إضاءات

«خان المُعلم».. فيلم وثائقي يرصد المخرج والإنسان المُولع بالتفاصيل

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

في حب محمد خان المخرج والإنسان، المولع بالتفاصيل والكادرات ورصد البشر وهمومهم وأحلامهم، قدم المخرج أحمد رشوان فيلمه الوثائقى «خان المُعلم» الذي بدأت فكرة تقديمه من «خان» خلال سنواته الأخيرة قبل رحيله، وبالاتفاق مع مخرجه أحمد رشوان بحكم قربه من «خان» وعمله معه كمساعد مخرج.

علاقة «خان» بـ«رشوان» بدأت قبل 30 عاما، واستمرت 28 عاما منذ كان «رشوان» طالبا في كلية الحقوق حيث كان يعد نشرة سينمائية يراسل بسببها صناع السينما، وتفاعل معه «خان» وكان لديه إيمان بأن المسؤولين عن تلك النشرة السينمائية يقدمون شيئا مختلفا، فأرسل مقالا ونشره «رشوان» في نشرته، ومن حينها بدأت علاقة الصداقة والأبوة بين «خان» و«رشوان» حتى رحيله في 26 يوليو 2016، والتى أراد «رشوان» تسجيلها في فيلم وثائقى في حياة «خان»، حيث بدأت الفكرة قبل عام ونصف من رحيله، وتحمس وقتها لتقديم الفيلم وصوّر مشاهد تتحدث عن تجربته ومشواره السينمائيين، مزودا بشهادات لـ8 أشخاص من المقربين منه وممن عملوا معه، وعلى رأسهم زوجته كاتبة السيناريو وسام سليمان، إلى جانب مديرى التصوير سعيد شيمى وكمال عبدالعزيز والسيناريست بشير الديك والمخرجة نسرين الزنط.

«خان المُعلم» لا ينطبق عليه فقط كمخرج شاب عمل مع تلك المدرسة السينمائية، بل يتعلق بكثيرين ممن عملوا معه وتابعوا كيف كان يختار الممثلين والفنيين والمخرجين الشباب للعمل معه، ويرصد علاقته بالأجيال الجديدة، هكذا وصف «رشوان» فيلمه، وقال: «يهمني أن يصل الفيلم إلى الجميع، وأن نكون قد نجحنا في تقديم «خان» ليس كفنان فقط، بل كمخرج موهوب وتجربة لن تتكرر في صناعة السينما وفى الحياة، وفى الإقناع، مثل أن يقنع نجما كنور الشريف أن يقدم فيلمه الأول «ضربة شمس»، من بطولته وإنتاجه، أو أن يصور في الشوارع بهذه الواقعية والتفاصيل، ويقدم تلك التنويعة من الأفلام التي قدرت بنحو 24 فيلما».

اعتماده واختياره لمديري التصوير بطريقة الكاستينج المتبع مع الممثلين، وذلك من خلال بعض اللقطات والمقاطع التي يصورونها.. سرّ آخر من أسرار «خان» الإخراجية يتناولها الفيلم الذي شارك فيه خبراء مونتاج بعضهم لم يعرف «خان» أو يعمل معه، بحسب «رشوان»، لكنهم استشعروا من شهادات المقربين منه روحه واقتربوا منه ومن أسلوبه الإخراجي وشاهدوا أفلامه، وكأنهم يعيدون اكتشاف «خان» واكتشاف ذاتهم في صناعة الأفلام، ومنهم مدير التصوير مينا نبيل ومهندس الصوت محمد الخولى، والمونتير محمد أنور الذي شاهد ساعات كثيرة مما تم تصويره عن «خان»، ليختزله في 54 دقيقة، هي مدة الفيلم، بعد 8 أشهر من العمل على المونتاج، وهو ما يوضحه «رشوان»: «صناعة الفيلم تحبب الآخرين فيمن لم يعرفوه وتجلعهم يتفاعلون معه من خلال أفلامه وحواراته وتقربه من أجيال أصغر لم تعمل معه».

الفيلم عرض لأول مرة في مهرجان السينما العربية بباريس مطلع يوليو الماضى، ولاقى ردود أفعال جيدة، ومن المقرر أن يعرض في بعض المهرجانات السينمائية والمراكز الثقافية الفترة المقبلة، لتتم مشاهدته في مصر على نطاق أوسع كما يأمل مخرجه أحمد رشوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى