أحداث و تقارير

خلف الكواليس: ليلي مراد وأنور وجدي وليلي فوزي.. حقائق وأسرار

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

مالا يعرفه الكثيرون هو أن ليلى مراد كانت تحب محمد عبد الوهاب كثيراً وعميقاً وكان أنور وجدي يكره في داخله عبد الوهاب ويغار منه وكان يحضر بروفات ليلى مراد مع الأستاذ ولا يتركها وحدها معه. علاقة الفنانة المصرية ليلى مراد وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تعدت حدود التلميذة والأستاذ، من طرف واحد على الأقل، حيث كان عبد الوهاب الرجل الأول الذي يدق قلب ليلى مراد له.

حب ليلى مراد الأول وثقه المؤلف صالح مرسي، في كتابه «ليلى مراد»، حيث أكد أن الإعجاب وانبهار ليلى بموسيقار الأجيال جعلها تنسج في خيالها خيوط قصة حب تجمعهما مع أول بطولة لها على الشاشة أمامه في فيلم «يحيا الحب»، لتستيقظ على حقيقة واحدة وهي أن حبها بلا أمل، وإن يقال إن المطربة الراحلة ظلت تخفي مكانة خاصة لعبدالوهاب في قلبها حتى وفاتها… ولكن!

أنور وليلى مراد

يعتبر زواج الفنان الراحل أنور وجدي، من الفنانة ليلى مراد، من أشهر زيجات السينما المصرية، وكان زواجه منها خلال تصوير فيلم «قلبي دليلي» عام 1947.

إعلان زواجهما جاء بعد رقصة «الفالس»، التي قدماها في الفيلم على ألحان أغنية الفيلم الرئيسية «أنا قلبي دليلي»، وكان هذا الإعلان مفاجأة للوسط الفني كله، حيث أن ليلى مراد كانت أكثر شهرة ونجاحًا، ووجدي ما يزال في بداياته الفنية.

ليلى مراد، كانت بمثابة كلمة السر التي فتحت لوجدي الأبواب على مصراعيها، وقدمته كمخرج لأول مرة في فيلم من بطولته أيضا، وبعدها أصبح وجدي مخرج كل أفلامه معها، بل وأخرج أفلاما أخرى عديدة. ولكن زواج ليلى ووجدي، مر بأزمات كثيرة مابين غيرة فنية واستغلال وعلاقات نسائية، كما يذكر البعض، حتى كانت النهاية الزوجية، بعد زواج دام سبع سنوات، بتوقيع ليلى قسيمة طلاقها من وجدي قائلةً بعدها: «ربنا يسعده ويوفقه الفترة اللي جاية».

لم يترك أنور وجدي طليقته ليلى مراد تعيش حياة هادئة وطبيعية عقب انفصالهما وانشغال كل منهما بحياة أخرى بعيدا عن الآخر، وكان الغيظ والحقد يأكل قلبه وهو يراها على عرش الأغنية والسينما العربية تتسابق عليها شركات الانتاج والتوزيع في الوطن العربي وتظل قريبة من السلطة بعد انتهاء عصر الملكية وبزوغ عصر ثورة 23 يوليو 1952.. بل صمم أنور وجدي على تحطيمها وكسر ارادتها والفتّ من عزيمتها لا لشيء سوى الانتقام والتشفي من امرأة حرة رفضت العيش مع رجل خائن ومغرور وناكر للجميل.. حتى مع أصحاب الفضل فيما وصل اليه من نجومية ومال مثل يوسف وهبي ومحمد عبد الوهاب، وليلى مراد نفسها وآخرين. كانت ليلى مراد تواصل نجاحها ليس في مصر فقط بل في كل الأقطار العربية من القاهرة الى الخرطوم ومن بيروت الى بغداد ثم الخليج العربي.

وكانت أفلام ليلى مراد مع شركات انتاج أخرى تزيد من غضب أنور وجدي، فقد تعاقدت ليلى مراد مع شركة أفلام محمد فوزي في فيلم «ورد الغرام» وشركة أفلام عبده نصر في فيلم «سيدة القطار» وشركة آسيا لوتس في فيلم «من القلب للقلب» وغيرها من الأعمال، وبلغ رصيدها 1000 أغنية وزاد الاقبال الجنوني على اسطواناتها في العالم العربي وهددت عروش كبار المطربين والمطربات في ذلك الوقت.

