يذهب النجم الاميركي الأهم في عالم التمثيل روبرت دي نيرو الى منطقة شديدة الحساسية حينما يتقمص شخصية جاكي بيرك في فيلم الكوميدي الذي يرصد من خلاله معاناة الفنان حينما تعصف به الايام وتغيب عنه النجومية.
فكرة في غاية البساطة. عن حكاية ممثل تلفزيوني كوميدي سابق عصفت به رياح التغيير والنقلات الجديدة التي تعيشها صناعة الدراما واحتلال الوجوه الجديدة دائرة الاضواء والصدارة ما يدفعه للابتعاد عن الاضواء وممارسة عدة اعمال لتسديد فاتورة حياته اليومية. حتى اليوم الذي يعود به الى شقيقه داني دوفيتو ليجد شيئا من الامان ولكن الحياة تغيرت. ولكنه لا يستسلم بل يظل يناضل حتى يتعرف على فتاة شابة تصغره بكثير يجد كل منهما في الاخر طوق نجاة من ازمات الحياة ليعود نجمنا يصدح من جديد لما يمتلكة من موهبة وعفوية وحضور كوميدي عال المستوى.
هكذا هو فيلم الكوميدي الذي يدهشنا كالعادة من خلالة النجم القدير روبرت دي نيرو وهو يعيش النقلات الدرامية في الشخصية التي يقدمها وباقتدار فني عالي المستوى. وقد مر هذا الفيلم بمحطات عدة. فحينما وافق روبرت دي نيرو على بطولة العمل الذي كتبه لويس فريدمان بالتعاون مع ريتشارد لاجريفز وارت لينسون وكان من المقرر ان يقوم باخراج الفيلم مارتن سكورسيزي الا انه اعتذر ليحل مكانه اسم مايك نويل وهو بدوره اعتذر ليأتي المخرج الكبير تايلور هاكفورد ولتمضي المسيرة في مزج بين الواقعية والسخرية وايضا كمية من النكات التي ابدع دونيرو في تقديمها مع داني دوفيتو ولكنها نكات تتجاوز حدود الاضحاك الى التأمل والتفكير والعمق وهو شأن جملة نتاجات دي نيرو على وجه الخصوص.
فيلم يطرح امرا في غاية الحساسية هو ليس من السهولة بمكان ان نكبر بأمان في مجال الترفية، حيث تتساقط الكثير من الاسماء امام هجمة الاجيال والبحث الدائم عن الوجوه الجديدة. ومن خلال تلك القضية تأتي طروحات الفيلم حول معاناة الفنانين في عالم الترفية سواء في السينما او المسرح او التلفزيون. لهذا يضطر ذلك النجم الذي غابت عنه الاضواء للعودة الى الاندية الليلية والبارات لالقاء النكات وتقديم كوميديا الاستاند اب كوميدي.
مع روبرت دي نيرو حفنة من النجوم ومنهم داني دوفيتو وهارفي كيتل وليزلي مان وايدي فالكو وبيلي كريستال وغيرهم.
فيلم من تلك النوعية التي حينما ينتهي فانه يظل عالقا بالذاكرة حول التحديات التي يعيشها الكثير من النجوم من اجل المحافظة على نجوميتهم وتألقهم وتوهجهم الفني والاعلامي. وهكذا هي السينما التي تمتعنا وتدهشنا.
