آخر الأخبارالأخبارراحلونسينما مصريةنجوم و أفلام

رحيل المتمردة.. معالي زايد

رحيل المتمردة.. معالي زايد
“سينماتوغراف” ـ هشام لاشين
 
بعد صراع مع مرض السرطان رحلت السمراء المتمردة معالي زايد وتركت رصيدا فنيا مميزا منه مجموعة من الأفلام التي تعتبر ذات بصمة خاصة جدا في تاريخ السينما المصرية، حيث ظهرت معالي زايد لأول مرة في السينما المصرية من خلال فيلم “ولا من شاف ولا من دري” وجسدت دور”باتعة”، زوجة مرسي “عادل إمام” مدرس التاريخ الفقير، الذي يعيش معها في منزل والده وأمه.. شخصية بسيطة لإمرأة مصرية طيبة ومنكسرة تقف بجوار زوجها حتي يتجاوز محنته ونزوته التي كادت تتسبب في القضاء علي مستقبله قبل أن تنتقل لتقديم أول أدوارها الحقيقية في السينما في فيلم “وضاع العمر يا ولدي” عام 1978 لتثبت امتلاكها لموهبة فنية حقيقة ولمقومات الفنانة التي تجيد تشخيص الأدوار الصعبة والمعقدة وليبلغ رصيدها السينمائي حوالي 80 فيلماً.
 
 
تنويعات
 
ويعتبر فيلم “الصرخة” التي قدمته معالي زايد مع المخرج محمد النجار واحدا من الأفلام المهمة في تاريخها السينمائي حيث قدمت شخصية باحثة في علوم الصم والبكم تستغل البطل الأخرس في دراساتها لنيل شهادة الدكتوراه وبإعتبارها خبيرة في لغة الإشارة تستعين بها المحكمة لترجمة دفاع الأخرس عن نفسه في مواجهة اتهامه ظلما بالإغتصاب إلا أنها تترجم أقواله بطريقة خاطئة لتخفي تهمة محاولتها مراودته عن نفسه، أما فيلم “كتيبة الإعدام” فهي ابنة الريس غريب التي تسعي للثأر والإنتقام من الخونة الذين قتلوا والدها وسرقوا رواتب الجيش الثالث .. شخصية قوية مشبعة بالوطنية ودوافع الإنتقام ممن غدروا بابيها والوطن أيضا في فيلم ينتمي لمدرسة عاطف الطيب المميزة خلال أعوام الثمانينيات.
 
وفي فيلم آخر مختلف هو “البيضة والحجر” لعلي عبد الخالق سوف نلمح تنويعة علي بنت البلد الجاهلة التي تعتقد أن سر عنوستها هو الأعمال السفلية والسحر فتلجا للدجالين والعرافين لفك العمل، وفي “السكاكيني وبيت االقاضي والفرن” تنويعات أخري مختلفة علي الشخصية الشعبية لبنت من الحارة الشعبية فهي (بسبوسة) مدمنة المخدرات التي سقطت في كل انواع الرذيلة في السكاكيني حتي تجد يد تحتضنها وتعيد لها الثقة بنفسها، وهي أيضا (طعمة) الجدعة التي تنتقم لنفسها ولأبيها من ظلم المعلم داغر في الفرن.
 
صراع القوة
 
أما فيلمم “الشقة من حق الزوجة” فهو نوعية أخري قدمتها معالي زايد مع مخرج اخر له بصلمته الإجتماعية والكوميدية هو محمد عبد العزيز، حيث نري كريمة ابنة رئيس زوجها فى العمل عبدالمقصود والتي تواجه الحاح أمها بالضغط علي زوجها نتيجة شعورها بالملل وانشغاله عنها لزيادة دخله مما يدفعها للتمرد وطلب الطلاق، ليبدأ النزاع بعد ذلك علي ملكية الشقة، وربما يكون هذا الفيلم تحديدا مع نجاحه الجماهيري الكبير هو مفتاح واحدا من الأفلام المهمة التي قدمتها فيما يشبه السلسلة مع المخرج رأفت الميهي وهو فيلم “سيداتي أنساتي” والذي يسخر بشكل فانتازي من قضية تعدد الزوجات في إطار مفارقة اقتصادية تنتهي أيضا بالنزاع علي الشقة في ظل ازمة إسكان كبيرة إجتاحت مصر منذ اوائل السبعينيات من القرن المنصرم، وفي هذا الفيلم كما في أفلامها التالية مع رأفت الميهي سوف نري تنويعات من الفانتازيا أيضا علي شخصية المرأة القوية فهي في فيلم مثل “للحب قصة أخيرة” تقدم شخصية الفقيرة التي تسعي لإنقاذ حياة زوجها المريض بالقلب ورغم عدم إيمانها بالمعجزات تلجأ للتبرك بـ “الشيخ التلاوى” و”القديسة دميانه”  لكن الزوج يموت وتفقد إيمانها بكل رموز الشعوذة وتبدأ فى تكسيرها.. وهو واحد من الأدوار التي اثارت الجدل حولها وكادت تتعرض للسجن بسببها وخصوصا بسبب جرأة المشاهد التي قدمتها بداخلها حيث تم توجيه تهمة تصوير فعل فاضح وإحالتها الى نيابة آداب القاهرة.
 
