أهم العناوينسينما

داني بويل.. بصمة سينمائية بارزة في افتتاح «قناة السويس الجديدة»

انتصار دردير تكتب لـ «سينماتوغراف»:

أجواء الحماس جعلت المصريين ينهون في عام واحد مشروعا ضخما بحجم «قناة السويس الجديدة»، وبنفس الحماس تجلى نفس المستوى لفناني مصر، سواء من خلال المسرح الضخم الذي استقبل مشهد «النصر» في أوبرا عايدة، أو في الأغاني التي تبارى جميع المطربين لتقديمها تعبيرا عن روح التعاون والفرحة الكبيرة باحتفال افتتاح القناة الجديدة، أو حتى ما شاهدناه من أفلام وثائقية أكدت ضخامة الحدث ليظل خالدا في أذهان الأجيال الحالية والمستقبلية، لكن ما تابعناه على شاشة التلفزيون ونقلته كثير من الفضائيات، في حضور رؤساء وملوك العالم، كان موضع دهشة واعجاب للمستوى التقني والفني الذي جعل الحفل اسطوريا اتسم بالابهار في حركة الكاميرا، واللقطات بتتابعها، والتناغم في رصد التفاصيل، وهو ماجعل الصورة معبرة عن حجم ما ترصده من انجاز، كان يظن البعض أنه مستحيلا، ليتحول إلي واقع جميل يليق بسمعة مصر ومكانتها المتميزة بين دول العالم.

وكما ذكرت الاحصائيات فإن 45 مصورا استخدموا 40 كاميرا، تم الاعتماد عليها في كل عمليات النقل التلفزيوني، وادارها ببراعة المخرج البريطاني داني بويل، الذي تولى مهمة إخراج الحفل، وهو السينمائي الحائز على جائزة الجولدن جلوب لأفضل مخرج، والذي رُشِّح لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج عام 2009 عن فيلم «المليونير الفقير ـ سلمدوج مليونير» وفاز بها، هذا بخلاف إخراجه لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2012 في لندن، والتي حازت على إعجاب الملايين في شتى أنحاء العالم، واخراجه مؤخرا لحفل عيد الاستقلال الفرنسي.

داني بويل.. بصمة سينمائية بارزة في افتتاح «قناة السويس الجديدة»

وفي رأيي أن اختيار المخرج البريطاني داني بويل كان موفقا للغاية، حيث يتميز بأسلوبه الإخراجي الفريد، الذي شاهدناه على مر السنين في عدد من الأفلام المختلفة والمتنوعة مثل إبداعه في الكوميديا السوداء من خلال فيلم «المهتم» وإتقانه لفيلم النجاة الجميل «127 ساعة»، لكن عمله الأكبر والأهم هو إخراجه للفيلم الرائع «المليونير الفقير» الأفضل في مسيرته بدون شك، والذي أكسبه جائزة الأوسكار الوحيدة حتى الآن.

ولأن الكثير من المشاهدين لا يعرفون البريطاني داني بويل، كان لابد من تسليط الضوء عليه  خصوصا أن أهم ما يميز أسلوبه الإخراجي هو استخدامه للكاميرا المتحركة، وهذا ما اتضح في نقل حفل «قناة السويس الجديدة»، وقد ولد بويل في مدينة مانشيستر البريطانية عام 1956، وكانت بداياته الفنية منذ مطلع الثمانينات متنقلة بين المسرح والتلفزيون، وكان أول عمل سينمائي له عام 1995 في فيلم الجريمة والإثارة الكوميدي «القبر الجماعي»، وبعده أضحى علامة بارزة في السينما البريطانية الشابة، ومن المؤكد أن عملا من توقيع داني بويل، يعني شيئا مثيرا للجدل وايضا اهتمام النقاد والإعلام والجمهور، كيف لا، ونحن أمام مبدع سينمائي قدم للسينما العديد من الاعمال المهمة، التي رسخت حضوره مبدعا، ولهذا فإن بصمته في نقل حفل افتتاح القناة كان بمثابة تحفة فنية ساحرة، جمعت فنون المسرح والسينما والموسيقى والغناء والتراث والواقع والخيال والحلم الكبير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى