أفلام قصيرةالمهرجاناتالمهرجانات العربيةسينمانامراجعات فيلميةمهرجان القاهرةمهرجاناتنقد
رابع أيام برنامج سينما الغد الدولي
رابع أيام برنامج “سينما الغد الدولي” بالقاهرة السينمائي
فيلم جنوب إفريقي بنكهة التفاح وآخر مكسيكي ممنوع من العرض
وومضة حب وأمل لسوريا
“سينماتوغراف” ـ رشا حسني
استأنف برنامج “سينما الغد الدولي” عروضه للأفلام القصيرة لليوم الرابع علي التوالي بـ”القاهرة السينمائي 36″، وتضمن برنامج أمس خمسة أفلام قصيرة:
1- كاني كاني “Kanye Kanye” فيلم جنوب إفريقي للمخرج ميكلاس مانيكيه “Miklas Manneke” وتدور أحداثه حول صديقين كانا يعيشان معاً بضاحية صغيرة من ضواحي جوهانسبيرج بجنوب إفريقيا اختلفا ذات يوم علي أي نوعي التفاح أفضل الأخضر أم الأحمر لينتج خلافا حادا عن ذلك التساؤل يتسبب في تقسيم الضاحية إلي قسمين الأيمن لكل ما هو أخضر والأيسر لكل ما هو أحمر ويتم الإنفصال التام في كل شئ حتي تنشئ قصة حب بين توماس من الجانب الأخضر وتيندا من الجانب الأحمر ليُعيدا بقصة حبهم كثير من السلام الذي أفقده الكره للضاحية.
الفيلم فانتازيا كوميدية نجح المخرج في خلقها واستعان بعدة عناصر أفادت فكرة الموضوع كاستعانته للتعبير عن بعض المواقف ببعض مشاهد متحركة كوميدية. وتقسيمه للشاشة لعدة أقسام لمتابعة ما يفعله كل بطل من أبطال الفيلم في نفس الوقت مما يؤدي لخلق حالة مقارنة لا إرادية بين ردود الأفعال لنفس الحدث وإستيعابها بشكل أقوي.
ومن ضمن ما استعان به المخرج لإيصال فكرته وبشكل قوي هو انقلاب الكادر بشكل عكسي للتدليل علي أن ما يحدث بالضاحية ليس طبيعياً ولا يمت للواقع بصلة ولابد من تغييره أو بمعني أدق تعديله لمساره الصحيح.
ولكن يُؤخذ علي الفيلم إفراط المخرج في إستخدام حركة الكاميرا خصوصاً “Track in –Track out” فيما لا يخدم موضوعه فقد بدت في كثير من الأحيان فقط كحركات إستعراضية ليس أكثر.
2- نياجرا “Niagra” فيلم ياباني للمخرجة تشي هاياكاوا”Chie Hawa Kawa“وتدور أحداثه حول الفتاة يامام التي نشأت في دار للأيتام حتي تبلغ سن الثامنة عشرة لتصارحها مديرة الدار بأن جديها لزالا علي قيد الحياة وتنتقل للعيش مع جدتها بالفعل.
قامت المخرجة بعمل كل مراحل الفيلم تقريباً من كتابة وتصوير وإخراج ومونتاج مما أضر بالعمل فمن الجيد أن يري العمل الفني خاصة عين أخري ومن المؤكد أنها ستضفي بُعداً أخر للعمل وليس بالضرورة أن يكون مُخالف لما يراه المخرج بل في كثير من الحيان تكون أفضل للعمل.
أكثرت المخرجة من إستخدام الكاميرا المهزوزة ولم يستشف إن كان ذلك عن قصد منها لإيضاح حالة التشوش والتخبط التي تحياها الفتاة بعد معرفتها بالسر مؤخراً وجهلها بمسار حياتها مُستقبلا أم أنه عيباً في التصوير. كما إعتمدت في أغلب المشاهد علي التصوير من زاوية منخفضة “Low angel” بمبرر وبدون مبرر درامي.
3- ومضة”ًWamda” فيلم تسجيلي للمخرج السوري عمرو علي “Amr Ali“، والذي يُلقي الضوء من خلاله علي مشروع ومضة وهو مشروع فني يتضمن الغناء والتمثيل والعزف يجوب شوارع سوريا كي يغني للناس للعامة للباعة في الأسواق يغنون للوطن وعن الوطن يغنون للحب وعن الحب، الفيلم يتحدث عن ومضة نور لا ومضة نار.