خيوط المؤامرة

كانت خيوط المؤامرة على ليلى مراد وشرفها الوطني وانتمائها لعروبتها ومصريتها، قد انطلقت من دمشق في شهر سبتمبر عام 1952 عندما نشرت مجلة «الكفاح العربي السورية أن المطربة المصرية يهودية الأصل ليلى مراد تبرعت لاسرائيل بمبلغ 50 ألف جنيه، أثناء وجودها في باريس.. فسارعت بعض الدول العربية الى مقاطعة ليلى مراد سينمائيا وغنائيا وفي مقدمتها سوريا. حيث نشرت جريدة «الأهرام في خبر من مراسلها في دمشق في الثاني عشر من سبتمبر 1952 «أن الحكومة السورية قررت منع أغاني ليلى مراد وأفلامها من سوريا، لأنها تبرعت بمبلغ 50 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم جدا في ذلك الحين يساوي الملايين بلغة اليوم، وقد أثار الخبر حينها زوبعة واسعة، مما استدعى التحقيق السياسي معها على أعلى مستوى بعد مطالبة جامعة الدول العربية بالتدخل لوقف هذه المأساة.

وجاء الرد من ليلى مراد بالنفي والاعتزال والهجرة والدخول في حالة من السكون الاجباري وآخر من الاكتئاب النفسي والفني، فقد أثار الخبر ردود فعل هائلة وصلت إلى حدود الصدمة لدى عشاق ليلى مراد ومعجبيها.

ودخلت ليلى مراد المستشفى وهي تقول في حسرة: «الله يجازيك يا أنور».

أنور وليلى فوزي

كانت ليلى مراد تدرك بحسها ومشاعرها وتحليلها لشخصية طليقها أنور وجدي أنه وراء الاشائعة القاتلة، وقد ذكر اللواء عادل عبد العليم الخبير الأمني في شؤون الجاسوسية أن الفنان أنور وجدي ذو الأصول السورية، أطلق هذه الشائعة القاتلة، بسبب خلافاته مع ليلى مراد وانفصالهما عن بعض.. وكان أنور وجدي وقتها موجودا في باريس لقضاء بعض الوقت مع زوجته الجديدة الفنانة ليلى فوزي.

لقد تزوج أنور وجدي ليلى فوزي جميلة الجميلات وقتها حتى يغيظ ليلى مراد.. ولقد انطلقت علاقته بليلى فوزي يوم كان متزوجا من ليلى مراد .. كان ذلك سنة 1944.

وما كان عام 1944 ليمر مرور الكرام، لولا أنه مهدّ لعلاقة، حَكم عليها الجميع بالفشل، ولكنها أثبتت العكس، وإن جاءت متأخرة، فعلاقة الحسناء ليلى فوزي بأنور وجدي الذي يكبرها بعشرين عاما، كما إنه كان لا يزال فنانا صغيرا يتنقل بين الأدوار الثانية، في حين أنها مثلت أحد عشر عملا فنيا، فكانت في نظر الجميع علاقة فاشلة ولن تستمر، وعندما تقدم أنور لوالدها رفضه، وزوّجها قسرا من الفنان عزيز عثمان، الذي يكبرها بثلاثين عاما.

وتمر الأيام، ويسعى أنور إلى الشهرة والمال بشتى الطرق، ليس لشيء إلا ليتغلب على سبب ابتعاده عن محبوبته، وبالفعل ينجح ويصبح نجم الشباك الأول، ثم يتزوج من ليلى مراد، ويتم الطلاق بينهما، كما تم بين محبوبته وزوجها عزيز عثمان.

ويعود الحب بينهما، مع وقوفهما مجددا أمام الكاميرات، في فلم «خطف مراتي»، ولكن يعود معهما المرض الشديد الذي ألمّ بأنور، ويصران على الزواج، لتتوج علاقة بدأت منذ سنين، ولكنه زواج قصير الأمد، فلم يستمر أكثر من ثمانية أشهر، يتوفى بعدها أنور وجدي، وتُسدل الستار على علاقة أثبتت قوتها وخيبة آمال الشامتين.

مات انور وجدي بالفشل الكلوي.. ويقول بعض من حضر لحظاته الأخيرة أنه كان ينادي على ليلى.. ولكن لا أحد كان يعرف هل هي ليلى مراد أم ليلى فوزي!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى