أحداث و تقاريرأهم العناوينسينما مصرية

رمضان والسينما في ثلاثين عاما (الحلقة 24 من 30)

حلقات يومية يكتبها ناصر عراق لـ «سينماتوغراف»

انتشار التلفزيون يؤثر على رواج صناعة السينما

المصريون يتابعون مصير جواز في خطر لنادية لطفي ويتعاطفون مع رابعة العدوية في رمضان 1963

في خضم الأحداث السياسية والاجتماعية المتسارعة في عام 1963 تزداد ثقة المصريين بأنفسهم وقائدهم، وتؤتي مجانية التعليم أكلها، فيلتحق بالجامعة آلاف من أبناء العمال والفلاحين والموظفين الصغار، وبرغم أن الطلاب هم الكتلة الرئيسية التي يتشكل منها جمهور السينما بشكل عام، فإن الإقبال على ارتياد دور العرض لم يزد كثيرًا في هذا العام عن العام السابق، حيث وصل عدد الأفلام الجديدة في سنة 1962 إلى 47 فيلمًا، بينما شاهد المصريون 49 فيلمًا فقط في عامنا هذا 1963.

في اعتقادي أن هناك عدة أمور مهمة تقف وراء تراجع الإنتاج السينمائي في مطلع ستينيات القرن الماضي بالقياس إلى مطلع الخمسينيات، من أهمها ظهور التلفزيون، فأنت تعلم أن البث التلفزيوني انطلق في يوليو 1960، ولأن الغالبية العظمى من المصريين لم تكن تملك ثمن شراء جهاز التلفزيون في ذلك الوقت، فقد لجأت الحكومة إلى وضع أجهزة في الساحات والميادين العامة تحت إشراف مجالس المدن أو المراكز، الأمر الذي أدى إلى التفاف الناس حول التلفزيون الذي يعرض الأفلام مجانا، وبالتالي تأكد انصراف كثير منهم عن السينما.

هناك أيضا الحركة المسرحية الوليدة التي جذبت لها جمهورًا كبيرًا من الطلاب، الذين ألهبت خيالهم وأثارت عقولهم القضايا الساخنة والحيوية التي يستعرضها نجوم من دم ولحم يصعدون على خشبة المسرح كل ليلة، وطبيعي أن عدد الجمهور الذي يذهب إلى المسرح مخصوم من العدد الإجمالي المعتاد الذهاب إلى السينما.

جواز في خطر

جواز في خطر

مع اشتداد موجة البرد فرح المصريون وابتهجوا بقدوم أول أيام رمضان في 26 يناير من عام 1963، وفي اليوم التالي مباشرة – أي 27 يناير – توجه كثير من طلاب الجامعة لمشاهدة فيلم (جواز في خطر) للمخرج عيسى كرامة وبطولة نجمي الشباب نادية لطفي وأحمد رمزي وعبد المنعم إبراهيم. وأحداث الفيلم ومفارقاته توضح أنه فيلم كوميدي عاطفي لا يخلو من مشاهد غرامية ملتهبة بمقياس العصر.

فيلم النشال

أما في اليوم الثاني من أيام رمضان – الموافق 28 يناير 1963 – فقد عرض فيلم (النشال) للمخرج محمود فريد وبطولة فريد شوقي ومحمود المليجي وشويكار، ويدور الفيلم حول عصابة من الجواسيس تسعى لجمع معلومات عسكرية عن مصر وتسقط في النهاية على يد السلطات المختصة. كما لاحظت فالفيلمان لا يقتربان من الأجواء الدينية حيث يعيش المصريون في رحاب الشهر الكريم، وإنما يناقشان قضايا اجتماعية متنوعة، وبالتالي لم يجد الناس ساعتها أية غضاضة في مشاهدة هذه القضايا ومتابعتها وهم صائمون!.

فيلم رابعة العدوية

رابعة العدوية

الازدحام يزداد كثافة أمام سينما ميامي بشارع طلعت حرب في منتصف شهر رمضان الكريم – الموافق 10 فبارير 1963– فالجماهير، وأغلبهم ممن تجاوز الأربعين، تنتظر بشغف سماع أم كلثوم وهي تشدو في الفيلم الجديد (رابعة) الذي سيعرض للمرة الأولى اليوم، وهو من إخراج نيازي مصطفى وبطولة فريد شوقي وعماد حمدي والوجه الجديد نبيلة عبيد، أما أغنيات الفيلم فكلها من أداء كوكب الشرق السيدة أم كلثوم الذي غاب صوتها عن الشاشة البيضاء منذ 16 عامًا، حين عرض آخر أفلامها (فاطمة) سنة 1947.

أنت تعرف أن الطابع الديني يسيطر على أحداث الفيلم، لكنه لا يخلو من مشاهد راقصة وفتيات شبه عاريات وكؤوس خمر وسكارى، وقد تقبل المصريون هذه المشاهد في شهر رمضان الكريم لأنهم يعرفون أنها مجرد تمثيل من ناحية، ولأن رابعة ستزهد في الأرض وتصادق السماء من ناحية أخرى!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى