إضاءات

«داوود عبد السيد بمناسبة مرور 30 عاماً على الكيت كات»: كان عنوانه «عرايا في الزحام» لكن الرقابة غيرته

القاهرة ـ  «سينماتوغراف»

أعرب المخرج داوود عبد السيد، عن سعادته البالغة للاحتفاء بفيلم «الكيت كات»، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43، مشيداً بالحضور الذي وصفهم بـ«الأجيال العظيمة والجميلة»، مع تواجد عدد من صناع الفيلم من بينهم، الفنان أحمد كمال، الموسيقار راجح داوود، مصمم الديكور أنسي أبو سيف، مدير التصوير محسن أحمد بينما غاب شريف منير، عايدة رياض، حسين القلا، وسيتم بعد حلقة النقاش عرض نسخة مرممة من فيلم «الكيت كات» بمناسبة مرور 30 سنة على العرض الأول له.

وكشف المخرج داوود عبد السيد، أسباب اختياره رواية «مالك الحزين»، للكاتب إبراهيم أصلان، بشأن تحويلها إلى فيلم سينمائي بعنوان «الكيت كات»، قائلاً: «مش عارف أنا اللي اخترت الرواية، ولا هي اللي اخترتني».

وأضاف أن رواية «الملك الحزين»، كانت أولى الروايات لإبراهيم أصلان، متابعاً: «لما قريت الرواية لاقيت نفسي بعيد قراءتها تاني.. وبعد ما خلصتها كان عندي معالجة سينمائية لها.. أنا معجب جدا بكتابات إبراهيم أصلان».

وتابع عبد السيد، «أنا لم ألتزم بجميع الشخصيات الموجودة بالرواية، ولم ألتزم بختام الرواية أيضاً، عندما خرجت انتفاضة الخبز في السبعينيات»، مضيفا أن: «الاقتباس لا يعني الالتزام بحرفية العمل الأدبي».

وأوضح أن عدم التزامه بالرواية، لا يُعني عدم تقديره للكاتب إبراهيم أصلان، موضحا أن «الأسد لما بياكل رجل الغزالة بياكلها كلها، وده اللي حصل معايا في الاقتباس من الرواية َالاقتباس مش معناه الالتزام بالعمل الأدبي، هو ازاي تهضمه وتطلعه، ومش معناه اني مش مقدر الرواية، أنا مقدر الرواية بشكل كبير».

ولفت إلى أن الكاتب الراحل إبراهيم أصلان، اطلع على النسخة الأولية من السيناريو، بينما لم يُبد اعتراضات إطلاقا، «اعتبرت رد فعله بمثابة موافقة على تحويل الرواية لفيلم».

وهاجم المخرج داود عبد السيد الرقابة على المصنفات الفنية، مشيرًا إلى أن الرقابة تعمدت تغير اسم فيلم الكيت كات، والذي يحمل اسم آخر.

وأضاف خلال الندوة، قائلاً: «رئيس الرقابة الحالي الدكتور خالد عبدالجليل يعلم جيدًا رأيى في النقابة سوء من قبل أو حاليًا، ولكن دائمًا يغفر لي حديثي عن النقابة». رغم أن اسم الرواية لا يحمل في معناه أي إغراء أو محتوى جنسي.

وأشار عبد السيد أن أفضل اسم للفيلم هو “عرايا في الزحام” بالفعل، وأضاف ساخراً: ربنا يخلي لنا الرقابة وتحافظ على أخلاقنا أكتر.

واسترسل: اسم “عرايا في الزحام” لم يقصد المعني الحادش للحياء الذي حجبته الرقابة بسببه، ولكان كان الغرض منه رصد ما يدور داخل الاحياء الشعبية، من معرفة تامة بأدق تفاصيل حياة بعضهم البعض، نتيجة لقرب المنارل من بعضها، وهو ما يؤدي إلى مزيد من التداخل في الحياة  ومنع الخصوصية، الأمر الذي يجعلهم عرايا فكرياً  أمام بعضهم البعض.

وأضاف: “لولا تدخل للرقابة حينها في ذلك الأمر لكان ظهر الأمر بالاسم المناسب له، ولكن لسوء تفكير الوقاية، والتي أصبحت أكثر سوءاً حالياً، لم يظهر الفيلم بشكله واسمه المناسب ”.

وأكد المخرج داود عبدالسيد أن الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب إبراهيم أصلان استلهم منها قصة الشيخ حسني بطل فيلم الكيت كات، والتي قدمها الراحل محمود عبدالعزيز.

وقال عبد السيد عن اختيار بطل الفيلم: «لما تعرفت على محمود عبد العزيز في فيلم الصعاليك، اكتشفت إنه ممثل شاطر جدا، وكان بيستعد لتصوير مسلسل رأفت الهجان، وبدأ يتخلى عن ظهوره كجان وطلع عنده كرش، وقتها لقيته في شخصية الشيخ حسني».

وأشار مخرج «الكيت كات» «إلى أن الفنان الراحل محمود عبد العزيز، بدأ في العمل على شخصية «الشيخ حسني»، في الفيلم، وذهب إلى جمعية النور والأمل الخاصة بالمكفوفين لإتقان جميع التفاصيل الخاصة بالشخصية التي قدمها خلال الفيلم، ومنهم شخصية شيخ كفيف.

وقال المخرج داوود عبد السيد، إن الشعب المصري والدولة جميعاً كانت مصابة بالعجز بعد عام 1976٧، وهو ما انعكس على شخصيات فيلم الكيت كات.

 وأوضح مخرج الكيت كات، أن شخصية الشيخ حسني كانت مثالاً على العجز المنتشر في شخصيات الفيلم ، لكنه كان رافضاً للاعتراف بذلك.

 وأكد المخرج داوود عبد السيد، أن الجيل الحالي الأفضل في صناعة السينما، لأنها تمتلك الكثير من الإمكانات بخلاف طموحهم الذي يؤهلهم لتقديم أفضل شيء لديهم، وارتباطهم بالعالم عن طريق التكنولوجيا.

جدير بالذكر، أن داوود عبد السيد مخرج ومؤلف مصري، بدأ العمل کمساعد مخرج ﻓﻲ بعض الأفلام أهمها “الأرض” لیوسف شاهین، صنع بعد ذلك 9 أفلام من أهم الأعمال ﻓﻲ تاریخ السینما المصریة، من بینها “أرض الخوف” و”قدرات غیر عادیة“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى