بلاتوهات

«دبي السينمائي» يعرض المواهب الإقليمية المبدعة من خلال مسابقة «المهر الخليجي القصير»

دبي ـ «سينماتوغراف»

تقدم مسابقة «المهر الخليجي القصير» في  الدورة الرابعة عشر من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مجموعة متنوعة من الأفلام القصيرة من بلدان المنطقة. وتعرض هذه الأعمال المتميّزة قصصاً ممتعة للجمهور ورؤىً جديدة لتفاصيل الحياة في حياة دول الخليج اليوم. وتسعى مسابقة «المهر الخليجي القصير» إلى تحفيز وتطوير المواهب السينمائية، وتوفير الفرصة لصانعي الأفلام لعرض أفلامهم المميزة على الساحة العالمية.

ومن بين الأفلام المشاركة التي تُعلن هنا في الدفعة الأولى من الأفلام، فيلم «آسيه» للمخرج العماني محمد الحارثي، الذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً، ويروي قصة مراهق عماني يتولّع بصورة ممثلّة هندية تظهر على مُلصق فيلم يتحدث عن فتاة تدعى آسيه. يحاول الفتى الدخول إلى صالة السينما لمشاهدة الفيلم، لكن صغر سنّه يحول دون ذلك، فيحاول التسلّل إلى الصالة بطرق عديدة، وفي كل مرة يكتشف الحارس محاولته ويطرده، ما يزيد من تعلّق الفتى بالممثلة الهندية إلى حد العشق والوله، حتى يحدث ما لم يكن يخطر في ذهنه.

ومن المملكة العربية السعودية، تشارك المخرجة هاجر النعيم في المسابقة بفيلمها «احتجاز» الذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً، ويتمحور حول الفتاة السورية لارا، التي لجأت إلى الولايات المتّحدة هرباً من العنف في بلدها على أمل إنقاذ عائلتها من أُتون الحرب. تبوء جميع محاولات لارا بالفشل عندما يوقفها الأمن القومي الأميركي بسبب تورط والدها في عملٍ إرهابي. وبينما تكافح لارا لإثبات براءتها يظل تساؤل الجمهور قائماً بين ما يحدثُ في الحقيقة وبين ما هو قابل للافتراض.

ويُشارك صانع الفيلم المستقل العراقي مالك المالكي بعمله الثالث «قطعة مفقودة» في عرضه الأوّل عالمياً. وهو رحلة تأملية في الحياة، يسعى خلالها رجل وامرأة وراء الخلود وتحقيق الكمال؛ فأيُّ مدىً يمكنهما بلوغه لتحقيق ذلك المسعى؟

ويُشارك المخرج الكويتي مشعل الحليل في عرض أول عالمي بفيلمه «جارنا بوحمد»، ويروي قصة الشاب العشريني خالد، الذي تُثير فضوله وقلقه أصوات مزعجة آتية من بيت جاره بو حمد، ويقوده ذلك الفضول إلى ما لم يكن يتوقعه.

ومن المملكة العربية السعوديّة أيضاً يشارك المخرج طلحة بن عبد الرحمن بعرض عالمي أول لفيلم «كبش الفداء»، ويتتبّع الفيلم يوميات بول دوغان، الكاتب الروائي المخضرم، الذي يقرّر الاعتزال عن العالم ويُقيم في كوخ ريفي صغير، محاولاً استعادة الإبداع الذي فقده، وتوصله حالة الوحدة إلى مواجهة الأصوات التي تدور في ذهنه لمعرفة السبب وراء جدب الكتابة لديه. الفيلم من بطولة الممثل الكوميدي المعروف أحمد أحمد.

فيما يعود المخرج العراقي الدنماركي علاء سليم إلى المهرجان بفيلمه الآسر «أرض الآباء» في عرضٍ دولي أوّل، ويحكي من خلاله آصرة متصدعة بين أب وابنه؛ فبعد أن فشل في مواصلة العيش في الدنمارك، واضطراره إلى طلاق قاسٍ وانقطاع علاقته بابنه الوحيد، يعود حسن إلى أرض الأجداد، الأردن، حيث يختلق العديد من الأعذار لحثّ ابنه على العودة من الدنمارك، وحين يُقرّر الابن زيارته في الأردن يجد حسن نفسه إزاء الفرصة الأخيرة لرأب الصدع في العلاقة مع ابنه.

ويشارك المخرج البحريني، المقيم في دبي، أحمد الكويتي بعرض عالمي أوّل لفيلمه «موعد صلاة»، والذي يُلقي الضوء على بعض التشابكات الأخلاقيّة والدينية. يدور الفيلم حول فتاة إماراتيّة تخرج في رحلة مع صديقتها المصريّة الحامل. وحين تتعطّل سيّارتهما في منطقة نائية، تلجأ المرأتان إلى المسجد الوحيد في المنطقة طلباً للمساعدة.

وينضم الممثل والكاتب والمخرج العراقي محمد شيرواني إلى المهرجان لأوّل مرّة مع فيلمه «دعاء» في عرضه الدولي الأول، وتدور أحداثه في كردستان العراق، حيث يتّجه والد الشابة دعاء إلى إدارة الجامعة لمعرفة ما إذا كانت ابنته قد قُبلت في قسم الدراسات الإسلامية، إلاّ أنّه يكتشف بأن دعاء قُبلت بقسم النحت في كلية الفنون الجميلة. وبعد لحظات اضطراب ونقاش مع إدارة الجامعة، يكتشف الأب بأن ابنته هي التي اختارت القسم الذي قُبلت فيه؛ فهل سيتركها تواصل حلمها بأن تصبح فنانةً، أم إنّه سيقف في طريقها ويجبرها على القبول باختصاصٍ لم تكن ترغب في اختياره.

وفي معرض تعليقه على إعلان أفلام الدفعة الأولى المشاركة في مسابقة «المهر الخليجي القصير» قال مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي: “تواصل مسابقة «المهر الخليجي القصير» نموها وتُرسّخ مكانتها منصّةً متميّزة تدعم صانعي الأفلام الخليجيّين، وتساعدهم على عرض أعمالهم على الساحة العالمية”، وأضاف: “تزخر منطقتنا بالمواهب والحكايات، وما أن يجتمعا معاً حتى يخلقا إبداعاً مميزاً نعرض بعض ألوانه هنا. إن صانع الفيلم الخليجي يحمل صورة جديدة وطازجة لقصص الخليج، وما كان لنا إلا لنحتفي به إلا من خلال هذا القسم الغني بالمبدعين”.

من جانبه قال صلاح سرميني، مبرمج الأفلام القصيرة بالمهرجان، بأنّ “إنتاج الفيلم القصير يمثّل تحدّياً حقيقيّاً لصانعي الأفلام، بمن فيهم المخضرمين والمحترفين” وأشار إلى أن مهرجان دبي السينمائي الدولي “يبحث سنوياً عن أفضل المواهب وأكثرهم إبداعاً في منطقة الخليج لتتنافس على جائزة  «المهر الخليجي القصير»، ولا تقل مشاركات هذا العام إبداعاً وتنوّعاً عن الدورات الماضيّة، ونحن متشوقون لمنح جمهور المهرجان وصناع السينما تجارب فريدة من نوعها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى