مقابلات

حيدر رشيد مخرج فيلم «أوروبا» المرشح للأوسكار: لا أفهم فكرة الحدود وقضية الهجرة كارثة إنسانية

جدة ـ «سينماتوغراف»:  طارق البحار

يروي فيلم “أوروبا” الذي حصد مخرجه حيدر رشيد جائزة أفضل مخرج ضمن مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الأفتتاحية، قصة شاب عراقي و3 أيام مأساوية في حياته وهو يحاول الهروب إلى أوروبا سيراً على الأقدام عبر الحدود التركية – البلغارية.

المخرج المبدع حيدر رشيد، المولود في فلورنسا العام 1985 من أب عراقي وهو الناقد والإعلامي عرفان رشيد وأم إيطالية، في كتابته ومونتاجه مع سونيا جانيتو، أنجز فيلمه الروائي الطويل الأول “المحنة” العام 2010، بالإضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة والطويلة، منها: “صمتا، كل الطرق تؤدي إلى الموسيقى”، و”مطر وشيك” (2013)، وله أيضاً فيلمٌ مُنجزٌ بتقنيات الواقع الافتراضي، بعنوان “لا حدود”، نال بفضله جوائز مختلفة في مهرجاناتٍ سينمائية دولية.. عن فيلم “أوروبا” المرشح عن العراق للأوسكار، كان الحوار السريع التالي مع المخرج حيدر رشيد:

ـ ما الذي يمكن أن تعبر عنه بعد حصول فيلمك “أوروبا” على جائزتي أفضل مخرج وممثل من البحر الأحمر السينمائي؟

بالطبع سعيد جداً لحصول فيلمي على جائزتي أفضل مخرج وممثل في مهرجان البحر الأحمر بالسعودية، وكان يمثل لي تحدياً فنياً كبيراً من ناحية الإنتاج، وهذا ما جعل الأمر بالطبع أكثر إبهاراً بالنسبة لي، خصوصاً مع حرصي على تأكيد أن المؤسسات العالمية لا تنظر إلى قضية الهجرة من زاوية إنسانية، فنحن نعيش في عصر كثافة الصور والمعلومات التي تهطل علينا طوال الوقت، ما أدى إلى تخديرنا.

ـ تقدم أفلام عن المهاجرين دائماً، لماذا هذا الاتجاه؟

الموضوع مختلف عندي من عدة نواحي، وهذا الفيلم كذلك مختلف تماماً عن قصة المهاجرين فقط، فالشاب العراقي آدم شاب طموح يبحث عن حياة أفضل في أي مكان غير وطنه الغرقان، وقد جاءت فكرة الفيلم عندما كنت أتابع تجارب الحياة الواقعية للمهاجرين الذين يعبرون الحدود في كل مكان حول العالم، مثل ما نمر به يومياً، وأصبح اليوم العالم أكثر وعياً بهذه القضية المهمة جداً، والتي تعتبر كارثة إنسانية صعبة بدأت منذ فترة طويلة، وهكذا صنعت هذا الفيلم بصورة مغايرة عن أفلامي السابقة، ورغم هذا، فهو متصل بأعمالي السابقة خصوصاً فيلمي القصير “لا حدود”، و”مطر وشيك”.

ـ ماهو محتوى فيلمك “أوروبا” المرشح للأوسكار، لمن لم يشاهده بعد؟

ببساطة يحكي قصة الشاب العراقي آدم الذي يحاول السفر إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، بعد العديد من الصعوبات تقف بوجهه وبخشونة شرطة الحدود البلغارية الغاضبة، والتي تحاول الحيلولة دون الوصول للحدود وبطريقة وحشية، حيث يسرقون منه كل ما يملك، لكنه بذكاء يتمكن من الهروب، إلى الغابة الكبيرة خيث يتعرض إلى صارع موحش ومطاردة من ”صائدي المهاجرين”، الذين يقتلون أي شخص يجدونه ويسلبونه كل ما يملك، وأردت تقديم هذه الصورة الغامضة، والاعتماد على أنفاس بطل الفيلم كموسيقى تصويرية.

ـ ماهي الفكرة في استعانتك بفانيلة اللاعب المصري محمد صلاح كملابس لبطل الفيلم؟

بالطبع النجم محمد صلاح لاعب نادي ليفربول والمنتخب المصري خير مثال للكفاح، من إيطاليا إلى كل النجومية التي وصل إليها بعد تعب كبير كمهاجر شق طريقه بصعوبة إلى أوروبا، والحقيقة أن وراء ذلك هو مصور الفيلم الذي تدخل في تقديم هذه الفكرة التي ألهمتني جدا.

ـ لماذا لم تعتمد على ممثل عراقي بطلاً للفيلم؟

الفنان آدم علي من أصول عربية، فهو من ليبيا وهاجر منها في سن مبكرة إلـى بريطانيا برفقة عائلته، فهو يعلم تماماً معنى الهجرة الصعبة بين الحدود، ومنذ بداية تطوير الفيلم كان في ذهني إلزامية وجود فنان عربي وأن يكون قد مر بهذه التجربة المريرة، فالخوف الذي كان في عينيه جاء نتيجة الكثير من التجارب والتعب، وإلى جانب بطل الفيلم هناك عدد من الممثلين المحترفين من بينهم الممثلة البلغارية سفيتلانا يانتشيفا، والإيطالي بيترو تشيتشيرييلّو، والتونسي محمد زواوي، وممثلون هواة، كان من بينهم عدد من الشباب الآسيويين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البلقان بذكريات قاسية.

ـ ما الذي تهدف إليه وماهي رسالتك في هذا الفيلم؟

أشعر أن العالم وصل إلى مرحلة وعي كبير بقضية الهجرة التي هي كارثة إنسانية لم تبدأ الآن، بل هي استمرار لمآسي عمرها عقود من الزمن، وأعتقد أن قضية الهجرة هي قضية الحاضر والمستقبل، ولا يمكنني فهم فكرة الحدود التي تفصل الأراضي والدول، أفهم حاجة الدول لحماية أراضيها لكن كلنا بشر في النهاية، وهذا ما أردت تسليط الضوء عليه، وهذا الفيلم يعني لي الكثير فقد كانت تجربة طويلة وهو يحمل الكثير من المعاني ليس فقط على المستوى السينمائي بل أيضاً على المستوى السياسي، كما أرى أن هناك المزيد من العنصرية والتحديات التي باتت تحاصر المهاجرين في السنوات الأخيرة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يتقبلون فكرة تعامل الأمن الأوروبي مع بعض اللجئين بشكل غير إنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى