ـ خيرية البشلاوي
لم أحصي علي وجه التحديد عدد الأفلام الأمريكية التي تناولت موضوعات ترتكز حول المومياء الفرعونية.. عشرات الأفلام والمسلسلات إلي جانب أفلام وألعاب الفيديو وأفلام الكرتون.. فـ”المومياء” المصرية تحتل فصلاً كبيراً في تاريخ هوليوود بدأ مبكراً وتحديداً من عام 1932 بأول أفلام هذا النوع “المومياء” الذي قام ببطولته ممثل أفلام الرعب بوريس كارلوف “1887 ـ 1969”.
المومياء الفرعونية ظلت مصدراً لإثارة الرعب في الأفلام التي تعتمد علي المغامرة والدخول إلي عوالم الكهنة المصريين وإلي مقابر ملوك الفراعنة التي ظلت في هذه الأفلام مصدراً للشرور واللعنات القاتلة والتي يتصدي لها ويوقف لعناتها علماء الآثار الأبطال الأمريكيين.
بدأت هذه “الماركة البارزة” في أفلام السينما الهوليودية منذ عام 1932 وحتي عام 2017 حيث يبدأ عروض آخر أفلام هذا النوع في يونيه القادم بفيلم يقوم ببطولته اثنان من أقوي نجوم السينما الأمريكية وهما توم كروز وراسل كرو.
هذه الأفلام الكاشفة لحجم الاستحواذ الذي فرضته الحضارة الفرعونية علي صناعة الترفيه الأمريكية وعلي ما نطلق عليه الآن الأسلحة الناعمة في غزو العقول والوجدان الجمعي لجماهير السينما في أمريكا وأوروبا بل والعالم كله وذلك بسبب التأثير العالمي للفيلم الأمريكي.
ولقد اعتادت السينما الصهيونية الهوليودية تشويه الحضارات الإنسانية القديمة وفي مقدمتها الحضارة الفرعونية مستخدمة سلاح الفيلم. وبالنظر إلي أفلام “المومياء” سنجد أن هذه النوعية استمرت في عام 1940. 1942 و1944 وحتي عام 1955 ثم في سلسلة أفلام المومياء التي بدأت من 1959 وحتي عام 1971 وسلسلة أخري بدأت من 1999 وحتي عام 2015 ثم ها هو عام 2017 بطل لفيلم “المومياء” الذي يعتبر من الانتاج الضخم وباثنين من أكثر النجوم جماهيرية.
بعض هذه الأعمال أعيد انتاجها بأطقم جديدة من الممثلين ومخرجين جدد. وفي مراحل زمنية مختلفة وتتناول حقباً من التاريخ القديم متنوعة ولكنها تعتمد في معظم الأحيان علي نفس الرؤية المشبعة بالعنف والنظرة المعتمة وباعتبار هذه الحضارة مصدراً للشرور الغامضة وأحيانا تبدو مشبعة بالجنس والرعب كما في فيلم “المومياء” للمخرج والكاتب الأمريكي كلايف باركر الشهير بأفلام الرعب وأيضا فيلم المخرج ستيفن سومر “المومياء” “1999” وهو إعادة انتاج للنسخة الأصلية التي انتجت عام “1932” ولكنه أضاف إليها مشاهد من الرعب والكثير من مشاهد الحركة والمغامرة.
ومن الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً كبيراً وتم استنساخها في أجزاء تالية وفي سلسلة من الأعمال التليفزيونية وأفلام الرسوم المتحركة ولكن ليس بنفس النجاح.
وفي عام 2001 تم عرض فيلم “المومياء تعود” الذي تدور أحداثه عام 1933 والذي يبعث من جديد موضوع لعنة الفرعون “أمنتحت” الذي يريد تدمير العالم لولا تصدي علماء الآثار لهذه اللعنة ودحرها.
آخر نسخة من هذه النوعية الخاصة بأفلام “المومياء” يبدأ عرضها في يونيه 2017 وتتناول حكاية أميرة فرعونية تستيقظ من سباتها وتخرج من قبرها المدفونة في رمال الصحراء وتوقظ معها الشرور وأشكال من الرعب تهدد البشرية والفيلم تدور أحداثه الآن في هذا العصر الذي نعيش فيه بما يتضمن ذلك من دلالات واسقاطات والفيلم من إخراج اليكس كرتزمان وهو مخرج أمريكي من مواليد سبتمبر 1973 في مدينة لوس إنجلوس وهو أيضا منتج ومؤلف ومعروف بأفلامه “المتحولون” 2007 و”رجل العنكبوت المدهش” 2014 وفيلم “ستار ترك” 2009.
ويشارك في بطولة الفيلم الممثلة الجزائرية صوفيا بوتلة “مواليد 1982” وتؤدي دور الأمير الفرعونية شديدة الخطورة.
وفي فيلم “المومياء” 2014 للمخرج باتريك ماكمانوس يقوم فريق من علماء الآثار باكتشاف مقبرة لمومياء يؤدي بعثها إلي مجموعة من اللعنات القاتلة تطلقها من مقبرتها.
وفي الفيلم الجديد الذي انتجته شركة يونيفرسال ضمن الأفلام التي تعتمد علي “المومياوات” بعد بعثها وانتشار شرورها تدور الأحداث حول هذه الأميرة القوية التي تعود إلي الحياة بسبب العدوان الرهيب الذي تم علي الآثار القديمة وسرقة التوابيت التي نهبتها داعش أو الفصائل الإرهابية الأخري المتطلعة إلي إقامة الدولة الإسلامية.. إذن هي في جوهرها أعمال موجهة ولكن بجرعة كبيرة من الإثارة والقدرة علي التأثير.
