى حياتها مؤكدة انه ليس لديها الكثير من الذكريات فى السينما لأنها لم تقدم الافلام الجيدة وكانت تقول ايضا ” لا أندم أبدا على أي شئ عملته ولكن اندم على ما لم استطع عمله وما لم اعمله.”
وقد قدمت عام 1986 مع المخرج الكبير يوسف شاهين فيلم “اليوم السادس” والذى أعاد اكتشافها بعد 32 عاما من رحيلها عن مصر، وجسدت من خلاله دور”صديقة” الذى استغت فيه تماما عن أناقتها ومظهرها بإرتدائها الجلباب الاسود بلا وماكياج لتعبر عن المرأة البسيطة المعدمة ربة البيت، فكانت مفاجأة يوسف شاهين فى ذلك الفيلم، ولم يحقق الفيلم نجاحا جماهيريا وإن ظل تجربة تعتز بها داليدا لأنها أعادت لها ذكريات نشأتها الأولى فى مصر.
ورحلت داليدا عام 1987 منتحرة بعد أن أسرت قلوب الملايين من عشاقها بسحر قوامها ورشاقته أو شعرها الذهبي، وقد سبق تقديم سيرتها الذاتية من خلال فيلم تليفزيونى يحمل اسم “داليدا” عام 2005 من إخراج الفرنسية جويسى بونال وبطولة الممثلة الايطالية سابرينا فيريلى.