زووم ان

خيري بشارة في ضيافة «معهد جوتة»: الموهبة لابد أن يرافقها جهداً مبذولاً 

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

عقد مساء أمس الجمعة، لقاءً مفتوحًا مع المخرج الكبير خيري بشارة، وذلك في معهد جوتة، ضمن فعاليات أسبوع أفلام جوته المقام في الفترة من 5 حتى 12 يونيو الحالي.

وأدار اللقاء الكاتب الصحفي سيد محمود، وتحدث بشارة مع جمهوره حول العديد من الموضوعات المتعلقة بصناعة السينما، وذكرياته مع عدد من النجوم، كما أجاب عن أسئلة الحضور، وأعلن عن بعض مشروعاته التي من المنتظر أن تخرج إلى النور قريبًا.

وعن وصفه بالمخرج المتمرد، قال «بشارة» إن التمرد وضع فطري لدى أي إنسان سوي، وأن الإنسان إذا شعر بحالة رضا دائمة عن ذاته ومحيطه يصبح فاقدًا للحياة، مشيرًا إلى أن الفيلم الأمريكي (ثائر بلا سبب) لـ”نيكولاس راي” والذي شاهده صغيرًا يمثل فلسفته في الحياة.

وحكى بشارة عن ذكرياته مع فيلمه الروائي الأول “العوامة رقم 70” وعن مخاوفه عند عرضه على الجمهور للدرجة التي جعلته يدعي أنه يعاني من ذبحة صدرية حتى لا يتواجد بالعرض الخاص، كما حكى أيضا عن معاركه التاريخية مع النقاد والصحفيين الذين لم يتفهموا محاولاته للتجديد، حيث قال: أرفض الاستسهال أو التنميط، وردود فعلي على هذه النوعية من النقد تراوحت ما بين الطيبة الشديدة والعنف الشديد، فلم يكن لدي رد فعل ثابت، وأذكر أن ناقدا من جيلي وقف ليناقش فيلم “كابوريا”، وقال كلاما لا يعجبني، وعندما توقف عن الكلام، سألته هل انتهيت؟ ثم قلبت الطاولة عليه وغادرت المكان، وقتها كان غضبي طفوليًا ولم أكن أفكر جيدا، لكن إذا حدث ذلك الآن فبالطبع لن أتبنى نفس رد الفعل العنيف الذي تبنيته قديما.

وعن ذكرياته مع النجوم الذين عمل معهم، حكى خيري العديد من المواقف، كما ذكر أن الفنان أحمد زكي هو أكثر من تحمل عصبيته، ولم ينظر إلى تجاوزاته معه باعتبارها إهانة، حيث كانت بينهما صداقة متينة، مشيرا إلى أن لكل ممثل مفتاحه الخاص به، وأنه لا يقف على مسافة واحدة من كل الممثلين، وأنه يستحيل أن يتعامل مع فنان لا تربطه به صداقة، أو مع فنان في بداية الطريق كما تعامل مع أحمد زكي في السابق.

وعن نصائحه لمن يخطون خطواتهم الأولى في عالم الإخراج السينمائي، أكد أنه لا توجد وصفة سحرية يصبح الإنسان من خلالها مخرجا ناجحا، كما أن لموهبة التي هي عبارة عن عطية يمنحها الله للإنسان لا تكفي وحدها، ولا بد أن يرافقها جهدا مبذولا في التعلم، والتثقف في شتى مناحي الحياة.

وعن علاقته بزملائه المخرجين الذين ينتمون إلى نفس جيله، قال: “كنا محظوظين بأن امتلكنا صوتا جماعيا وليس فرديا، كما كانت تربطنا صداقة عميقة منحتنا القدرة على أن ننتقد أعمال بعضنا البعض، وأن نستمع إلى هذا النقد حتى وإن كان قاسيا، مشيرا إلى أنه وصديقه المخرج الراحل “محمد خان” هما أول من بشر باستخدام الكاميرا الديجيتال، وقد واجها في مقابل ذلك تهكما شديدا، وانتقادا لاذعا، لكن ذلك لم يثنيهما عن مواصلة الطريق“.

وعن رأيه في مستقبل السينما في ظل وجود منصات العرض الإلكترونية، قال أنه في ظل كل هذه التطورات المتسارعة والمتلاحقة يتوقع أن يحدث تغيرا كبيرا، لكنه في نفس الوقت لا يمتلك القدرة على التنبؤ بشكل هذا التغيير وطبيعته، مؤكدا أن هناك العديد من المخرجين الشباب الذين لفتوا نظره بقوة من خلال أعمالهم، وذكر منهم محمد دياب، ومحمد حماد، وأيتن أمين، وهالة لطفي، وشريف البنداري، ومروان حامد، وأحمد علاء، وأحمد فوزي صالح.

وعن مشروعاته المستقبلية، قال إنه انتهى من كتابة روايته الأولى، وأنه حاليا في مرحلة مراجعتها قبل تسليمها لدار النشر التي ستتولى طباعتها، ونشرها قريبا، وتدور تلك الرواية حول قصة رجل صيني تمتلك أسرته سلسلة مطاعم في بكين، مؤكدا أنه يمزج في هذه الرواية ما بين الواقع والخيال، كما أكد أنه يمتلك ساعات مصورة، له ولزوجته، وأبنائه، يمكن اعتبارها بمثابة فيلما تسجيليا عن حياته، لكنه لا يثق أنه سيقوم بإخراجه بنفسه، لذلك قام بتخزين تلك المادة المصورة، لعله يخرجها يوما ما، أو يخرجها أحد غيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى