«روج» لايليق بتمثيل مصر في «الاسكندرية السينمائي»
«الإسكندرية» ـ انتصار دردير
ليست المشكلة في أنه أول أفلام مخرجه جون اكرام الروائية الطويلة، لأن هناك كثير من التجارب الأولي التي بهرتنا بمستواها الفني، لكن المشكلة انه لايستحق ان يكون فيلما طويلا ولا أن يمثل مصر في مسابقتي أفلام البحر المتوسط ومسابقة نور الشريف للافلام الروائية الطويلة، كما انه لايستحق سوي ان يكون فيلما قصيرا ليس لأن احداثه تدور في مائة دقيقة فقط بل لأنه يخلو من الأحداث التي تستطيع أن تجذبك لتتابعه حتي النهاية، لذا فقد غادر الحضور قاعة العرض تباعا قبل نهاية الفيلم.
«روج» الذي بدأ عرضه الجماهيري في دور العرض الأربعاء الماضي مخالفا لائحة المهرجان التي تشترط عدم مشاركة فيلم في المسابقة سبق عرضه، لم يحقق شيئا يذكر في شباك التذاكر،لأنه ليس فيلما جماهيريا ولا فنيا ولا تجاريا وانما يصلح مسلسلا اذاعيا، فلا صورة تجذبك ولا كادر واحد تتوقف عنده ولاجملة حوار تشدك اليه.
وتلعب بطولة «روج» فاطمة ناصر وأمير صلاح الدين ورغم اجتهادهما في الآداء الا ان السيناريو لم يساعدهما، وشتان بين بعض الأعمال التليفزيونية التي شاركت بها فاطمة وبين هذا الفيلم الذي اغراها بالبطولة، أما أمير صلاح الدين الذي لمع كممثل قبل عام حين لعب بطولة فيلم «نوارة» أمام منة شلبي، فهناك فارق كبير بينه وبين «روج» الذي يفتعل فيه خفة الدم ويعمد الي الاستظراف، واذا وجدت ممثل يتأرجح في اعماله من النقيض للنقيض ففتش عن المخرج، فقد استطاعت المخرجة هالة خليل ان تدفع به لمستوي مغاير في الآداء بأسلوب سلس حتي تظنه ممثلا مخضرما وقد أهدر الفرصة التي منحتها له هالة خليل ولم يستغلها متعجلا خطوته التاليه.
ينطلق «روج» من فكرة تصلح لأن تكون جيدة كتبها أمير نسيم واحمد عبد الوهاب لكن السيناريو لم يخدمها بالقدر المطلوب، فبطلته فتاة فقيرة تساعد بالانفاق علي اسرتها لوفاة والدها وشقيقها الطالب الفاشل الذي يبتزها، وتعمل ليلا في نظافة احد مراكز التجميل حيث تترك لها صاحبته المحل ليلا لتنظيفه، وتكون فرصتها لتقلد زبائن السنتر وتضع الروج الذي تحبه وبينما تطلب من عامل الدليفري ساندوتش نجدها تقرر الانتحار بمسدس في اللحظة التي يصل فيها العامل البسيط فيصيبه الذعر، وتهدده بادخاله المحل ليقضيان ليلة يكشف كل منهما عن أزمته فهو يعاني من مدير المحل ومن بعض الزبائن، ويخاف علي الموتوسيكل الذي كتب ايصالات علي نفسه تأمينا لصاحب المطعم، وتدفعه الفتاة ليعمل مايحبه فيتذكر حبه للرسم وبراعته فيه ويتصل بمدير المطعم ويخبره انه استولي علي الموتوسيكل وانه لن يعيده اليه ولن يذهب للعمل مرة اخري، ويكتشف هو معاناتها مع شقيقها الذي جاءها ليطلب اموالا ويسمع حديثهما فيعرض عليها ان يقاسمها مامعه من أموال، ثم يفاجئ بوصول حبيبها الذي يحاول اقناعها بالتخلص من الجنين الذي تحمله لكنها ترفض وتنشب بينهما معركة حتي كاد يقتلها، ويتدخل فيها عامل الدليفري ويضربه ضربة قوية يفقد علي اثرها وعيه، ويغادر الاثنان المحل وهما يشعران ببدء مرحلة جديدة في حياتهما (علي اي اساس)، بينما تصل صاحبة المحل صباحا لتقتل الرجل وتبلغ الشرطة بوجود قتيل.
يفقد الفيلم ايقاعه من المشاهد الأولي ويفقد هويته فهو تارة يحاول ان يكون فيلم اثارة وغموض وتارة يحاول ان يكون كوميديا ويحاول ان يكون شبابيا حيث ينتهي بأغنية يؤديها أمير صلاح الدين وهو ينطلق بدراجته في الشوارع.
لاشك ان مهرجان الاسكندرية السينمائي يواجه أزمة في العثور علي فيلم يمثل مصر، وهي مشكلة حقيقية تواجه كثير من المهرجانات المصرية بما فيها مهرجان القاهرة، لكن كنت أفضل عدم المشاركة علي أن تشارك مصر بفيلم لايليق بها ويفتقد حتى أسس أن يكون عملا تجريبيا.