فكرة مشروع ومضة كسر الروتين اليومي للشعب السوري البسيط والتلقائي الذي استبدل بهجته وبهائه بالخوف من ومضة كيماوية أو قذيفة مدمرة تودي بمنزله أو بحيه بالكامل.
نجح المخرج في توصيل فكرة فيلمه من خلال إختياره للفكرة بالمقام الأول ثم دعمها بكل ما يخدمها من لقطات أرشيفية كمشهد الشاب الذي يعزف علي البيانو علي أطلال مخيم اليرموك، بالإضافة للعديد من المشاهد الموجعة والمؤلمة كمشاهد طائرات القذف وهي تدك المنازل والقرى مشهد به من البشاعة ما يجعلك لا تهتم بنوع الطائرة أو التساؤل عمن فعل هذا فالوجع يكمن في الفعل ونتائجه لا فيمن فعل ويختتم المخرج فيلمه بغناء أحد شباب مشروع ومضة ” لا تتوجع إحكي …. خلي بدل الدمعة ضحكة”.
لازال المخرج عمرو علي طالباً بالسنة النهائية بالمعهد العالي للسينما ولكن فيلمه ينبئ بميلاد مخرج واع متمكن من أدواته، فالفيلم هو أهم فيلم تسجيلي عُرض حتي الآن وبشكل عام من أهم الأفلام التي عُرضت ببرنامج سينما الغد الدولي.
4- الخدار “Narcolepsy” هو فيلم مكسيكي للمخرج نيكولا أجيولار “Nicolás AGUILAR” وتدور أحداثه عن رجل برلمان مكسيكي يقرر أن يعدل من إسلوب وطريقة حياته ليكون مواطن صالح عندما يكتشف أنه قد أصيب بمرض الخدار ولكنه يفشل في ذلك.
أبرز العناصر الفنية بهذا الفيلم هو طريقة إستخدام المونتاج وتوظيفه كبطل من أبطال الفيلم، فلقد أسهم بشكل كبير في حالة سرد بصري للفيلم خاصة للشخصية الرئيسية بالفيلم من خلال مشاهده التي يبدو عليه فيه الإضطراب والتوتر، فكرس من خلال المونتاج فكرة تأرجح هذا السياسي ما بين كونه يريد حياة صالحة ونافعة وبين عدم قدرته علي تنفيذ ما يريده.
إستخدم مخرج الفيلم لقطات أرشيفية لأعضاء البرلمان المكسيكي يخوضون عراكاً بشكل همجي لتكريس فكرة أن مسؤولي وسياسي المكسيك لا يأبهون للمكسيك ولا مواطنيها إنما يأبهون فقط لنفسهم ومتعهم ومناصبهم وهو ما نتج عنه مزيداً من العنف والإنفلات والفقر بالمكسيك. الجدير بالذكر أن هذا الفيلم ممنوع عرضه نهائيا بالمكسيك نظراً لأنه يُسئ للبرلمان المكسيكي وذلك من وجهة النظر الحكومية والرقابية.
5- ألفا”Alpha” للمخرج الألماني فاكوندو سكالرندي “Facundo V. Scalerand” وتدور أحداثه حول فابيو الذي إمتهن التمثيل ولكنه فشل فيه فعمل كنادل بأحد الفنادق، وذات ليلة يلتقي أنا حبيبته القديمة هي وحبيبها الحالي الدكتور هوجو لتتطور أحداث الفيلم حتي نصل لموقف يجعل أنا والمشاهد معها يُقارن ما بين الرجلين وأيهما أفضل لنا ولماذا؟.
اعتمد المخرج في هذا الفيلم لإيصال فكرته علي عنصر تحريك الممثلين بشكل مُلفت للنظر، فعمد وضع الثلاث شخصيات الرئيسية للعمل دائما في شكل مثلثي أغلب الأوقات التي إجتمعوا فيها ليضع رأس المثلث الشخص المتسيد للموقف من وجهة نظره.
الجيد في هذا العمل أن المخرج أنهي الفيلم دون أن يطرح وجهة نظره عن أيا الرجال أفضل ولكنه وضع كافة المعطيات التي تجعل المشاهد قادرا علي اتخاذ قراره في تفضيل فابيو أو هوجو.