المتمردة
 
وقد واجهت معالي السجن مرة أخري بعدها بسنوات في فيلم محدود القيمة هو “أبو الدهب”، ولكنها تعود مع رأفت الميهي لتقدم المرأة القوية والمتمردة في “السادة الرجال” ففي نفس القالب الفانتازي سوف نري الـزوجة فوزية إمرأة ناضجة مفعمة بالأنوثة والجمال، متزوجة من صحفي له ثقله وسطوته، لكنه ينظر إليها نظرته لمجتمع الحريم، وينهاها على أن تتجاوز حدودها كإمرأة، ويردد دائماً بأن الرجل هو صاحب الأمر والنهي في الحياة الأسرية وفي المجتمع ككل، لذا نرى فوزية تتمرد على هذه الحياة ويصل بها الأمر الى حد الثورة على مجتمع الرجال وعالمهم المضطهد للمرأة، فتقرر أن تصبح رجلاً.. وقد حصلت عام 1987 على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في هذا الفيلم الأخير من جمعية الفيلم.
 وتتوالي السخرية عبر هذا الواقع المقلوب كما في باقي سلسلة الميهي ومنها “سمك لبن تمر هندي” والتي قدمت فيه معالي أيضا شخصية “إدارة الفقيرة” والتي بدورها تبحث عن شقة للزواج وتظل مطاردة هي وخطيبها طوال الفيلم حتي الموت, ففي سلسلة الميهي تحديدا سوف نلمح سمة مشتركة في أدوار معالي الممثلة وهي الإنسحاق الذي يتبعه قوة واصرار المرأة علي تجاوز الواقع المفروض عليها سواء من المجتمع أو من كينونتها إمرأة وهي غالبا ماتنجح في ذلك لتؤكد علي شخصية الفتاة المتمردة التي لازمت معالي زايد في معظم إن لم يكن كل أدوارها السينمائية علي الإطلاق، ويذكر أن إدارة المهرجان القومي للسينما، برئاسة المخرج سمير سيف كان قد وقع اختيارها على معالي زايد لتكريمها خلال فعاليات الدورة رقم 19، والتي تقام داخل الأوبرا خلال شهر ديسمبر المقبل لكن القدر لم يمهلها لحضور هذا التكريم.
فيلموغرافيا
 
ولدت “معالي عبد الله المنياوي” يوم 13 مايو عام 1953م في القاهرة، وهي تنتمي لعائله فنية فوالدتها الفنانة “آمال زايد”، وخالتها الفنانة “جمالات زايد”، تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 1975، كما حصلت على بكالوريوس من المعهد العالي للسينما، وقد اكتشفها المخرج الراحل “نور الدمرداش” الذي قدمها لأول مرة على شاشة التلفزيون عام 1976م من خلال مسلسل “الليلة الموعودة”، وفيما يلي رصد لرحتها السينمائية وأشهر أفلامها:
 
عنبر والالوان (2001)
قدر امراه (2001)
ابو الدهب (1996)
المكالمه القاتله (1996)
رجل مهم جدا (1996)
المراكبي (1995)
لولاكي (1993)
الزمن الصعب (1992)
الصرخه (1992)
المتهمه (1992)
البيضه والحجر (1990)
الخطر (1990)
سيداتي انساتي (1989)
كتيبه الاعدام (1989)
سمك لبن تمر هندي (1988)
السكاكيني (1987)
الزوجه تعرف اكثر (1987)
الساده الرجال (1987)
الطعنه (1987)
بصمات الوهم (1987)
شاهد اثبات (1987)
امراه متمرده (1986)
للحب قصه اخيره (1986)
عسل الحب المر (1985)
قضيه عم احمد (1985)
استغاثه من العالم الاخر (1985)
الشقه من حق الزوجه (1985)
دنيا الله (1985)
بيت القاضي (1984)
الارمله والشيطان (1984)
انا اللي قتلت الحنش (1984)
الفرن (1984)
العربجي (1983) 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى