أحداث و تقاريرأهم العناوينسينما مصرية

رمضان والسينما في ثلاثين عامًا (الحلقة 6 من 30)

حلقات يومية يكتبها ناصر عراق لـ «سينماتوغراف»

سامية جمال ترقص في فيلم «تاكسي حنطور» رمضان 1945

ارتفاع عدد الأفلام الجديدة إلى 41 فيلمًا بزيادة 18 فيلمًا عن عام 1944

بعد أن تأكد الملك فاروق أن الحرب العالمية الثانية انتهت سنة 1945 بفوز بريطانيا على دول المحور، وألمانيا على رأسها التي كان يدعمها سرًا، سارع إلى طلب عقد لقاء خاص مع اللورد «الترنشام» وزير بريطانيا المقيم بالشرق الأوسط عسى أن يصلح علاقته بالإنجليز، وبالفعل تمت المقابلة في 23 مايو من عام 1945، وهمس فاروق للوزير مؤكدًا (بحاجته لمساعدة بريطانيا على مدى حياته) كما ذكرت الدكتور لطيفة محمد سالم في كتابها عن الملك فاروق.

انتهت الحرب إذن، وعاد فاروق لمغازلة بريطانيا، وتوقفت الغارات وظهرت طبقة أغنياء الحرب، وأرادوا الاستمتاع واللهو بعد قلق وذعر، فكانت السينما هي وسيلة الترفيه الأهم، وهكذا فتحت الاستوديوهات أبوابها، ودارت الكاميرات، وتوافد الممثلون على مواقع التصوير حتى وصل عدد الأفلام الجديدة التي عرضت في تلك السنة إلى 41 فيلمًا بزيادة 18 فيلمًا عن عام 1944، أما شهر رمضان فقد استقبله المصريون بترحاب في 10 أغسطس، ورغم القيظ الشديد والرطوبة اللزجة لم يتوقف الجمهور عن ارتياد السينما في رمضان، إذ وجدوا فيها الملاذ الآمن والجميل من كابوس الحرب.

لقطة من فيلم القلب له واحد
لقطة من فيلم القلب له واحد

في العاشر من رمضان – 20 أغسطس 1945 – شاهد الجمهور في سينما أوبرا علوية جميل وهي تعترف (قتلت ولدي) الذي أخرجه جمال مدكور ولعب بطولته حسين رياض وأنور وجدي وزوزو ماضي.

الفيلم يحتشد بفواجع تتقن السينما المصرية تقديمها على الدوام خاصة في أوقات الحروب والثورات وانسداد الأفق الاجتماعي. يتحدث الفيلم عن خيانة زوجة مع شقيق زوجها، وإقدام الأم على قتل ابنها! وكأن صناع السينما يحاولون التخفيف عن المشاهدين من ويلات الحرب ومآسيها، بعرض حكاية مؤلمة ودامعة، حتى يتقبل المشاهد ما حدث له من أهوال في الحرب ويحمد الله على أنه مازال حيًا يرزق!

لم نر فيلم (أول الشهر)، الذي عرض في سينما أوبرا في 22 رمضان – 2 سبتمبر 1945 – ولكن من عنوانه نستطيع أن نخمن أنه فيلم لا يخلو من طرافة، وقد أخرجه عبد الفتاح حسن ومثله حسين صدقي وصباح – أول أفلامها (القلب له واحد) عرض في 4 يناير من العام نفسه – وبشارة واكيم والصبية فاتن حمامة ذات الأربعة عشر عامًا.

لقطة من فيلم تاكسي حنطور
لقطة من فيلم تاكسي حنطور

العجيب أن المصريين كانوا يتعاملون برحابة صدر في ذلك الزمن، فلا تشدد ولا تزمت، فالمسجد بجوار الكنيسة والاثنين بجوار السينما، لذا لا مانع لديهم أن يؤدوا فريضة الصوم في النهار، ويشاهدوا سامية جمال ترقص في الليل في فيلم (تاكسي حنطور) الذي عرض في 23 رمضان بسينما رويال الموافق 3 سبتمبر 1945.

لم نشاهد الفيلم نحن أبناء الأجيال التالية، لكن من عنوانه وممثليه ندرك أنه فيلم غنائي كوميدي، إذ يلعب الأدوار الأولى كل من محمد عبد المطلب وسامية جمال وشكوكو وشرفنطح، وقد أخرجه أحمد بدر خان.

لقطة من فيلم سلامه
لقطة من فيلم سلامه

هذه هي الأفلام الثلاثة التي عرضت في الشهر الكريم من تلك السنة، لكن سجل السينما يحتفظ بجموعة من الأفلام المهمة التي تمتع بها الجمهور في عام 1945، من أهمها (سفير جهنم) ليوسف وهبي، و(سلامة) لأم كلثوم.

في عام 1945 كان الملك يسعى لتعزيز حكمه بالانصياع التام أمام الاحتلال البريطاني، وكان المصريون يقاومون ويصومون ويستمتعون بمشاهدة السينما!.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى